اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1048)- مدربون كرويون 15: الريال والدوري الاسباني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1048)

مدربون كرويون 15

***

الريال والدوري الاسباني

      الرياضي عندما يخوض غمار رياضته في المسابقات بشكل عام، يغلب على تفكيره قيمة ومستوى وتوجهات الطاقم التحكيمي في ميوله الفكرية والعاطفية وانتمائه القومي وحتى ديانته..! وعلى الاخص في المباريات المهمة والحاسمة او المؤثرة على سير اللاعب او الفريق. ولو حصرنا كلامنا هذا في مجال كرة القدم في اسبانيا، او الدوري الاسباني، فان الامر يصبح، حدِّث ولا حرج..! فقد سبق لي ان تحدثتُ في حلقة سابقة عن الوضع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه اسبانيا الحديثة في القرن العشرين الى يوم الناس هذا..! حيث زرتُ اسبانيا في سبعينات القرن المنصرم حتى عام 1981 سبع مرات، ورغم ان سفراتي هذه تصب في جانب الفن الموسيقي، لكنني اطلعتُ على تفصيلات مثيرة جداً في سياق الحياة الاجتماعية والسياسية لاسبانيا الحديثة والمعاصرة..! الامر الذي يميل الى جانب عدم الاستقرار السياسي في هذا البلد الاوربي الجميل، وبالتالي عدم وجود الانسجام التام بين المكونات الاجتماعية والسياسية، ان كان ظاهرا للعيان، ام خفياً في كل امور الحياة، يصل بعض الاحيان الى التطرف. وبما ان مباريات كرة القدم اليوم هي اكثر ما يمكن لكل البشر في شعوب الارض ان يشاهد ويتابع هذه المباريات ويتفاعل معها بشدة تصل الى التطرف في التنافس والميول والاهواء والحب والكراهية ربما حتى بين الاخوة الاشقاء..! فإن هذه النواحي الواقعية للدول والشعوب في مجالاتها الاجتماعية والسياسية، تجعل من اسبانيا وشعبها بلدا غير مستقر في حقيقة الامر..! الشعب الاسباني المتضمن فئات كثيرة من الاقوام والاديان والاحزاب المتناحرة وغير المستقرة في حقيقة واقعها و........ و........ الخ. نرى كل هذا الواقع ينعكس على اهم مرفق في حياتنا المعاصرة –كرة القدم- وفي الدوري الاسباني على وجه التخصيص..!

 

     كل هذه الاسطر، اريد منها ان اصل الى ان واقع حياة الشعب الاسباني لايتمتع باشاعة المحبة الطبيعية بين مكونات الشعب، ان كان ذلك علناً ام خفيةً..! ومن ثم نراه ينعكس على اهم مرافق الحياة المعاصرة –كرة القدم- في الدوري الاسباني. فرغم كل المصالح الاقتصادية والتجارية والافعال –المافيوية- الخفية في الدوريات الرياضية، تكون مباريات وتنافسات فرق الدوري الاسباني ساحة مناسبة لفوضى الظلم التحكيمي الواضحة والغامضة، فلم ولن يشفع لهذا الحال، لا الفار ولا غير الفار..! فالحال في كل العالم ولا يقتصر على الدوري الاسباني، في يد التلاعب التحكيمي المغرض لاصحاب النوايا السيئة في نتائج المباريات وفي مقدمتها المسائل الاقتصادية والسياسية والقومية.

 

     لو تحدثنا عن حال الفريق المثير للجدل-ريال مدريد- الذي كان حتى قبل افتتاح مباريات كاس العالم في قطر، فريقاً متقدماً ومتصدراً للدوري الاسباني وبفارق مريح عن اقرب منافسيه-فريق برشلونة- ولكن سرعان ما انقلبت الامور رأساً على عقب بعد كاس العالم ليصبح برشلونة في المقدمة في ظل تواضع وتذبذب نتائج مباريات فريق ريال مدريد ليبتعد بفارق كبير عن المتصدر حالياً فريق برشلونة..! اذن ماذا حدث للريال..!؟ كيف تنقلب الامور بمثل هذه السهولة..؟ والريال يمتلك افضل لاعبي العالم او من افضلهم..!

 

     بالنسبة لي، يمكنني ان اضع ما يروجه بعض الاعلاميين جانباً. فغالبيتهم يبحثون عن رزقهم في العمل الاعلامي في الحق او بدونه، فوضى في ذكر وترويج الاخبار الصحيحة والكاذبة. كلها مصالح اذن..! اما ان العلة الحقيقية للدوري الاسباني في كرة القدم خصوصاً، تكمن في قضية التحكيم الكروي والجهات المشبوهة التي تتدخل في شؤونه.

 

      المحكمون اسبان من هذا المجتمع المتناحر، وكل حكم له افكاره وميوله وتعاطفاته ومصالحه  و, و  و  والخ. فاللاعب او الرياضي بشكل عام عندما يغلب عليه الاحساس ان حكم المباراة غير مناسب لتحكيم مباراة فريقه، ومن المحتمل ان يتحيز للفريق المقابل..! نرى هذا اللاعب او الفريق لايكون في حالته الطبيعية في اللعب والعطاء، يسوده التفكير في صدق هذا الحكم او تحيُّزه..! وتأتي النتائج غالبا غير مرضية بسبب عدم الارتياح من طاقم التحكيم والخشية من ميوله المعاكسة لآحد الفريقين حتى لو كان تحكيماً مغلفاً بالعدالة..! وعليه ارى ان المدرب انشيلوتي وكل لاعبي فريق الريال وادارة الريال، ليس عليهم اي ذنب، فهذا من افضل مدربي العالم، والفريق من افضل فرق العالم، والادارة تعمل على قدم وساق من اجل النجاح. وتبقى العلة الحقيقية في التحكيم الاسباني المتارجح بين الظلم والعدالة والظروف الاخرى. ولنا عودة اذا اقتضى الامر..!

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة واحدة / فريق برشلونة، الفريق المثير للجدل.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.