اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1117)- حوار عناية جبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1117)

 

حوار عناية جبر

      حال وصولي الى بيروت في ايلول 2008 للمشاركة في الاماسي الرمضانية بليلتين اثنتين 9 و 10 من هذا الشهر الميلادي ايلول، سبتمبر. اخبرني اخي المخرج المعروف الاستاذ جواد الاسدي مدير مسرح بابل والاماسي الرمضانية بان هناك منهاج ثقافي صحفي ينتظرني برفقة الامسيتين الغنائيتين. ومن هذا المنهاج كان حوارا صحفيا مع الاديبة الصحفية اللبنانية عناية جابر المنشور في (جريدة السفير) اللبنانية في العاشر من ايلول 2008 واليكم اعزائي نص الحوار الذي جرى.

***********************

جريدة السفير يوم 10/9/2008

 في الموسيقى والغناء

       

لقاء مع حسين الأعـظمي:

القرن العشرون ولادة جديدة للمقام العراقي

      كتبت عناية جبر    

      تاريخ النشر       09/09/2008 

 

        حسين الأعظمي، مطرب وباحث وكاتب وخبير ومدرس ومؤلف، في فن غناء وموسيقى المقام العراقي، وهو ضيف مسرح بابل في اماسيه الرمضانية، حيث أحيا ليلة أمس 9/9/2008 الثلاثاء اولى لياليه، ويحيي الليلة مع فرقته الموسيقية ليلة ثانية وختامية. حول فن غناء وموسيقى المقام العراقي، وعن برنامجه -الغنائي الموسيقي- كان هذا اللقاء.

* في الوقت الذي يتردى فيه السماع، والتذوق الفني الجاد للكلاسيكيات، بما فيها سماع أم كلثوم، استعير عنوان كتابك وأسألك: (المقام العراقي الى أين..؟).

ـ بالنسبة للغناء الكلاسيكي، وأم كلثوم او غيرها من المغنين الانفراديين المعروفين، فانه يمثل تراثاً فردياً، شخصياً قد يندثر او لا يندثر، هذا ممكن وجائز في الحالتين. اما تراث الشعوب ومنها غناء وموسيقى المقام العراقي فإنه تراث مجتمع، شعب، أمة، فالامر يختلف كثيراً، والمفاهيم الاجتماعية في علم الفولكلور تحديداً، تقول: (التراث الشعبي الجماعي، لا ينشأ ولا يموت من خلال الافراد مهما كانت قيمة الفرد الثقافية، لانه وليد الجماعة، ومتى ما انتهت هذه الجماعة، وهو امر نادر في التاريخ، ينتهي كل شيء معها). إذن، غناء وموسيقى المقام العراقي تراث مجتمع او جماعي، اما من امثال المطربة أم كلثوم، فهو تراث فردي يخضع للتغيرات المباشرة في المجتمع. وبخصوص تراثها الكلاسيكي المقصود، او اقصد من خلال تعقيبك ان التراث الفردي او تراث أم كلثوم الشخصي، في هذه الحالة، فان الكاتب والملحن والمؤدي كلهم أفراد معلومون في المجتمع، ذلك يعني من جانب آخر، انه تراث فردي عقلي. اما تراث المجتمع فالعكس تماماً، فالمؤلف والمؤدي والملحن هو المجتمع بأكمله، فهو تراث عفوي.

 

* يكاد يكون الابداع المقامي، او فن المقام العراقي، صنفاً موسيقيا وإنشادياً عراقيا صرفا غير متصل بموسيقات الشعوب العربية الاخرى . لماذا وما هو تعريفك لفن المقام وجوهره..؟

ـ الحقيقة، المقام العراقي كمفردتين تعنيان بالحقيقة (التراث الموسيقي –الغناسيقي- العراقي) وتحديداً مركزه بغداد. هذا المعنى، يناظر تماما كما نقول القدود الحلبية في سوريا، البلدي المصري في مصر، الصوت الخليجي في الخليج، المألوف التونسي في تونس... وغيرها. هذه كلها تسميات تعني تراث ذلك البلد العربي، اما تفصيلات المقام العراقي فهي تختلف عن كل ما ذكرّنا وما يناظره من تسميات في البلدان العربية من تسميات. فالمقام العراقي، عمقه عربي إسلامي وتأثيراته غرب آسيوية. فهذه التأثيرات خلقت من هذا التراث خصوصية أدائية تعبيرية تتميز عن كل التراث العربي "الغناسيقي". وقد شرحت كل ذلك في بعض كتبي الصادرة.

 

* المطرب محمد عبد الرزاق القبانجي، يعتبر سيداً ورائداً في اتقان فن المقام العراقي. هل ساهمت تسجيلاته برأيك في ايصال هذا الفن..؟ وهل خلّف أسساً متينة سار على هديها المؤدون اللاحقون ومن خلفه برأيك او سبقه..؟

ـ في العام الماضي، صدر كتابي الثالث (الطريقة القندرجية في المقام العراقي واتباعها) لمؤسسها رشيد القندرجي. وفي هذا الشهر تماما، هناك كتاب مناظر هو (الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) لمؤسسها محمد القبانجي. الاول صدر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، والثاني يصدر حاليا عن نفس المؤسسة في بيروت. هذان الكتابان يتحدثان عن أبرز الطرق الغنائية المقامية في القرن العشرين تحديداً. وضحتُ فيهما سمات كل من الطريقتين وصفاتها ومميزاتها... الخ. ليست مقارنة بالمعنى الحقيقي ولكن توضيحاً لأسس كل طريقة. فالطريقة القندرجية تعتبر اخر الطرق العراقية المحلية الصرف النقية، الكلاسيك المقامي تماما، وذروة نضوجه في هذه الطريقة. اما الطريقة القبانجية فإنها اول الطرق التي تمرّدت وخرجت عن طوق المحلية من خلال الابداعات الجديدة التي جاء بها مؤسسها محمد القبانجي الذي يعتبر اعظم مطرب مقامي على مدى العصور. فقد اضاف وقدّم وأخر وغيّر بعض المواقع في عملية الشكل المقامي، ولكنه حافظ وهو الشيء المهم، على التعبير المقامي المحلي(العراقي) وهنا تكمن قوة تجديداته وابداعاته، التي جاء بها من خلال طريقته التي بقيت سائدة حتى هذا اليوم. اعتقد ان الكتاب يفي تماما ببعض الاجوبة التي تهتم بمثل هذا الفصل بين الطريقتين. يمكننا ذكــر الآن بعض اتباع الطريقة القندرجية مثل المطربين عبد القادر حسون، واحمد موسى، وشهاب الاعظمي، والحاج هاشم الرجب.

أما بعض اتباع الطريقة القبانجية فيوسف عمر، وعبد الرحمن خضر، وعبد الرحمن العزاوي... الخ.

 

* هل للمغنية حضور في غناء المقام العراقي، ومن من المغنيات العراقيات تعتبر أدائها، الاقرب والاكمل في الغناء المقامي..؟

ـ كما تعلمين، صدر لي كتاب عام ٢٠٠٥ في بيروت ولنفس المؤسسة التي ذكرنا(المقام العراقي بأصوات النساء) كعادتي قسّمتُ الكتاب الى بابين، كل باب فيه بعض الفصول. صحيح ان الموضوع سبق ان تناوله النقاد من خلال الصحافة، بيد انه كبحث وكفكرة ويصدر في كتاب، هي حالة ثقافية جديدة بالحقيقة وسبق تأليفي لي. هناك دراما كثيرة عاشتها المرأة خلال القرون الماضية من حيث ابتعادها عن الساحة الفنية قسراً. ولهذا السبب أكاد اكون مصيبا حينما قلت ان القـرن العشــرين يعتبر ولادة جديدة للمقام العراقي عموما، وعلى الاخص بالنسبة لتجربة المرأة العراقية في غناء المقام العراقي. وهنا في بدايات القرن العشرين، بدأت دراما حقيقية اخرى للمرأة في هذا الخصوص. ولهذا الموضوع تشعباته يتحدث عنها الكتاب بشكل تفصيلي. اختصاراً اخترت لكتابي وفي مراعاة للتسلسل الزمني سبع مغنيات مقاميات منذ بدايات القرن العشرين حتى هذا اليوم، كتبت عنهن بشكل يقترب الى التفصيل وإلقاء الضوء على نتاجاتهن المقامية. مع ذلك، اعتقد ان لكل واحدة منهن في مرحلتها الزمنية مميزات جيدة بحيث تميزت عن معاصراتها مثلا: مائدة نزهت تميزت عن سواها. سليمة مراد ايضا. زهور حسين التي تتمتع بقدرة تعبيرية.

 

* لو تضعنا في جو وبرنامج سهرتك في انشطة اماسي رمضانية في مسرح بابل لليلة اليوم الثاني من مشاركتك..؟

ـ العراقيون بصورة عامة في الوقت الحالي يعانون من اشكالات السفر والفيزا والدخول والخروج في اي مكان. هذا امر نعاني منه واثر على نشاطنا الفني وغير الفني في العالم. وهناك دعوات كثيرة اوروبية وغير اوروبية اعتذرتُ عنها لهذه الاسباب. في حفل بابل لم استطع استدعاء فرقتي الموسيقية كاملة، فاقتصرت على عازفين من بغداد وهما داخل احمد عازفا على آلة الجوزة وأديب الجاف عازفا على آلة الطبلة ووسام ايوب العزاوي عازفا على آلة rotnaS السنطور واضيف لنا عازف على آلة الرق من بيروت وهو سلمان بعلبكي. كونــت فرقــتي من هــؤلاء الموســيقيين الاربعة (فرقــة الجــالغي البغــدادي) وهي التي اقيم الحفلــتين في مســرح بابل برفقتها، ليومي ٩ و.١٠ من الشهر الحالي ايلول 2008.

 

* ما هي فرقة (الجالغي البغدادي) ولماذا الاسم..؟

ـ اعتاد المؤدون السابقون للمقام العراقي ان ترافقهم فرقة موسيقية مختصرة تكونت من هذه الآلات الاربع آنفة الذكر لتأدية المقامات العراقية برفقتها. والجالغي هي كلمة تركية تعني مجموعة (الملاهي) للأنس والسمر، وسأقدم مجموعة من المقامات والأغاني العراقية على مسرح بايل في بيروت الحبيبة.

 

 جريدة السفير يوم 10/9/2008.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة واحدة / حسين الاعـظمي واقفا على ساحل الروشة ببيروت عام 2000

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.