اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1118)- حوار جريدة الغد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1118)

 

حوار جريدة الغد

      اقامت مؤسسة يبوس الفلسطينية في عمّان مؤتمرا موسيقيا لمدراء المعاهد الموسيقية في الوطن العربي، وعليه دُعيت لحضور هذا المؤتمر باعتباري مديرا لمعهد الدراسات الموسيقية في بغداد. وكان ذلك في شهر تشرين اول، اكتوبر من عام 2004. في هذا المؤتمر كان أ.د.كفاح فاخوري رئيسا له. مع حضور الكثير من مدراء المعاهد الموسيقية في الوطن العربي، وخلال مناقشات ايام المؤتمر، يبدو انني اثرت انتباه أ.د.كفاح فاخوري، الامر الذي ادى بالتالي الى دعوتي لمهرجان الاغنية الاردني عضوا في لجنة التحكيم العربية. التي تكوّنت مني أنا من العراق ومن المطربة لطيفة التونسية والمطرب الاردني عمر العبداللات والفنان امين حافظ من سوريا والفنان اللبناني احمد قعبور. الذي سيقام بعد شهرين، أي في كانون اول هذا العام 2004. وهكذا كان حضوري الى المؤتمر في عمّان وهذا الحوار المنشور في(جريدة الغد) الاردنية. للاسف لم يذكر اسم المحاور ولا انا ايضا اتذكر من..! واليكم اعزائي نص الحوار.

**************************************

حسين الاعـظمي: ما تداعى أثناء الحصار سقط بعده

الثلاثاء 28 كانون الأول / ديسمبر 2004

موقع جريدة (الغد) الاردنية

حسين الأعظمي : (ما تداعى أثناء الحصار سقط بعده)

ولد حسين اسماعيل الأعظمي في بغداد في العام 1952، من عائلة دينية تمارس المقام العراقي أبا عن جد دون احتراف. وفي العام 1973 بدأ مشواره الفني في مقهى المتحف البغدادي، وفي عام 1974 دخل الاذاعة والتلفزيون العراقي في برامج غنائية طلابية ثقافية. وفي عام 1975 دعي من قبل لجنة الاختبار للمطربين الجدد في دار الاذاعة والتلفزيون، حيث أصبح مطربا معتمدا لدى إذاعة وتلفزيون العراق منذ ذلك الوقت. يطول بنا الحديث عن منجزات حسين الاعـظمي الكثيرة، اذ يكفي ان نذكر انه فاز بجائزة الماستربيس العالمية من اليونسكو عام 2003، ويشغل حاليا منصب عميد معهد الدراسات الموسيقية في بغداد. لنفضل الانتقال مباشرة الى توجيه بعض الاسئلة له. حيث التقت الغد بالفنان الأعظمي، الذي شارك مؤخرا في مهرجان الاغنية الاردني كعضو لجنة التحكيم العربية، وكان الحوار التالي:

 

س1 - شكلت ظروف الحصار كما يبدو، نوعا من الحماية للأغنية والمقام العراقي من موجة العولمة، هل ستتأثر الأغنية العراقية برأيك بهذه الموجة الآن..؟

ج1 - في مقدمة كتابي(المقام العراقي إلى أين..؟) الذي صدر في بيروت في العام 2000 أثرت هذا التساؤل. (هل ستصهر التكنولوجيا الموسيقية الحديثة خصوصيات الأمم والشعوب..؟ أم سيبقى هاجس العودة الغريزي لدى الانسان إلى الجذور والخوف على الموروثات والممتلكات التراثية..؟) هناك دراما فكرية وثقافية وعاطفية كبيرة يعيشها الإنسان الحالي ما بين واقعه وهاجس العودة إلى الجذور، وهو ما نعمل كمثقفين او متعلمين على توازن هذه القوى، وتجنب السلبيات بكل ما يمكن ذلك. ان على الإنسان أن يتمسك بقاعدته الثقافية، من خلال معادلة بسيطة: أن يتعلق ويتعلم من جذوره ويعيش حاضره ويطمح لمستقبله.

     أما فيما يخص الأغنية التراثية والمقام العراقي، فلا أعتقد أنها ستتأثر بموجة العولمة بصورة مباشرة، فالتاريخ أثبت أن إبداعات الشعوب تنطلق من التراجيديا. ونظرا لكون بلدنا العراق والمأساة التي يعيشها الشعب العراقي حقيقة واقعة، وجادة وصادقة، لهذا السبب فأنا لستُ متشائما، لان الفنون او الظواهر التراثية ستبقى ولن تمحى، صحيح انها لا تتطور كثيرا في هكذا ظروف، بيد انها ستبقى في انحسار مؤجل الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا. فالفنون قد تنحسر في ظروف المأساة، لكنها لاتموت، لأن القلق والاضطراب على الوطن بشكل عام صادق وجاد اكثر من أي شيء آخر واي وقت آخر .

 

س2 - الفنون العراقية الأخرى كالرسم والنحت لاقت انتشارا برغم الحصار، لماذا برأيك تأثر اللون الغنائي أكثر من غيره..؟

ج2 - بعد الـ1990 والظروف السياسية المعروفة في العراق، ضعف اقتصاد الدولة، وعجزت عن رعاية وحماية أفكارها بشكل تام، لذلك فسح المجال بشكل يكاد يكون قسريا أمام النتاجات والجهود الفردية للمواطن العراقي، بل إنتُدبَ المواطن العراقي في هذه الظروف لتمشية امور حياته وحياة البلد بصورة عامة، فظهرت النتاجات الفردية ومن ضمنها أنواع الفنون الأخرى على السطح، كونها لا تحتاج إلى رعاية كبيرة من الدولة، فظهر الملحن والرسام كون هذه الاجتهادات لم تخضع لرقابة أو تقييم. وبقي المواطن العراقي حتى اليوم يناضل ويجتهد ويعمل خدمة ودعما لظروف الوطن القاهرة وكأنه يحفر البئر بأبرة..!

 

س3 - والآن...؟

ج3 – الآن ظروفنا تزداد سوءً، فقد دمر المجرمون بلدي العراق بعد الحصار، وتم احتلاله من قبل وحوش البشرية، وما تداعى أثناء الحصار سقط بعده، أقصد في المرحلة الحالية، ولكن المبادئ تبقى مبادئ لا يمسها تغيير يذكر، ونحن كفنانين ومثقفين وأصحاب رسالة، نحاول أن نبني ما تهدم، الفنانون الآخرون اعتمدوا على جهودهم وامكانياتهم الفردية للنجاح والظهور، ببساطة ليس لديهم ما يخسروه، فاستمروا بالسعي لتحقيق طموحاتهم. تجربتي الشخصية على سبيل المثال، تقاعدتُ من عملي الرسمي في العام 1993، فالمردود المادي أمسى غير مجد، هذا أولا، وثانيا بعد رحيل المبدع(منير بشير) لم أستطع العمل مع عقلية محلية أقل منه تنويرا، فتقاعدتُ عن الوظيفة الرسمية وانطلقتُ من جديد معتمدا على نفسي، لكنني بخلاف الكثيرين لم أكن شابا صغيرا تغريني المغريات، حيث لم اكن لقمة سائغة لاي ظرف كان، وهو للأسف ماحدث مع الكثيرين نتيجة الظروف القاسية.

 

س4 - هل تعتقد أن المغنين العراقيين ممن انتشروا عربيا أمثال كاظم الساهر ورضا العبدالله ومحمود أنور حملوا اللون العراقي الى خارج العراق..؟

ج4 - معظم مغني الجيل الثمانيني والتسعيني تـُـلمذوا في معهد الدراسات الموسيقية عندما كنتُ مدرسا فيه، ومن ضمنهم الأسماء التي تم ذكرها، ومنهم من بقي متمسكا بهيكلية المقام العراقي ومنهم من خرج عنه، ولا ضير في ذلك ما دام المتلقي يميز اللون العراقي في الأغنية، فيجب أن يكون للأغنية الحديثة أمٌ وأب، بمعنى أن تكون جذورها معروفة، فالأغنية التي تعرف كأغنية عراقية حتى لو تطورت تبقى أغنية شرعية بالمعنى الذي ذكرته ما دامت هويتها واضحة في عراقيتها.

 

س5 - ما تقييمك للتجارب الغنائية الأردنية؟

ج5 - يجب أن يكون الطموح كبيرا بأن يتم صنع أغنية أردنية حقيقية كلاما ولحنا وصوتا، كالمصرية والتونسية والعراقية مثلا، فلنأخذ عمر العبد اللات كمثال، يعد تجربة ناجحة جدا وسط المعطيات المتواجدة لديه، حيث في النهاية قدم(أغنية أردنية). التجربة اللبنانية كذلك يشاد بها، فلا يزال كبار مغني لبنان يقدمون الأغنية بالهوية اللبنانية الأم، ويتبنون الجيل الجديد من الشباب إلى ذات الاتجاه، انها تجربة ممتازة برغم بعض الملاحظات، فلا يوجد نجاح مطلق.

 

س6 – باعتبارك احد اعضاء لجنة التحكيم العربية لمهرجان الاغنية الاردنية، هل تعتقد أن الأصوات التي ظهرت في مهرجان الأغنية الأردني الرابع، تشكل خميرة جيدة لحركة أردنية جديدة..؟

ج6 - بحسب ما رأيته وسمعته نعم أعتقد ذلك، فأصواتهم كخامات، قوية وممتازة، وواعدة أيضا. وليس هناك أي اعتراض من حيث خامات الصوت، المهرجان بحسب رأي القائمين عليه قد بلغ أهدافه التي وضعها منذ البداية، إلا أن لدي تعليقا هنا، وهو أن الأهداف الموضوعة صغيرة مقارنة مع الجهود المبذولة، ولا يكفي أن يكون الهدف(نحو أصوات أردنية شابة) بل يجب أن يتطور إلى(نحو أغنية أردنية حقيقية) محتفظة بأصالتها وهويتها وطابعها التراثي. كما أن لي تحفظا على الفئة العمرية المختارة في المهرجان وهو ما سبق وذكرته في المؤتمر الصحفي، يجب أن تكون الأصوات الشابة في بداية مشوارها الفني حتى يتم صقلها لاحقا بشكل صحيح، هناك بعض المتسابقين يبلغ عمرهم 30 عاما أي أنهم من المفترض أن يكونوا قد استقروا على لونهم واسلوبهم الغنائي، من الأسهل أن يوجه من هو في بداية حياته الغنائية للأسلوب الصحيح، فيأتي اختيار الصوت كمرحلة أولى ومن ثم توجيهه كمرحلة ثانية.

 

س7 -  وكيف يكون إصلاح الأغنية العربية عموما برأيك..؟

ج7 - يبدأ من المناهج الدراسية الغنائية في المعاهد والجامعات، وقد نوقشت هذه المشكلة في مؤتمر(مدراء معاهد الموسيقى في الوطن العربي) الذي عقد في عمان في تشرين الاول الماضي من عامنا الحالي 2004، أي قبل شهرين من الان، وكنت مدعوا اليه باعتباري مديرا لمعهد الدراسات الموسيقية ببغداد، وتم التوصل إلى ضرورة الاعتراف المر بجهالة المناهج وجهالة المتعلمين للموسيقى، منهج العود مثلا، لا يوجد مناهج لتدريس آلة العود بأسلوب أكاديمي في كل الوطن العربي باستثناء العراق، وهو الميثود والمنهج التعليمي الذي وضعه الموسيقار العراقي الراحل جميل بشير، الذي يبدو انه استفاد من التجارب التعليمية الغربية للموسيقى..! هناك فرق بين التدريس الأكاديمي الموسيقي الغربي والشرقي، في الكمان مثلا نرى 20 عازف كمان يصعدون باقواسهم وينزلون بصورة موحدة، المدرسة الغربية تحوي رموزا وتقنيات واضحة، وكل شيء مكتوب، لذلك لا نرى عازف الكمان ينظر إلى صاحبه أثناء العزف، وهو ما يجب أن نبحث عنه أثناء تصليح المناهج التعليمية الموسيقية التوحيد والانسجام، ومتى حدث اصلاح تعليمي في الموسيقى والغناء، ستتطور موسيقانا واغانينا نحو الاحسن بكل تاكيد.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

مجموعة الصور

صورة واحدة / حسين الاعظمي عضو لجنة التحكيم العربية في مهرجان الاغنية الاردني كانون اول. 23/12/2004.

 

 

صورة واحدة / حسين الاعظمي عضو لجنة التحكيم العربية في مهرجان الاغنية الاردني كانون اول. 23/12/2004.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.