اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (308)- الكتب المقامية/ جزء2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (308)

 

الكتب المقامية/ جزء2

        نستطيع ان نعتبر كتاب (المقام العراقي) لمؤلفه الحاج هاشم الرجب، وكـــــتاب (المقامات) لمؤلفه شعوبي ابراهيم خليل، كتابين مهمين ظهرا في فترة زمنية مهمة في التاريخ المقامي وهي (حقبة التجربة). فقد وضع المؤلفان وهما من اهم فناني المقام العراقي. نصب عينيهما مهمة تعميق شكل ومضمون المقام العراقي وترسيخ التناول العملي والعلمي والفني والنظري للغناء المقامي. وفي حالة اخذنا الموضوع من ناحية مونوغرافية(هامش1) التي تعد اكثر شمولية وتركيزا للموضوع حول تاريخ الغناء المقامي في بغداد خاصة. تبرز المضامين الرحبة مرتبطة ارتباطاً عضوياً في اللحن المقامي التقليدي التاريخي، مكرسة تكريساً تاماً لموضوع لغة وطريقة الاداء. وليس هذا وقفاً على الكتب التي تتناول موضوع المقام العراقي بصورة مباشرة، بل تشمل كل الغناسيقى التراثية من ريفية وبدوية وجبلية وسهلية وصحراوية وساحلية وغيرها.

 

       أما كتاب الموال البغدادي لمؤلفه عبد الكريم العلاف، فقد ضم مجموعة جيدة من الموالات البغدادية (الزهيري)(هامش2) وهو نوع شعري يستخدم في غناء المقامات العراقية اضافة الى مجموعة من الابوذيات(هامش3) والمربعات البغدادية (هامش4)، فهي مادة شعرية مهمة جداً امام اختيار المغنين منها كمادة كلامية لغنائهم المقامي.

 

  ويتحدث حمودي الوردي  في كتابه (الغناء العراقي) بشمولية عن انطولوجية (هامش5) الغناسيقى العراقية، فقد تحدث عن معظم الوان الغناء والموسيقى في العراق واغراضها المتنوعة ومتى واين تغنى ولماذا، المعبرة عن كل بيئات جغرافية العراق وتنوع سكانه من اديان وقوميات واقليات اخرى، تراثية كانت ام حديثة، مدنية وريفية وبدوية وسهلية وصحراوية، وشمل ذلك اغاني المناسبات واغاني الاطفال واغاني العمل وغيرها. ففي هذا الكتاب تتمركز وتتجمع في وحدة متكاملة، البواعث الاصيلة لانطولوجية غناسيقى العراق من شماله حتى جنوبه، اذ تتضح فيها اغراض الكتاب برمته.

 

         اما كتاب (الالات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي) لمؤلفه د. صبحي انور رشيد، فإنه يتحدث بصورة رائعة عن المقام العراقي وشرح مصطلحاته ومعانيه وبعض من التفصيلات الاخرى اضافة الى شرح مفصل عن الآلات الموسيقية العراقية التي تصاحب غناء المقام العراقي، فهو كتاب لا يتأتى فقط من المهارة النظرية وحدها حسب، بل من المعايشة العميقة الاكثر عمقاً والاكثر اثارة من قبل المؤلف لاجواء غناء المقامات العراقية. وهناك كتب كثيرة اخرى تحدثت عن المقام العراقي.

 

        انتابني شعور من الزهو والفرح بعد وصولي الى عمان في طريق عودتي الى ارض الوطن الغالي – العراق – قادما من مهرجان ساوباولو بالبرازيل وانا اتلقى من صديقي يقظان الجادرجي (ابو عمران)، نبأ صدور كتابي الاول الموسوم( المقام العراقي الى اين..؟) في بيروت عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهو باكورة اعمالي الكتابية الذي جاء عنوانه استفهامياً في حيرة ودهشة من تطور التكنولوجيا ومخاطرها على التراث، خاصة ونحن نودع القرن العشرين ونستقبل القرن الحادي والعشرين. وقد كانت مضامينه عبارة عن دراسة تقترب من الناحية الاثنوموزيكولوجية في الكتابة حيث تتوضح فيه علاقة هذا الغناء والموسيقى التراثية (المقام العراقي) بشكله ومضمونه مع المجتمع والحضارة والثقافة والتاريخ والمتلقي، وهي المرة الاولى التي يطرح فيها موضوع الموسيقى العراقية والعربية والمقام العراقي بصورة خاصة بهذا الاسلوب من الكتابة بحيث يمكن قراءته من قبل أي قارئ عراقي او غير عراقي، فهو لم يكتـــــــب للمتخصصين فقط، وانما للانسان اينما وجد كتعريف دراسي بتراثنا الخالد..!

 

           في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، جرت مناقشات وجدالات شتى بشأن غناء وموسيقى المقام العراقي من خلال الندوات والمنابر التي عقدت حول هذا الموضوع، وصدرت على اثرها الكثير من المقالات والدراسات من قبل متخصصين معروفين، وتم طرح  الكثير من الموضوعات الضرورية، لكن الفقر الموجود في الثقافة الفنية والعلمية وارتباك مصطلحاتنا الثقافية في هذه الكتابات بصورة عامة ما عدا قلَّة قليلة منها، أفضيا الى بلبلة دائمة في مفاهيمنا. مثل طريقة الاداء. الاسلوب العلمي. الاسلوب الفني. اسلوب المؤلفات. اسلوب المغني الفلاني. المدرسة الفلانية. مدرسة فلان. وهكذا استخدمت مفردة اسلوب او طريـقة او مدرسة في معان متباينة تماماً..! فعلى الفنان المقامي وعلى الاخص المغنون منهم، ان يمتـلك اسلوبه الخاص. واسهل الوسائل وانجحها، هي ان يجمع هذا الفـنان بين العلم والفن ويصهرهما في موهبته ومـمتلكاته العفوية ليصل الى اسلوبه الخاص الذي يميزه عن اقرانه من الفنانين المقاميين، وهذا الجمع من العمل الاستاتيكي ينسحب بصورة متماثلة على جميع الفنون الاخرى.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

 

هوامش

1 – هامش1: المونوغرافيا: البحث العلمي في موضوع واحد.

2 – هامش2: الزهيري: نوع من انواع الشعر الشعبي، يتكون من سبعة اشطر، الاشطر الثلاثة الاولى تنتهي بكلمة هي بمثابة القافية متفقة في اللفظ ومختلفة في المعنى، والاشطر الثلاثة الثانية تنتهي بكلمة اخرى جديدة متفقة في اللفظ ومختلفة في المعنى ايضا والشطر السابع ينتهي بنفس كلمة الاشطر الثلاثة الاولى وبمعنى جديد.

3 –هامش3: الابوذية:نوع من انواع الشعر الشعبي، تتكون من اربعة اشطر تنتهي الاشطر الثلاثة الاولى بكلمةموحدة في اللفظ ومختلفة في المعنى بمثابة القافية، وينتهي الشطر الرابع بكلمة تنتهي بحرفين هما(الياء والتاء المربوطة) مثل مفردة، المنية،خطية، سوية، علية، وطية.

 

4 –هامش4: المربعات البغدادية. نوع من انواع الغناء الشعبي البغدادي تصاحبه الآلات الايقاعية غالبا ويسير مع ايقاع الجورجينة في اكثر الاحيان.

5 – هامش5: الانطولوجية. تنوع المكونات ضمن المجتمع والجغرافيا الواحدة .. ومقصدنا هنا في هذا الكتاب تنوع انعكاسات مختلف بيئات العراق من شماله حتى جنوبه في موضوع الموسيقى والغناء الحاوي على الموسيقى المدنية والريفية والبدوية والصحراوية والسهلية والجبلية والحديثة اضافة الىموسيقى الاديان والقوميات والاقليات الموجودة في كل محيط العراق.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي مقام المثنوي

https://www.youtube.com/watch?v=kPtYZfxVx2o

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.