اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (328)- المفرداتُ والأَلفاظُ الأَعْجميةُ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (328)

 

المفرداتُ والأَلفاظُ الأَعْجميةُ

بعد سقوط العباسيين (656هـ 1258م)(هامش1) ومن ثم تعدُّد الأقوام الغازية والحاكمة والمحتلة للعراق طيلة سبعة قرون بالكمال والتمام، أي من سنة 1258 الى 1958م تاريخ 14 تموز July، هذه القرون السبعة أطلق عليها المؤرخون (الفترة المظلمة)(هامش2) حيث مرَّ العراق فيها بكل ظروف الجهل والظلم والإستبداد والمآسي المريعة تحت حكم الغزاة المتوحشين..! ونتيجة لهذه الفترة التاريخية الطويلة، فقد تأثرت الحياة برمّـَتها لدى العراقيين والأقوام الأُخرى، وعلى الأَخص تركيا وايران ببعضها، تأثراً وتأثيراً، وعلى هذا الأساس دخلت في صلب غنائنا مفردات وألفاظ أعجمية غريبة من لغات هذه الأقوام، وأمست هذه المفردات والأَلفاظ الأَعجمية تؤدى بجانب النص الشعري العربي المُغنّى، هذا على الرغم من وجود المفردات العربية في لغات هذه الأَقوام أَصلا ًبصورة أكثر من وجود مفردات من لغات هذه الاقوام في لغتنا(هامش3) عن طريق الدين الإِسلامي ولغة العرب التي جسَّدها القرآن الكريم..! ولكون العراق كان حتى سقوط العباسيين مركز الحكم العربي والدولة العربية الإِسلامية التي بناها الرسول الأَعظم محمد صلى الله عليه وسلم. فقد إِنتشرت هذه الأَلفاظ والمفردات الأَعجمية في كل البلاد العربية ودخلت في كل شيء من حياتهم..! ولأجل إعطاء فكرة للقارئ الكريم عمَّن حكم العراق في ظل قرون الفترة المظلمة، أنقل اليكم أعزتي القُرّاء ما ذكره خبير المقام العراقي الأَول في القرن العشرين الحاج هاشم محمد الرجب في كتابه المهم (المقام العراقي) المطبوع ببغداد عام 1961 في طبعته الاولى وعام 1983 في طبعته الثانية وفي صفحات 94 و 97 و 98 و 99 حيث يقول (إن العراق مرّ بنكبات عديدة من جرَّاء الغزوات والإحتلالات المتتالية من قبل أقوام هم ليسوا بعرب) ويحصر هذه النكبات ما بين عام 656هـ وهو تاريخ سقوط العباسيين بعد قتل آخر خليفة من بني العباس هو المستعصم بالله، الى سنة 1335هـ وهو تاريخ إحتلال الانكليز لبغداد عام 1917 بالتاريخ الميلادي في خضم الحرب العالمية الاولى (1914– 1918) أي من عام 1258 الى عام 1917م. وهذا هو التسلسل التاريخي لحكم الاقوام الغازية للعراق في ظل هذه الفترة المنقول من كتاب المرحوم الرجب.

-    في عام 656هـ 1258م إحتلَّ بغداد هولاكو المغولي بعد أن قتل آخر خلفاء بني العباس المستعصم بالله

-    في عام 838هـ 1338م إِحتلَّ بغداد السلطان حسن الجلائري

-    في عام 795هـ 1392م إِحتلَّ بغداد تيمور لنك المغولي

-    في عام 797هـ 1394م إحتلَّ بغداد السلطان احمد الجلائري

-    في عام 803هـ 1400م إِحتلَّ بغداد تيمور لنك مرة ثانية

-    في عام 814هـ 1411م إِحتلَّ بغداد الشاه محمد (دولة الخروف الاسود – القرة قوينلو ، الباراتيون)

-    في عام 874هـ 1468م إِحتلَّ بغداد السلطان حسن الطويل (دولة الخروف الابيض – الآق قوينلو ، البايتدريون)

-    في عام 914هـ 1508م إِحتلَّ بغداد الشاه إِسماعيل الصفوي (الدولة الصفوية)

-    في عام 941هـ 1534م إِحتلَّ بغداد السلطان سليمان القانوني (الدولة العثمانية)

-    في عام 1032هـ 1622م إِحتلَّ بغداد الشاه عباس الصفوي (الدولة الصفوية) مرة ثانية

-    في عام 1048هـ 1638 إِحتلَّ بغداد السلطان مراد الرابع (الدولة العثمانية) مرة ثانية

-    في عام 1335هـ 1917م إِحتلَّ بغداد الجنرال مود (الاستعمار الانكليزي)

       واستمر الانكليز في العراق حتى 14 تموز 1958م، إذ أُعلنت الجمهورية لأول مرَّة في العراق كنظام للحكم.

 

من خلال هذا السرد التاريخي يتبيـَّن لنا عمق التأثيرات وتنوعها، وعليه إلتصقت بغناء المقامات العراقية الكثير من المفردات والأَلفاظ الأَعجمية وأَصبحت بمرور الزمن أحد مكوناته المتوارثة، حتى وصل الأَمر الى أَنَّ بعض المقامات العراقية تغنى بنصوص شعرية فارسية او تركية إرضاءاً للولاة والوزراء والأُمراء لجهلهم اللغة العربية كما يقول الرجب.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

عبد الرحمن خضر مقام المكابل

https://www.youtube.com/watch?v=8un8wSgDQkw

 

هوامش

1 – هامش1: سقوط العباسيين. أو سقوط بغداد: يعترض أ. د. رشيد عبد الرحمن صالح العبيدي على مصطلح (سقوط العباسيين، أو سقوط بغداد) اذ يقول في نفس رسالته الى الكاتب (يشيع في استعمال الباحثين والمؤرخين في الاوساط العلمية والثقافية قولهم – سقوط بغداد – سقوط العباسيين – ويريدون به: ان بغداد قد سقطت عام ( 656هـ – 1258م ) بدخول التتر وقيام هولاكو بحرق المكتبات وهدم الدور وقتل الابرياء وسرقة اموال الناس، وهذا الذي حصل هـو غزو همجي، غايته هـدم الحضارة الاسلامية وقتل سكان هذه المدينة واسقاط حكم الخليفـة العباسي (المستعصم بالله) فالغايـة اذن – اسقاط حكم الحاكم لا اسقاط المدينة، لان المدينة بغداد المشرقة قد غزيت وقتل ابناؤها وذبح اطفالها ونساؤها ومع ذلك بقيت بغداد مدينة اصيلة بين مدن العالم الاسلامي يومئذ، وهي ام المدن ومآل العلماء وطلبة العلم، بل بقيت مرجعاً لكل طالبي الحضارة والثقافـة والادب والعلم، وهي محكومة من الحاكم التتري هولاكو، فبغداد لم تسقط وإنما سقط الحكم، وبغداد لم تمح وانما ابعد الخليفة – الحاكم – وبغداد لم تستبدل غيرها من المدن بها وانما بقيت مآل الناس وملجأ الراغبين في العلم والمعرفة والثقافة والادب لذا لاينطبق عليها مصطلح (السقوط) بل ينطبق عليها مصطلح (الغزو) لان الذي حصل فيها من تخريب وتقتيل وهدم وسلب انما هي مظاهر غزو همجية نالتها من لدن أناس لا يمتلكون شيئاً من الحضارة والثقافة والمدنية ولذا ادعُ الى استبدال (غزو بغداد) بـ(سقوط بغداد) لما لهذا المصطلح الثاني من خطأ او انحراف عن حقيقة الامر وصحة ما حصل في التاريخ)

 

2 – هامش2: الفترة المظلمة – مرة اخرى يعترض أ. د. رشيد عبد الرحمن صالح العبيدي الشاعر وأستاذ اللغة العربية في جامعة بغداد وعميد كلية الشريعة على مصطلح – الفترة المظلمة – لحقبة القـرون التي تلت سقوط العباسيين 656هـ – 1258م حيث قال في رسالته التي بعثها الى – الكاتب – بهذا الشأن المؤرخة في 20/3/2002( شاع في استعمال الباحثين الأوربيين استعمال مصطلح (الفترة المظلمة) – يطلقونه على الظروف والاحوال التي عاش المجتمع العربي الإسلامي في القرون المتأخرة بعد غزو بغداد. وتداول الباحثون العرب تقليداً للغربيين من غير تمحيص ولادراية هذا المصطلح.

وهذا المصطلح غير صالح وغير صحيح بسبب مايأتي:

1.    ان لفظ (فترة) ويريدون بها (مدة) أو (زمن) غير صحيح لغوياً لان الفترة تعني الانقطاع، قال تعالى ((على فترة من الرسل)) أي: انقطاع.

2.    ان لفظ (مظلمه) غير صحيح لان الإظلام الذي يطلقونه على هذه الحقبة الزمنيه لايحكي واقعاً ولايصدق مصطلحاً على الحقبة. فالحقبه التي كانت بعد (غزو بغداد) كانت من احسن الحقب في العلوم والاداب والمعارف والثقافات والموسوعية العلمية، فقد حفظت لنا جملة من الدراسات الضخمة في التاريخ والجغرافية والرياضيات والفلسفة والعلوم المختلفة، ومن أعظم الكتب التي وصلت إلينا من هذه الحقبه، لسان العرب لابن منظور – 711هـ – وصبح الاعشى للقلقشندي، ونهايه الارب للنويري – ونفح الطيب للمقري – وغيرها من الكتب التي تقع في مجلدات ضخمه، وتضم علوماً مختلفه في التاريخ والادب واللغة والعلوم المختلفة. ومن التفاسير الضخمة تفسير ابن كثير، وتفسير ابي حيان، وتفسير الالوسي، وتفسير الشوكاني وغيرها. 

       ومـن هنـا ينبغي لنـا ان نضرب عـن لفظ (المظلمة) ويمكن ان نضع بديـلاً منها (الحقبة الوسيطة أو العصور المتأخرة) من حيث العطاء العلمي والادبي والمعرفي والثقافي بشكل عام. اما لماذا سميت بالمظلمة، فأن الغربيين ولاسيما المستشرقين يريدون من وراء ذلك ان يجعلوا في تاريخ الامة العربية الاسلامية، حقبة شبيهة بحقبة الاظلام التي سادت اوربا في عصور ماقبل النهضة الاوربية، يوم كانت اوربا تنشد العلوم في جامعات المسلمين في العراق ومصر وقرطبه وطليطله والقيروان والري والشام وغيرها من بلدان المسلمين يومئذ. ومن هنا يصدق ان نسميها (العصر الوسيط) من ناحية زمنية ومن ناحية سياسية، لان المجتمع الاسلامي في هذه الحقبة قد واجهته تقسيمات سياسية وادارية وتمزق اجتماعي بحيث قامت دول مختلفة وكيانات متعددة، وهذا لا يسمى (اظلاماً) لان مصطلح الاظلام لايصدق على حقبة تميزت بالاشراقية العلمية والمعرفية وخلفت لنا تراثاً ضخماً اعجب المستشرقين انفسهم وشغلهم مدة طويلة في تحقيق هذا التراث ونشره والاطلاع على مضامينه العلمية والمعرفية.)

 

3 - بحث قِّيم ا.د. حسين علي محفوظ.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.