اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (356)- اصالتنا الحقيقية والحداثة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (356)

 

اصالتنا الحقيقية والحداثة

  إن التجربة الفعلية التي ادركتـُها واحسستُ بها خلال تجربتي الخاصة في غناء المقام العراقي وتجوالي حول العالم بين المهرجانات والمؤتمرات الغناسيقية الدولية في اكثر من سبعين بلدا طيلة زمن تجاوز ستة واربعين عاما. وعليه لن يكون من قبيل التناقض مع ما سبق قوله بصدد رومانسيتنا المقامية في النصف الاول من القرن العشرين، ان نكتشف بالتحديد في احد مغني الجيل الرومانسي للكبار كمحمد القبانجي، منبها ومعلنا عن الحداثة والاتجاهات الطليعية في الغناء المقامي الحديث. وفي اطار الدقة الجمالية نفسها التي تجعلنا نرفض التقسيم الذي يطرحه تاريخنا المقامي في جمالياته الادائية، فان المنظور الجديد الذي يتيحه لنا الغناء المقامي والنقد الحديث والمعاصر يسمح لنا بالمقابل الاعتراف بعبقرية مغني مقامي تمسك بالاصول التاريخية وحافظ بكل قوة على محلية هذا الكيان..! او بالاحرى على هوية هذا الكيان الغناسيقي التراثي..! رشيد القندرجي الذي توَّجَـهُ معاصروه قائدا لهم ورمزا وطنيا في الالتزام الفني للتراث، ومن ثم جعل جهوده ونتاجاته قمة تبلورت لتكون طريقة رائدة وقائدة لجمع من المغنين المقاميين اطلقنا عليها (الطريقة القندرجية)..!

 

كذلك يكون الاعتراف بعبقرية مغني مقامي كبير آخر، محمد القبانجي الذي أقرّ معاصروه عبقريته ليكون قائدا جديدا لهم في الفكر الجمالي والابداعي للاداء المقامي، ومبشرا بالرومانسية المقامية وبدء عصر جديد بكل قيمه لغناء المقام العراقي، لتصبح جهوده ونتاجاته رمزا تبلور ليكون طريقة فذة في الاداء المقامي، ونعني بها (الطريقة القبانجية)..!

 

علينا ان نعي ونفهم مدلولات الطريقة القندرجية والطرق الاخرى، والبحث عن الجوانب المتوقدة فيها، لننطلق منها انطلاقة جديدة، مع نفس الوعي والتفهم للطريقة القبانجية المستفيدة من سابقيها ومستفيدة من تجارب الشعوب حوالينا لبناء اصالة جديدة مستقاة من اصالتنا الحقيقية.

هكذا كان علينا ان ننتظر نتائج هذه التطورات والتغيرات والنتائج الاخرى لهذه الحداثة في حقبة التحول وشموخها في حقبة التجربة عند انتصاف القرن العشرين. التي اثمرت عن تطورات جديدة من التدفق الابداعي في غناء المقام العراقي بكل قوة في نتاجات محمد القبانجي وبعض من اتباعه أو معاصريه الذين سمحت لهم (الطريقة القبانجية) بالظهور على مدى القرن العشرين في توالد ابداعي ذاتي لهذه الطريقة، انجزها مغنون امثال حسن خيوكة وعبد الهادي البياتي ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي وغيرهم.

 

هكذا ايضا نجد في نتاجات ابرز مغني هذه الدراما في الفترة الانتقالية- ثلاثينات واربعينات القرن العشرين-(عبد الهادي البياتي وحسن خيوكة وسليم شبث ومجيد رشيد) موضوع كتابنا (المقام العراقي بين طريقتين) الذي صدر في بيروت عام 2009. الذين اخترتهم مادة هذا الكتاب لالقاء الضوء على بعض نتاجاتهم المتأثرة بالطريقتين الشهيرتين (القندرجية والقبانجية) وبعض الطرق الاخرى التي جعلت من اداءاتهم واساليبهم تتصف بشيء من الخصوصية ميّزتهم عن معاصريهم، ورغم انهم بدأوا مسيرتهم الغنائية منذ اواخر ثلاثينات القرن العشرين، إلا انهم عاشوا الفترة الانتقالية بكل تفاصيلها وتاثروا بتفاعلاتها الدرامية وتميزوا باساليبهم عن زملائهم المعاصرين، وكل ذلك يتجسد عندما نستمع الى بعض تسجيلاتهم الصوتية كمقام البيات لعبد الهادي البياتي في مطلع قصيدته المغناة.

         (الا ياليت شعري ما اقول / وقد ضن الحبيب فما ينيل)

ومقام الدشت لحسن خيوكة بهذا المطلع.

(من عجيب قد اباحوا سقمي / معْ سهادي طــول ليل مظلم)

ومقام الراشدي لسليم شبث بهذا المطلع.

(يا راكبا بي مشاحيف الهــوى واجلة

ذاب القلب عن صدودك يا ترف واجلة)

 ومقام الرست لمجيد رشيد والمطلع من قصيدة المتنبئ.

(لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي/ وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي).

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

كاظم الساهر مقام الخنابات

https://www.youtube.com/watch?v=hfg9zOEwZgE

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.