اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• عشر رسائل شبابية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

  جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

عشر رسائل شبابية

 

      اجتمع حوالي 400 شابة وشاب، في بادرة تعد الأولى من نوعها، لطرح رؤيتهم الشبابية بشأن الأزمة السياسية القائمة وسبل حلها. وانهمك الشباب الديمقراطيون في صياغة أفكارهم، في مؤتمرهم الذي انعقد يوم 2 آذار الجاري ببغداد، وليوجهوها الى الرأي العام من خلال رسائل بالغة الإيجاز والدقة، بعد جولات نقاش اتسمت أجواؤها بالحماسة والحرص والمسؤولية والوعي العالي للمخاطر التي تنتجها الأزمة، ولدورهم الايجابي في وضع الحلول المناسبة لها، من خلال الرسائل التالية:

 

 الرسالة الأولى:  ان قضايا الشأن العام وتلك التي تتصل بمصير البلاد وما تنتجه الأزمة السياسية من تداعيات خطيرة، هي أمام أعينهم، يكترثون لها ويتوقفون عندها، كونها تؤثر على حياتهم ومستقبلهم. لذا فهم منشغلون بها، ويعقدون مؤتمرهم من اجلها، على خلاف المتنفذين الذين لا يزالون يتهربون من عقد مؤتمرهم المزعوم لحل الأزمة.

 

 الرسالة الثانية: ان الأزمة تكمن في أساس العملية السياسية التي بنيت على المحاصصة الطائفية، هذا البناء الخاطئ الذي أنتج وينتج الأزمات التي لا يمكن حلها باعتماد الحلول الطائفية، مثلما يطرح المتنفذون. انما الحل يكمن حسب تصور الشباب، في اعتماد معيار المواطنة في إعادة البناء، حيث يتساوى جميع المواطنين في الحقوق والواجبات - كما ينص الدستور.

 

 الرسالة الثالثة: ان الصراع بين المتنفذين انما يدور على السلطة والنفوذ، وعلى تعظيم ثرواتهم غير المشروعة مما تدره عليهم المناصب الحكومية من امتيازات، وما توفره لهم مواقعهم من صفقات تؤمن مصالحهم الخاصة. فهم لم يختلفوا في ما بينهم على حقوق المواطن وتأمين حاجياته في الأمن والسلام وتوفير الخدمات. انما على السلطة والمال.

 

 الرسالة الرابعة: لا يتورع المتنفذون، في صراعهم من اجل مصالحهم الأنانية، عن استخدام الأساليب المدانة، ومنها سلاح الطائفية، والعنف، وتبادل الاتهامات بتنفيذ  العمليات الإرهابية، والفساد، ومن اجل أهدافهم الخاصة. فلا وازع أخلاقيا او إنسانيا يردعهم في صراعاتهم غير المبدئية.

 

 الرسالة الخامسة: ان محاولات المتنفذون لا تستهدف حل الأزمة حلا جذريا، انما هي حلول تعيد إنتاج الأزمة. كما ان الفشل نصيب من يريد إدارة الأزمة بمنطق الأزمة وبأدواتها، بينما الحل لا يأتي الا عبر إرادة وطنية، تضع مصالح الشعب العليا أولا وأخيرا نصب أعينها.

 

 الرسالة السادسة: لا ينتظر الشباب من مؤسسات الدولة اداءً يرتقي الى مستوى التحديات التي تواجه البلاد، وكذا الخدمات التي ينتظرها المواطن، كونها (اي المؤسسات) تدار من قبل ضعيفي القدرة والكفاءة وذوي المؤهلات المتواضعة، الذين أتت بهم المحاصصة، فبدت المناصب وكأنها غنائم وزعها المتحاصصون بين مريديهم وحسب. 

 

الرسالة السابعة: ان تجاهل وسائل الإعلام التي تمول من موارد الدولة لمؤتمر الشباب الديمقراطيين، ليس مجرد عدم اكتراث بالشباب ونشاطاتهم، وإهمال لنقل المعلومة الى الرأي العام باعتباره الواجب الأهم لإعلام الدولة. انما هو ايضا تأكيد جديد على انحياز إعلام الدولة الى جهة الحكومة وحسب، بينما تتطلب المعايير المهنية في ما تتطلب اعتماد  الموضوعية  والحياد والاستقلالية وتوفير تغطية متوازنة للأنشطة العامة.

 

الرسالة الثامنة: اثبت الشباب أنهم يمتلكون قدرات كبيرة في حسن التحضير للمؤتمر، وتهيئة وثيقته وجدول أعماله، والتحشيد الواسع له، وإجادة تنظيمه وإدارته بفعالية ونشاط، ما أفسح في المجال للحوار، واظهر قدرات الشباب على التركيز على هدف المؤتمر الأساسي. كما اضافت الحماسة التي يتصف بها الشباب ملمحا جميلا، لم تألفه المؤتمرات الأخرى.

 

 الرسالة التاسعة: بيّن الشباب ان رفع مطالبهم والترويج لقضاياهم لا ينحصران في أسلوب واحد فقط، اي التظاهر في ساحة التحرير، رغم أهمية ذلك وخصوصيته. فقد ابتكروا طريقة أخرى، استطاعوا من خلالها مراوغة الأجهزة التي تضيق على نشاطهم في ساحة التحرير، وحققوا هدفا جميلا آخر في مرمى كل من يريد محاصرة نشاطهم المدني السلمي الدستوري.

 

الرسالة العاشرة: تعهد الشباب بعد ان منحوا ثقتهم للجنة التحضيرية للمؤتمر، بمواصلة النشاط عبر تجديد الاتصالات والانفتاح على كل شابة وشاب يحلمان بعراق آمن ومستقر، ومستعدان للتعاطي مع أهدافهم النبيلة، وقادران على السعي معهم لإيجاد حل لمشاكلهم وهمومهم الحياتية والمعيشية واهتماماتهم الأخرى. لذا فقد أطلقوا فكرة إقامة مؤتمرات في كل محافظات العراق، وتعهدوا بمتابعة تنفيذها،  وصولا الى تأسيس حركة للشباب الديمقراطي، يعلن عنها في مهرجان مبهج، غداة اختتام بقية المؤتمرات.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.