اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحريات أولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

الحريات أولا

 

هكذا فجأة وبدون مقدمات داهمتنا أخبار قتل الشباب وإرهابهم تحت ذريعة "الايمو". وبغض النظر عن حقيقة وجود هذه الظاهرة وحجمها، وعن دقة أعداد الضحايا، وعن تحديد اسم الجهة (أو الجهات) التي ارتكبت كل هذه الآثام وزادت أياديها إثر ذلك تلوثا بدماء الأبرياء، بغض النظر عن كل ذلك، فإن ما جرى يدق ساعة صفر خطيرة وشريرة، نجم عنها زرع القلق والخوف في أوساط الشباب. 

ونعيد للأذهان ممارسات كنا قد حسبناها ولت واختفت الى غير رجعة مع زوال النظام الدكتاتوري، لكن يبدو ان البلد لم يتخلص لغاية هذه اللحظة من ارث حزب البعث المنحل وأساليب حكمه الجائر. فهناك من يعيد إنتاج شعاراته المشؤومة ذاتها، بصيغ أخرى كـ "إيمو وان لم تنتمِ"، وحرّف صانعو العنف والمروجون له المقولات القانونية كي تتلاءم مع نظراتهم الخارجة على القانون، ومنها " الشاب ايمو حتى يثبت براءته". فقد مرروها تارة باسم المزاح، وتارة أخرى بما يشبه التنبيه الذي ظاهره حرص وباطنه تهديد ووعيد، والموجه الى كل شاب لا ينسجم ملبسه وتصفيفة شعره مع ذائقة صانعي العنف ومنتجي الخوف.

 

وهكذا هي دورة صناعة الموت وإنتاج القلق والخوف، لا تنتهي ما دامت المليشيات وعصابات الجريمة المنفلتة وبقايا مجرمي النظام المقبور، قد تمكنوا من اختراق أجهزة الدولة ومؤسساتها وتمترسوا فيها. لقد كان معروفا للجميع هدف النظام المقبور من ممارسة تلك الأساليب الشائنة، التي زرعت الخوف وأنتجت القلق، فقد كان يريد من خلالها صرف أنظار الشباب عن تطلعاتهم الى وطن آمن بدون حروب وعنف ومصادرة للحريات، وتعطيل رغبتهم برؤية عراق ديمقراطي يجدون فيه حلمهم في الحرية والأمان والعمل، بلد يحترم حقوق الإنسان ويحفظ للمواطن كرامته.

 

 يبدو ان هناك من أعاد اكتشاف قوة وإرادة وحماس الشباب ورغبتهم بالإصلاح وتغيير الوضع المتأزم الذي يميز نظام الحكم المبني على المحاصصة الطائفية، هذه الإرادة التي لم تتراجع عن رفضها للإرهاب وشجبها للفساد وتعريتها الموبقات التي ترتكب على حساب مصالح الشعب وحقوقه.

 

لذا كانت صرختهم التي عبروا عنها بالأساليب الشرعية، وبما أمنه الدستور لهم في باب الحقوق والحريات، منذ يوم 25 شباط 2011 وما تلى ذلك من فعاليات ونشاطات متعددة ومتنوعة. ولم تثنهم عن مطالبهم العادلة كل وسائل الترهيب والترغيب. فوسائل الإكراه، وشراء الضمائر، والتقرب نفاقا، لن تنتزع من الشباب عشقهم للحريات وتطلعهم الى عراق آمن ومستقر، تسود فيه قيم الإنسان واحترامه. يبدو ان مسلسل التجاوز على الحريات الشخصية والمدنية لن ينتهي، من دون ان يلعب محبو الحرية وعشاقها دورا في ذلك.

 

 فان كان صحيحا القول ان " لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين" فمن الصحيح كذلك ان " لا حرية بدون أحرار" يعيشون في بلد حر وآمن. وهذا لن يتحقق إذا لم نقف بقوة في وجه كل من يحاول مصادرة الحريات، وان يكون شعارنا جميعا:(الحريات أولا)!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.