اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• انتصار الضمير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

انتصار الضمير

 

خيط واحد فقط يربط المداهمة التي أقدمت عليها القوات الأمنية ليلة 26/27 آذار لمقر جريدة (طريق الشعب)، مع المداهمة السابقة للمقر ذاته، الخيط هو الموقف من حركة الاحتجاج التي انطلقت قبل عام، للمطالبة بدولة الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد وشجب الإرهاب وإصلاح العملية السياسية التي يجب ان يعاد بنائها على وفق مبادئ المواطنة لا على المحاصصة التي حمت الفاسدين.

 

       وكان احد أهم الأسئلة التي طرحت على حراس الجريدة أثناء اعتقالهم هو: "لماذا حزبكم مع المظاهرات؟" فكان جواب احدهم:" لان حزبنا مع مطالب الناس". وحقا تسعدني هذه القسمة بين ان تكون مع مطالب الناس، وبين ان تنهل من ارث البعث المقبور كي تلاحق جريدة، لم يتوفق كل إرهاب البعث المقبور وبطشه، من إسكات كلمة الحق التي تنطقها بعقلانية وصدق.

 

لازالت بعض أجهزة الأمن، تستعير الأساليب المدانة التي ابتدعتها مؤسسة القمع البعثية، في ملاحقة الأحرار، ومحاولات خنق الصوت الديمقراطي، لكن فشل كل تلك المحاولات التي بذلت في محاصرة الكلمة الحرة، هو درس ثمين يبدو انه لازال عصي على فهم هذا البعض في الملاحقة والاعتقال والمداهمات. 

 

يبدو ان أجهزة الأمن لا تحسب التوقيت صحيحا، وهي تحاول تنفذ خطتها بإسكات صوت الحق، كما هي حساباتها الخاطئة في المتغيرات، فالعراق اليوم ليس هو عراق الأمس. فمداهمة مقر الجريدة في وقت انعقاد القمة العربية، حيث "الربيع العربي" احد بنود جدول أعمالها، هو رسالة خاطئة للشعوب العربية، حيث ان اهم درس في هذا الربيع هو موقف الشعوب ضد التهميش ومحاصرة الحريات فضلا عن مطالب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

 

جاء اقتحام مقر الجريدة ضمن نطاق خطة أمنية يراد منها حفظ امن رؤساء من بينهم مطلوبين من شعوبهم، وهناك مطلوب للعدالة الدولية، البشير نموذجا. وقد بنيت الخطة الأمنية على حساب المواطن، فالمواطن وحسب الإجراءات التي اتخذتها السلطات هو المتهم حتى تثبت براءته، لذا حوصر بالسيطرات وقطع الشوارع، وقطعت رزق كل كاسب يعيش على قوت عمله اليومي، ولمدة عشرة أيام. حقا انه العجب، كيف سيعيش هذه الأيام "من لم يجد قوته في بيته" وان عوضت الحكومة موظفي الدولة، فمن يعوض البائع المتجول الذي لا ضمان اجتماعي له؟

 

لا يمكن لي ان احسب ان السلطات الامنية في انتهاكها لحرمة مقر "طريق الشعب" وقعت في خطأ غير مقصود، او استدرجت لوشاية مخبر سري، فأجهزة الأمن، تعرف من خلال أوراق التحقيقات التي ضمتها ملفات من سبق ان اعتقلتهم من محرري طريق الشعب وكتابها، كان، وكما لازال، السلام والآمان والديمقراطية هو مبتغى "طريق الشعب" كذلك الحقوق والحريات، ووطن في مأمن من الحرب والإرهاب هو ما تروج له، وان شعبا ليس فيه جائع هو من بين ما تتمناه.

 

لي الحق بان اشك ان الانتهاك ليس خطأ غير مقصود، بل هو إجراء يقع ضمن إجراءات أخرى أتمنى ان لا تكون نهجا لمحاصرة الحريات يعيد الليل البهيم مرة أخرى الى العراق الجميل. يبقى هاجسي الشك حتى تعتذر السلطات الأمنية رسميا من ذلك ويتم تعويض الحراس عن ما لحق بهم من أذى نفسي ومعنوي، وان تتعهد السلطات بعدم تكرار ذلك، وتشجب الحكومة هذه الممارسات وتدينها.

ومن اجل كل ذلك أتوجه للمثقف كي يقول كلمته الشجاعة، بكل ذلك، وحين ينطقها، ينتصر للضمير.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.