اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ثلاث لقطات... برلين - بغداد

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

جاسم الحلفي

 

ثلاث لقطات... برلين - بغداد

اللقطة الاولى: الشفافية

اول ما يلفت نظرك، وانت تزور بناية البرلمان الالماني، تصميمه عميق المغزى فضلا عن جمالياته الرائعة، الزجاج الشفاف مثلا بدلا عن الحيطان، يحدث ان المواطن يستطيع رؤية حركة اعضاء البرلمان داخل المبنى، في مكاتبهم، وفي قاعات كتلهم، وكذلك في القاعة الرئيسية، حتى يبدو لك وكأن اعضاء البرلمان اسماك زينة في حوض ماء زجاجي، تتمتع بمشاهدة حركاتها ودورانها. كأن المصمم اراد ان يؤكد شفافية البرلمان، ويوفر فرصة لاطلاع المواطن على نشاط البرلمانيين، ونقاشاتهم. فهم وكلاؤه، ولا يمكن ان يخفي الوكيل امرا عن موكله، فحق للمواطن متابعة جلسات البرلمان ليس من خلال وسائل الاعلام وحسب، بل وعبر حقه في الحضور المنظم الى قاعة البرلمان، حيث توجد مقاعد خاصة مشرفة على القاعة. وتقفز الى ذهنك وانت تتجول في اروقة البرلمان الالماني، المفارقة التي اشار اليها الصديق الشاعر عبد الزهرة زكي حيث تحدث عن برلماني عراقي انزوى عن مواطنيه في احد المطارات، ولم يقترب منهم، وبقي في عزلة عنهم، وهو في انتظار الصعود معهم في طائرة واحدة!

اللقطة الثانية: شاهد من اهلها

كنا جالسين في موقع يطل على احد شوارع برلين، ونتحدث عن دور المواطن ومشاركته في الشأن العام، واذا بفتاة تسكب الماء على بعض دخان تصاعد من سلة نفايات، اثر نار صغيرة اوقدها عقب سيجارة، رماه احد المدخنين. وحين نفد ماء قنينتها، بادر شاب اخر الى سكب الماء من قنينته حتى تبدد الدخان. وحين تتمعن في ذلك الموقف الذي يدل على الدور الايجابي للمواطن، تزدحم عندك مواقف اللامبالاة، وعدم الشعور بالمسؤولية، والاتكالية، ليس عند المواطن العراقي البسيط وحسب، بل وعند بعض المحسوبين على النخب ايضا.

اللقطة الثالثة: بهرجة متناهية!

حين نلتقي مع مسؤولين المان لا نلاحظ التكلف المفتعل الذي ابتلينا به في العراق، ولا البهرجة الشكلية التي تثير القرف. فالمسؤول هو من يستقبلك وهو من يقوم بواجب الضيافة بنفسه، لا خدم ولا حشم، كما انه لا يضيع الوقت في المجاملات والشكليات، بل يركز فيه على موضوع الزيارة، ويحرص عليه بدقة. فالوقت عندهم من ذهب!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.