اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مواقف شجاعة من اجل الديمقراطية -//- جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

مواقف شجاعة من اجل الديمقراطية

أضاف المجتمع المدني العراقي فوزا مشرفا جديدا الى سجله في الدفاع عن الدستور، وتكللت حملته لدعم الديمقراطية بالنجاح، بعد ان أصبحت رسالته المعنونة "لا تسرق صوتي"، والتي امتازت صياغتها بالدقة والترابط والوضوح والبساطة، شعارا تعبويا مؤثرا، استقطب العديد من منظمات المجتمع المدني، وطيفا واسعا من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية، فضلا عن القوى الديمقراطية وشخصياتها، وعدد من أعضاء مجلس النواب الذين نشطوا في الحملة، ومنهم من ساهم في رفع دعوى الطعن بقانون انتخابات مجالس المحافظات المرقم 36 لسنة 2008 المعدل، فها قد جاء حكم المحكمة الاتحادية العليا يوم الاثنين الماضي، متجاوبا مع الجهود المثابرة والنشاط السلمي المتنوع والقانوني، المطالب بإعلان عدم دستورية الفقرة الخامسة من المادة 13 من القانون، وإلزام مجلس النواب بتعديلها.

ان المجال لا يتسع هنا لتقييم الحملة تقييما موضوعيا دقيقا، والإشارة الى مقومات وعوامل نجاحها، لكن من الضروري ان نذكر ان من أهم أسباب النجاح هو شرعية المطلب، البعيد عن اي مصلحة نفعية ضيقة للقائمين بالحملة، فهو يصب في مجرى الحرص على أصوات الناخبين، الذين يجدون خيارات أخرى غير التصويت للقوائم التي يعدونها السبب في الأزمة العميقة التي تهدد حاضر العراق ومستقبله، وهو كذلك وقفة تصد جاد وثابت للاستحواذ على الأصوات، ولشرعنة سرقتها وتحويلها بالضد من إحكام الدستور، إلى قوائم ومرشحين لم يكن الناخبون قد منحوها اليهم.

وقد برهن هذا النجاح على ان اي فعل مدني هادف، لا بد ان يأتي أكله، هذا اذا كان الهدف واضحا، واذا توفرت مستلزمات العمل الممكنة، السهلة والبسيطة، وهكذا هو جمع التواقيع، الذي كان من بين وسائل الحملة، والذي تجاوبت معه أعداد كبيرة من منتسبي جميع فئات المجتمع دون استثناء، حتى تجاوز مجموعهم الى الآن ثمانين الفا.

ولا بد من القول ان التوقيع لم يكن مجرد خط كلمات على النداء، انما هو بحد ذاته فعل واع، وموقف شجاع، كان له أثره بصورة او بأخرى، في خلق اصطفاف نوعي ضد انتهاك الدستور، وضد محاولات الالتفاف على قيم الديمقراطية التي يسعى المجتمع المدني الى اعتمادها وترسيخها.

نعم، لم تكن وقفة المجتمع المدني الشجاعة هذه، ولن تكون، آخر ما هو متوقع منه، ولم يكن النجاح الذي تحقق هو كل ما استهدفته الحملة، التي ستتواصل بهذه الطريقة او تلك، وتجدد طرائق عملها، وتلاحق البرلمان، وتواصل حملات الضغط والمطالبة، حتى يقوم المجلس بواجبه، ويستجيب لحكم المحكمة الاتحادية، ويعدل المادة بما ينسجم مع العدل والإنصاف.


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.