سعديه العبود

مساهمات اخرى للكاتبة

     الشعب مصدر تفويض السلطة

مصر يما يا بهية ..يم طرحة وجلابية .

الزمن شاب وأنت شابة ....وهو رايح وأنت جاية

تحاورت يوما مع زميل لي في العمل كان مقيما في بلغاريا عن كيفية حصول التغيرات السياسية في التسعينيات وكيف إن هذا البناء المشيد منذ نصف  قرن تقريبا تهاوى بدون ضجيج ,لاسيما واني قد زرت تلك الدولة قبل أكثر من عشر سنوات من قيام التغيرات فيها .

أجاب وبهدوء :بدء إضراب الطلبة ثم اتبعه إضراب العمال والموظفين حيث تجمهروا في وسط المدينة , احترم الرئيس رغبة الشعب واستقالت الحكومة على أثرها. وتغير نظام  الحكم بعد أن أجريت انتخابات .اندهشت وانأ استمع إلى زميلي واسترجع الثورات والانقلابات التي حصلت في العراق واستعرضت حجم الدماء التي سالت وأعداد المعدومين والمغيبين . وأتساءل هل من المعقول أن لا يرمى الشعب بالقذائف ؟أولا يتدخل الجيش للقيام بعمليات عسكريه ضد الآمنين ؟ لاشك أن رئيسهم لديه عمل آخر سينشغل به وألا كيف يترك الرئاسة وامتيازاتها وسلطتها ويذهب بهدوء دون قتل الشعب

حضرت في ذاكرتي أيام الانتفاضة عام 1991  ,كيف إن محافظات العراق انتفضت,وكيف أن الانتفاضة أجهضت  ,فقد شهدت توافد الشباب على المساجد لغرض استلام سلاح ,وقسم منهم يذهب بدون سلاح على أمل أن يحصل عليه عند إصابة أو استشهاد اقرأنه ( فقد كانوا يواجهون بسلاحهم الخفيف هذا ,الدبابات والمدفعية والهاون) وبذلك يستطيع الحصول على سلاح ,إلى أن كان يوم سرت دعاية وبتوقيت واحد بأن الرئيس استقال ,وبذلك انطلقت أطلاقات الابتهاج ,ولكن حقيقة الأمر كانت بمثابة رسالة لتحديد الإحداثيات للجيش الذي يطوق المدينة وبذلك استخدم الجيش كل صنوف الأسلحه الثقيلة  والطائرات لرمي الناس الآمنين. وقد تم توجيه نداء لهؤلاء الناس للخروج من دورهم عندها تم رميهم بالعنقودي .ثم اقتيد الشباب إلى السجون أو تم رميهم ودفنهم .وبقى الأهالي ينتظرون عودتهم  في كل مناسبة ,لربما يطلق سراحهم .إلى أن كان يوم قررت الأرض أن تعلن السر لينكشف أمرهم إلى العالم .

استعرضت ذلك وأنا اقرأ منشور وزارة الداخلية المصرية الذي نشرته  قناة الجزيرة ,ويبدو إن المدرسة واحدة فقد  أريد أن يتخذ من السلب والنهب والهرج صورة سيئة كي يضيع أمر الانتفاضة ودورها ليبدو المنتفضين وكأنهم سراق  أو قتلة . وضعت يدي على قلبي وأنا  اتمتم في آيات اسأل فيها  ربي أن يحفظهم .

استذكر الأحداث وأنا أراقب الخيل والإبل والسيارات التي تدهس البشر بدون رحمة ,وأقول أية حكومة هذه التي تقتل الناس كي تستمر في فرض نفسها على الشعب .

أتساءل ما الذي يجعل الشعوب مذعنة ,ومستسلمة .وهل أنهم بحاجة إلى صفعة الشرطية فاديه كي يستفيق الشعب العربي ,أم إنها القشة التي قصمت ظهر الجمل .

وهل إن الشعب المصري لم يشعر برسالة الرجال الأربعة اللذين احرقوا أنفسهم إلا بعد أن حفزتهم الفتاة أسماء محفوظ عن طريق الفيس بوك ,ثم نزولها إلى الميدان وهي تحمل لافته وتستغيث وتحرك وتنبه الشعب كي يستوعبوا الرسالة .المهم إن الشعب استيقظ وقال قوله وبين للعالم أي شعب هم .وقد حافظ الجيش على موقفه ومهمته ولم يسقط من نظر الشعب بقتل أبناءه .واثبت للعالم بأنه ذلك الجيش الذي ما زال الشعب المصري يفتخر بيوم عاد منتصرا في تشرين من  عام 1973 وبين للشعب بأنه سورا للوطن وليس سورا للسلطان وخدمه .

ثلاثون عاما والشعب المصري رزح تحت  حالة طوارئ والرئيس المصري مصرا على أن يكون للأبد وأن الشعب بإمرته وان موارد البلد ملكه وأن وأن وأن.......................

لقد كتب ابن الرئيس قصيدة وهو يؤله والده (عاش الرئيس للأبد ...له صفات ربنا ..لكنه له ولد)

وكانت إرادة الشعب عندما قرر أن يصمد بوجه رجال السلطان بشكل أذهل العالم

بعد أن قال قوله وفعل ما فعل وأقال السلطان وسينتخب , وسيفوض السلطة .

هنيئا للشعب المصري ,ونسأله تعالى أن يعينهم ولا يخيب ظنهم.