سعديه العبود

             الجندر gender- - أو النوع ا لاجتماعي

منذ مدة ووزارة المرأة تعقد ندواتها  وتحث ممثلاتها في الوزارات الأخرى لعقد القاءات,و تروج للتثقيف بمفهوم ألجندر , ربما بسبب ألكوتا,أو أن ألأحزاب أخذت  تتصارع لنيل  رضا ألنساء, ما دامت الانتخابات على ألأبواب . وباتت مفردة ألجندر, والأدوار الجندرية, تطرق السمع.وتم  الاستبيان

لمعرفة عدد الذين يفقهون مفردة ألجندر  .كان السؤال غريب عن ألأذهان .

. علقت أحداهن بأنها تفقه هذه المفردة, لأنها موجودة في استمارة فتح البيان للبريد الالكتروني . ونظر أليها ألآخرين  باعجاب  , حيث وضحت لهم, بأن  هنالك رمز بايولوجي للذكر والأنثى للمشتركين, أمام مفردة الgender  .

سجلت انتصارا كونها قد سبقتهم بهذا المفهوم .وطرح آخرون بأن هذا المفهوم اوربي  مندس يراد فيه تفكيك  تركيبة العائلة المسلمة  , أو العائلة النمطية . وقد يشجع  على الزواج بالمثل .وكثر اللغط حول الموضوع .ولدى البحث والتقصي وجد:-

أن مفهوم الجندر يختلف عما وضحته صاحبتنا فالمراد فيه هو( النوع الاجتماعي للتفرقة بين الرجل والمرأة على أساس الدور الاجتماعي ).أما النوع البايولوجي ألمراد فيه مصطلح الجنس sex. ففي ألأول توضح ادوار وسلوكيات وخصائص تختلف حسب الثقافات ويمكن تطويرها بمرور الوقت .أما النوع البيولوجي فهو يقتصر على المواصفات الجسدية التي تحدد الرجل والمرأة  , وهذه المواصفات ثابتة لكلا الجنسين, وليس لها علاقة بالجندر.

يعرف الجندر بأنه العلاقة المتداخلة بين الرجل والمرأة في المجتمع والتي تحددها عوامل مختلفة, اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وبيئية . وهذه الخصائص والسلوك تتغير بمرور الوقت.وتتغير الادوار تبعا لذلك.

يولد ألأطفال متساوين في السلوكيات ,كلاهما يصرخ الصرخة  الاولى عند استقباله للحياة.ويبدأ المجتمع يحدد أدوارهم وسلوكياتهم  متخذا" من الخصائص ألبايولوجية أساسا لهذه التنشئة كأن تمنع البنت من ارتداء شيء معين , أو تجبر على ارتداء زي معين .و تجلب لها الدمى , ويجلب له ألألعاب الحربية .ونمنعه من البكاء ,ونولد لديه الشعور بالدونية,  بوصفه بنية. ونربيه على  أنه  مسؤول  عن سلوك العائلة  وبناتها,لأنه رجل البيت, حتى ولو كان صغيرا" . وتمنع البنت من التعبير عن رأيها, ويعد ذلك تجاوزا وجراءة.ونجعلها بالترتيب الثاني في أي مستحقات حياتيه . هذه السلوكيات وألأدوار, قد تخلق في مجتمع دون الآخر, حسب الثقافات, وتوجهات المجتمع .

الادوار الجندرية

---------------يلاحظ أن اغلب النساء تمارس الدور ألأنجابي (الانجابي يعني ماله علاقة بالأسرة مثل الطبخ والتنظيف     ......الخ) وخاصة  بعد أن ضعف دور المرأة المتعلمة في الوظائف العامة , وعدم خلق فرص عمل لهن ,ودعوة الرجال وتفضيله عليها .يلاحظ ان اغلب المكاسب التي حققتها المرأة ,قد اضمحلت ,فيما  لو تمت مقارنتها  بفترة السبعينات. حيث انفتحت آفاق العمل, لكل

 المراحل الدراسية. حتى اللواتي كن في مرحلة الأمية ,آ بان مرحلة  حملات تحرر المرأة(وخاصة بعد أن اعد عام 1975 العام العالمي للمرأة) .وفي مرحلة الثمانينات وبعد أن شاركنا بحرب استنزفت الكثير, كانت المرأة هي التي تسير الأعمال,سواء تلك المتعلقة   بالأسرة أو العمل. وفي أعقابها , أجبرت الكثير من النساء على ترك الوظيفة . ولم تحظ الكثير من الخريجات بعد ذلك بفرص عمل.لذلك نجدها تمارس الدور الأنجابي,سواء رضيت أم أبت.

أما الدور الثاني فهو الدور الأنتاجي : ومفهومه  العمل المنتج الذي يضيف قيمة للدخل القومي ,نجدأن عمل المرأة في هذا المجال محدود, أو غير مقيم بسبب احتسابه ضمن عمل الأسرة  كالأعمال الحقلية والرعي ,أو العمل بالقطعة أو أعمال الخياطة المنزلية وغيرها من ألأعمال الغير موثقة اقتصاديا".  بالأضافة  الى العمل المنتج في المعامل أو الوظائف العامة واغلبه محدود في وظائف تكاد تكون ثابتة.

اما الدور الثالث يكاد يكون معدوم   ( أذا ما استثنينا الكوتا ) وهو أدارة المجتمع المحلي                             

لا تتناسب نسبته بحجم عدد النساء وطموحهن.وبما يمنحها فرصة للمساهمة في صنع القرار.

 لو قارنا هذه ألادوار مع دور الرجل ,نجده, في الدور الأول  مسؤول عن أعالة الأسرة .    وفي الدور الثاني :يمارس العمل الأقتصادي  المنتج خارج المنزل .وفي الدور الثالث يكون الرجل صانع القرار وقائد المجتمع.وحتى البرامج التنموية للمرأة توضع من قبله. مما يضعها تحت وطأة ألأقصاء والتهميش.

وبناء" على ما تم عرضه,لا بد من وضع برامج تنموية تهدف ألى تعليم المرأة ودمجها   بالمجتمع ,من خلال برامج تضعها المرأة.ومساهمة   المرأة  في التخطيط  للمشاريع التنموية  الهادفة  لتطوير الأسرة والمجتمع, لأنها الأقدر على تشخيص احتياجاتها.وتوضيح دور الوالدين تجاه تربية الأبناء والتنشئة .ومن اهم هذه البرامج هو التمكين .

والتمكين Empower ment : وردت مفردة التمكين في سورة يوسف(بسم الله الرحمن الرحيم ,قال اجعلني على خزائن الأرض أني حفيظ عليم \وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء  نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين)ومن الآية الكريمة كيف ان يوسف(ع) أعطاه سبحانه وتعالى المعرفة وجعله عزيز مصر. كذلك تمكين المرأة .

·   . يدور مفهوم التمكين بالقوة وماذا نريد منهم أن يفعلوا وأعطائهم الأدوات وألوسائل اللازمة للقيام بالعمل .وتركهم يتعرفون لدورهم . كذلك تمكين ألمراْة يتم من خلال التعليم و توفير الوسائل الثقافية والمعلوماتية التي توضح مكامن التطوير  ,وتحسين الوضع الاقتصادي  وبما ينعكس  على زيادة دخلها, ألأمر الذي يساهم في تحقيق رفاهية اقتصادية واجتماعية .,وتحسن وضعها الصحي, وتوفير احتياجاتها الرئيسية مثل الطعام والدواء وتنظيم الأسرة , من أولويات المطالب .وكذلك  معالجة القوانين  التي لا تنصفها. ومساواتها بالفرص  المقدمة لقرينها ,ووضعها على قدم ألمساواة مع الرجل, ومنحها أهلية  قانونية مماثلة لأهلية الرجل.ويرتبط مفهوم التمكين بالقوة  ويكون على ثلاث مستويات :

·        المستوى آلأول:ويتعلق بالقوة من الداخل وهذا مرتبط بالوعي الذاتي .

·   المستوى الثاني  ومرتبط بالقوة مع , وتعني القدرة على الأتصال بمن يعشن ظروف مماثلة ويمكن بناء تحالفات من اجل تحقيق أهداف مشتركة

·   المستوى الثالث مرتبط بالقوة الى, وهنا يترتب على النساء اللائي طورن وعيا بواقعهن وأدركن أهمية وامكانية التغيير المشترك الى غيرهن من النساء.

 أضافة الى ما ذكر يعد تفعيل اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداوcedaw) والذي يعد العراق واحدا" من الدول الموقعة  عليها ,من أهم الاتفاقيات التي تتطلب اقصى  مشاركة من المرأة والرجل.

 ( محاضرات القيت في ندوة الجندر  )

 سعديه العبود