اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الطبقة الوسـطى ومعاناتها في العراق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم / أكرم يوسف تمرو

الطبقة الوسـطى ومعاناتها في العراق

 

عانت هذه الطبقة من المجتمع العراقي كما عانت الطبقات الأخرى من الاضطهاد والتصفية الجسدية والتهجير والكساد ألمعاشي والضغط السياسي من الجهات الحاكمة آنذاك .. ان الطبقة الوسطى لها تأثيرها في المجتمع لان أفراد هذه الطبقة تجدهم في مجالات الطب والصيدلة  والتعليم وهندسة البناء ودوائر الدولة الأخرى المدنية والعسكرية ..

 

تأثرت كثيرا هذه الطبقة في بداية الخمسينات من القرن العشرين عندما بدأ تهجير اليهود من العراق , لقد تركوا فراغا  لا بأس به لان أكثرهم  كانوا من هذه الطبقة لعملهم في الطب والتعليم ودوائر كثيرة في الدولة . بعد زوال النظام الملكي وبدأ النظام الجمهوري في العراق كثرت الانقلابات العسكرية وظهرت على الساحة أحزاب سياسية قامت بتصفية حساباتها مع الأخر , وبالتالي خسرت الكثير من أفرادها وهرب البعض الأخر خارج القطر .. 

 

في تموز عام  1968م حكّم البعث وجعل سياسة الحزب الواحد في الدولة حينها قام بتصفية الاخرين والمعارضين المثقفين لهذه السياسة .  ثم الحروب الخارجية التي تم تجنيد كل العاملين في دوائر الدولة من أصحاب الشهادات في الخدمة العسكرية الإلزامية وزجهم في نارها التي راح فيها أبرياء كثيرون من المثقفين والخريجين والعامة من الشعب العراقي ..

 

بعد ذلك فرض على العراق الحصار الاقتصادي في بداية العقد الأخير من القرن العشرين واثر الحصار في انهار الاقتصاد الداخلي وظهور العملة الورقة الداخلية التي لا قيمة لها مقارنة بالعملات الأخرى . تم محاربة الطبقة الوسطى وذلك بتقليل دخلها الشهري إلى أقصى حد حيث لا يتجاوز عدة دولارات للشهر الواحد ,  وقد ترك أكثرهم العمل في دوائر  الدولة واتجهوا الى الأعمال الحرة , أو إلى قطاعات أخرى  والبعض الأخر سافر إلى بلدان أخرى .   

 

اعتمدت الدولة الضغط الاقتصادي والسياسي وذلك للقضاء على هذه الطبقة المثقفة والتقليل من المد الثقافي والسياسي الذي كان يعتبر مناهضا لسياستها ، كانت تعليماتها تلزم كل موظف يعمل في دوائرها الرسمية وشبه الرسمية  بالانخراط  في موسسات الحزب والعمل تحت مظلته .

 

بعد التحرير كنا أملا بهذه الخطوة إلى الأحسن بتطبيق الديمقراطية والتعددية الحزبية  لكن غياب الأمن وتنافس الأحزاب على السلطة والتناحر السياسي والطائفي كلها عوامل ومسببات زادت من الانفلات الأمني  !!!!! .

 

ومن هذا الانفلات ظهرت جماعات تدعي بالمقاومة حيث قامت بتهديد وقتل الأطباء والصيادلة والموظفين في محل عملهم أو أمام دورهم وهم يرومون الذهاب إلى عملهم ، كما قامت هذه الجماعات بقصف المدارس وقتل المدرسين وكل من يعمل في أعمار هذا البلد المظلوم ، كلنا نعلم بان الطبقة الوسطى من المجتمع هي الطبقة العاملة الفعالة فيه ولها تأثيرها الكبير في دفع عجلة التقدم إلى الأمام في كافة المجالات .

 

لكن ما العمل والى من الشكوى . إذن يجب أن لا نخشى القول بان الذي نشير إليه هو الحقيقة ..   

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.