اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القدر: قصة قصيرة -//- اكرم يوسف تمرو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

اكرم يوسف تمرو

القدر: قصة قصيرة

حياة فتاة شابة صغيرة العمر كانت تدرس مع زميلاتها في المدرسة الابتدائية . كان والدها دائما يضغط عليها ولا يقبل ان تخرج من الدار الا برفقة احد اخويها او امها وكان دائما يعارض ذهابها الى المدرسة مع العلم ان المدرسة ليست مختلطة . بعد ان اكملت (حياة) الابتدائية طلب منها والدها عدم الذهاب الى مدرسة اخرى فتركت حياة المدرسة واصبحت تساعد امها في شؤن المنزل .

بعد عدة سنوات كان والدها في احد الايام راجعا من العمل الى البيت فشاهد حياة خارج البيت تلعب مع ابناء جيرانهم ناداها والدها بكل عصبية وادخلها الى الدار فقام بضربها ضربا مبرحا ، تمرضت حياة على اثر ذلك الضرب عدة اسابيع ودخل الخوف في قلبها كثيرا . بعد عدة سنوات اصبحت حياة شابة جميلة وفي احد الايام جاء رجل كبير السن يطلب يد حياة من والدها .

وافق ابو حياة على الطلب لكون الرجل يملك مالا كما ان ابو حياة لم يفكر مطلقا بفارق السن لان الرجل هذا يكبر حياة اكثر من خمسة وعشرين سنة وانه متزوج وله عدة زيجات .زفت حياة الى هذا الرجل العجوز وبقيت حياة عند هذا الرجل ثلاث سنوات ولم تنجب منه ثم وافاه الاجل فأخذت حياة حصتها من ماله وذهبت الى المدينة تبحث عن عمل .

عملت حياة في احد معامل صنع الحلويات وكان حميد صاحب المعمل انسانا ذا نفس دنيئة ويغر بشكله ولسانه كل العاملات اللواتي يعملن عنده وبعد فترة امكنه اغراء حياة وصاحبته كثيرا واخذت تنام معه في فراش واحد وهي واثقة منه كل الثقة بأنه سيتزوجها ولكنه علم حياة على تعاطي المشروبات الكحولية .

في احدى الليالي اخذت حياة كثيرا من الخمر وكانت برفقة حميد صاحب المعمل بعد ذلك دخل شخصان الى غرفة حياة بالاتفاق مع حميد وفي الصباح رأت حياة نفسها مع اشخاص غرباء لاتعرفهم عملوا بها ماحلا لهم . في هذه الاثناء دخل حميد وكأنه لايعرف شيئا فضرب حياة عدة ضربات ولامها على فعلتها ثم طردها خارجا .

اصبحت حياة تسير في شوارع المدينة لاتعرف اين تذهب وهي تبحث عن غرفة للايجار لتسكن فيها ، طرقت كل الابواب وسألت اصحاب المحال والدكاكين دون جدوى ثم طرقت احد الابواب فخرجت امرأة عجوز قالت لها ماذا تريدين يا ابنتي ؟ قالت حياة اريد غرفة للايجار فقالت العجوز ادخلي لدينا غرفة اسكني فيها دخلت حياة الى داخل الدار ورأت فيه غرف كثيرة وفي كل غرفة شابة او امرأة في متوسط العمر .

قالت العجوز لحياة انظري ياابنتي كلهم نساء مثلك اسكني معهم لاتخافي ، وافقت حياة وفتحت باب غرفتها وكان فيها اثاث بسيطة سرير واحد مع دولاب لحفظ الملابس . لكن حياة لم تعرف بأن هذا البيت هو للدعارة وبائعات الهوى ، عند المساء دخل شباب ورجال الى هذا البيت والعجوز تضع الاسعار ، ارسلت العجوز شابا الى غرفة حياة ولكن حياة امتنعت فقالت لها العجوز لماذا تمانعين هذا عملنا ونجني منه المال الا  تحبين المال هيا الى العمل .

استمر الحال هكذا تقريبا لمدة سنة وفي احد الايام جاء رجل في متوسط العمر (اسمه اديب) ودخل مع حياة فاعجب بها ثم قال لحياة لماذا لاتتركين هذا العمل ونتزوج واسكنك في دار لوحدك وتنجبين لي اطفالا . وافقت حياة على هذا المقترح وفي الصباح الباكر ذهبت حياة مع اديب الى المحكمة وعملا عقد زواج يربط بينهما وكان اديب تاجرا له اموال كثيرة ، في السنة الاولى من الزواج انجبت حياة طفلة جميلة ففرح اديب كثيرا .

كما في السنة الثانية انجبت حياة طفلة اخرى ، حزن اديب كثيرا لان حياة لاتنجب الا البنات تزوج اديب من امرأة اخرى وترك حياة وحدها مع بناتها ، ويرسل لهم قليلا من المال لايسد حاجتهم فأخذت حياة تتردد على دار العجوز عدة ايام في الاسبوع لتجمع مالا لسد احتياجات البيت والبنات ، كبرت البنتين واصبحتا في الاعدادية وهن لايعرفن عمل امهم (او يعرفن ويسكتن) لان هناك رجل يتردد الى الدار ويترك لهم مالا .

لكن حياة لاتريد من بناتها ان تسير على نفس الطريق ، في احد الايام جاء اديب يحمل سلاحا ويريد قتل حياة مع بناتها لانه سمع ما تفعله حياة . لكن حياة اخذت بناتها وهربت الى مدينة اخرى، اما  اديب فاخذ يبحث عنها شهورا طويلة الى ان شاهدها في احد الايام في السوق وهي تتبضع بعض احتياجاتها المنزلية وضع اديب السكين في صدر حياة وانهى حياتها البائسة وتركت بناتها التي لاتملك سواهن في هذه الدنيا .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.