اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• نوابنا وسيارات مصفحة، لا ضرر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لؤي فرنسيس

مقالات اخرى للكاتب

نوابنا وسيارات مصفحة، لا ضرر

 

لا أجد ضررا في أن يكون للنواب سيارات مصفحة للتنقل في الشوارع العراقية التي تملأها مطبات وعبوات ومياه ثقيلة من المجاري، ولا ضررا في أن يكون راتب النائب 40 أو 50 مليون دينار عراقي، ولا ضررا في أن يكون لهم سيارات ليموزين ليتزوجوا بها أو لتزويج أبنائهم والتنقل أيام الاحتفالات والتباهي أمام إخوتهم العراقيين ، ولا أجد ضررا في أن يكون لكل نائب دار على نهر دجلة أو الفرات في كل محافظة عراقية كي يختبئ فيها أيام الشدة ( جمعة الغضب وغيرها من أيام الجمعة التي تضر بالمسؤولين والنواب وتعكر صفوتهم ) ولا أجد ضررا في أن يكون لكل نائب شهر أو شهرين استراحة وإجازة من العمل المرهق والمتعب يقضيها في إحدى دول العالم للاستجمام والسياحة، ولا أجد ضررا في أن يكون لكل نائب من نوابنا الأفاضل الذين انتخبناهم فصيل أو سرية أو فوج عسكري للحماية، كي يحميهم من عصابات الفقراء والمتسولين ومِن مَن يجدون أنفسهم  مغدورين من العراقيين والذين يمثلون نسبة لا تتجاوز 80%  لأن راتبهم  لا يسد رمق نصف عائلتهم نصف الشهر، أو من  ملايين الأرامل واليتامى التي لا يخلو منها دارا عراقيا ، أو من سخط الشعب بسبب نقص الكهرباء أو الخدمات الأخرى .

كل ما كتب في مقدمة المقال ليس فيه ضرر على العراقيين لأن العراق بلد الخيرات وميزانيته تتحمل أكثر من هذا.

  لكن الضرر يكمن عندما يكون سعر السيارة المصفحة   120000 دولار ويحسب على العراقيين 160000 دولار (لاسمح الله).

 الضرر يكمن عندما يكون سعر جهاز كاشف المتفجرات الذي يستعمله الجندي العراقي في السيطرات التي ملأت الشوارع ب75 دولار ويحسب على العراقيين ب 600دولار (لاسمح الله).

 الضرر يكمن في إقرار مشاريع وهمية تحسب على العراقيين بملايين الدولارات وهي غير موجودة في الواقع الفعلي (لاسمح الله ).

 الضرر يكمن في موضوع الكهرباء وباعتراف وزيرها السابق في إحدى جلسات مجلس النواب في التشكيلة السابقة بأنه صرف فقط 11 مليار دولار في سنتين ، والتي تعتبر ميزانية دولة كاملة من الدول الفقيرة التي ينعم شعبها بكل ما لذّ وطاب، وكهربائنا ماشاء الله .

 الضرر يكمن  بمنظومة التصويت الالكترونية داخل  قبة البرلمان والتي صرف عليها أكثر من مليون دولار ويترك العمل بها بعد عدة مرات من التصويت، لأنهم اكتشفوا بأن بعض النواب قد زوروا في التصويت وادخلوا البطاقة الذكية لنواب غير متواجدين في القاعة، والتحقيق جاري بالموضوع إلى إشعار أخر.

 الضرر يكمن في المناهج الدراسية للمدارس الابتدائية التي يقل فيها حث التلاميذ بعمر الورود على حب الوطن والمواطنة ، والتقدم التكنولوجي ، والتطور الاجتماعي وفق شريعتنا وأعرافنا وتقاليدنا، وإنها مليئة بما فعل أجدادنا من بطولات في رفع السيف والانتصارات .

 الضرر يكمن في ثقافة احد المسؤولين الكبار في إحدى المحافظات العراقية الوسطى عندما سألته زميلة صحفية عن البنية التحتية للمحافظة وأجابها( بثقة عالية بالنفس) بأنه قد وضع كذا طنا من الحديد في الأساسات.

 الضرر يكمن في بعض المسؤولين الفاسدين الذين عندما يكتشف أمرهم يهربون إلى دولتهم التي منحوها الولاء الكامل والتي منحتهم جنسيتها ولا يوجد من يحاسبهم كونهم يمتلكون جنسية إضافية على الجنسية العراقية، وان الجنسية العراقية يعتبرونها ثانوية وإنهم جاءوا إلى العراق واستلموا مناصبهم( لتحسين معيشة) لأن ظروفهم في الدولة التي منحتهم الجنسية ليست ولا بد .

 الضرر يكمن فيما تركه الاحتلال لنا من خراب ودمار وإذلال للعراقيين وتدمير نفسيتهم وتكريس الطائفية البغيضة بين مكونات الشعب العراقي ، ولا يوجد من يصلح هذا الخراب ويعيد للعراقي كرامته ، والانكى من ذلك نسمع الغالبية تنادي بأنها أخرجت المحتل بالقوة ، ونحن نعلم بأن المحتل خرج حسب الاتفاقية الأمنية التي أبرمت بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية في 2008، وبموافقة ومباركة أمريكا، وما كان على الحكومة العراقية وقتها إلا التوقيع على الهامش.

 الضرر يكمن في هجرة الكفاءات العراقية من الأطباء والمفكرين وأساتذة الجامعات والعلماء والتجار وأصحاب المصانع والمعامل وبعض المكونات العراقية الصغيرة ، لأنهم يعلمون علم اليقين بأنهم لو بقوا في العراق سوف يكون مصيرهم مثل مصير من قبلهم ولا يوجد من يحميهم .

 الضرر يكمن في الفساد المستشري في دوائر الدولة ولا يوجد من يوقفه .

 الضرر يكمن  في الآلاف المؤلفة من العاطلين عن العمل والبطالة المقنعة ، ونستورد العمال من دول جنوب شرق آسيا .

والضرر يكمن في بعض نوابنا (لاسمح الله) بأن يكونوا متفقين مع بعض دول الجوار ويعملوا داخل المجلس بالضد من القرارات والتشريعات التي تخدم العراق وبتوجيه من تلك الدول مقابل مبالغ من المال لكي يستطيعوا تسيير أمور أحزابهم داخل العراق.

 ويكمن الضرر في وفي وفي وفي !!!!!

مسك الختام كيف بهذه السيئات والآثام التي حصلت وتحصل في عراقنا الحبيب، والتي تباري الظلماء في سوادها، وتوقظ الفتن من نومها العميق، أفعال لا يسع من يراها، ويعاين آثارها ماثلة أمامه، إلاّ أن يشيب رأسه من فظاعتها ، ولا يسعه إلا أن يسأل الله ( عزة وجل) أن يمده بالصبر الجميل، عسى أن لا يذوب قلبه من الحسرة.

أوجه كلمتي الأخيرة إلى  أعضاء مجلس النواب، وأقول يا إخوتنا......يامَن تقاسمنا معكم أيام الحصار والهجرة المرة و تشردنا و جعنا في العراق والمهاجر لكوننا قلنا لا للطغيان لا للدكتاتورية.

واليوم لا نريد أن نتقاسم معكم مغانمكم و رغد عيشكم لأننا بالأساس لا نريد منكم شيئاً مادياً ، وإنما نريد منكم أن تعزّوا العراقي, وان تذودوا عنه، وان تردّوا عنه غوائل الزمن المر, أن تدفعوا عنه شر الأشرار ، وان لا تجاملوا في دم أبنائه ، ولا في جوعهم أو حرمانهم، وتصونوا الأمانة التي في أعناقكم ، ولكم منا قبلة على الجبين.

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.