اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني (1من2)// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب

ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني (1من2)

أمير أمين

 

لم أكن أعرف الرفيق الفقيد ثابت حبيب العاني ابو حسان حينما انتميت للحزب سوى كونه أحد قادة حزبنا وكنت أقرأ إسمه يتصدر صحيفة الحزب طريق الشعب كصاحب إمتياز للجريدة اليومية , ثم عرفت انه عضو مكتب سياسي في الحزب وحينما إنبثقت الجبهة بين الشيوعيين والبعثيين في تموز عام 1973 شغل الفقيد فيها منصب عضو اللجنة العليا والذي كان يجتمع مع قادة حزب البعث ممثلاً عن الحزب الشيوعي ومنهم صدام ونعيم حداد وغيرهما.. ولم التقي به في لبنان او سوريا بعد الضربة التي وجهها حزب البعث لتنظيمات الحزب الشيوعي اواخر عام 1978 واوائل عام 1979 حيث إستطاع عدد من قادة الحزب وكوادره ورفاقه من النجاة والهروب خارج العراق لهذه الدول او لليمن الديمقراطية والبلدان الاشتراكية السابقة كالاتحاد السوفييتي وغيره .. لكني حينما توجهت الى العمل في قاطع أربيل يوم 5 كانون الثاني عام 1983, تعرفت على رفيقنا ثابت الذي كانت كنيته ابو ماهر وكان يعمل معه عدد من قادة الحزب كالرفيق الفقيد ابو عواطف سليم اسماعيل والرفيق الفقيد ابو جبار أسعد خضر والفقيد يوسف حنا ابو حكمت وكان المستشار السياسي لفصيل مقر القاطع هو الرفيق الفقيد الدكتور صادق اي مهند البراك الذي كنت مساعداً له .. كانت علاقتي مع الجميع جيدة وطيبة ولكن علاقة الفقيد ابو حكمت مع الانصار بشكل عام يشوبها الابتعاد قليلاً اي انه ليس منفتحاً بالعلاقة مع الانصار كبقية القادة .. وكان المقر عبارة عن مدرسة بنائها جديد وفيها عدة صفوف لكنها مهجورة ولا توجد فيها دراسة علماً أنها تابعة لقرية شيخ وسّان الذي ضربها نظام صدام في أحد الاعوام بالسلاح الكيمياوي .. كان لكل قائد غرفة صغيرة فيها سرير نوم ومدفئة تعمل على الحطب , كنت كثيراً ما أتردد على غرفة الرفيق الراحل ابو ماهر والرفيق الفقيد ابو يوسف ونتكلم بأمور كثيرة وكثيراً ما أسأل الرفيق ابو ماهر اي الرفيق ثابت عن أمور تخص الحزب وعمله خصوصاً أيام ما بعد ثورة 14 تموز ولماذا لم يستلم حزبنا السلطة وحول انشقاقات الحزب وعن حركة حسن سريع وعن اللجنة العسكرية للحزب التي قادها لفترة من الزمن وغير ذلك , فكانت إجاباته لي دقيقة وصادقة تنم عن حزن وأسى لبعض الامور التي لم يستغلها الحزب لتحقيق طموحات الجماهير واخذ زمام الامور بيده ..الخ ومن خلال المعايشة اليومية في مقر قاطع أربيل تعرفت على شخصية حزبية شيوعية نادرة فهو فعلاً إسم على مسمى .. إنه ثابت وراسخ على مباديء حزبه الذي تربى بين احضانه منذ عام 1943 وهو حبيب لجميع الرفاق الذين عمل معهم وكان يعتبرهم بمثابة ابناءه وهو رؤوف كإسمه الحزبي رؤوف الذي إختاره لعمله التنظيمي .. فكان يحب الرفاق ويشعر بألم حينما نفقد أحدهم .. ففي إحدى االمرات همس الفقيد ابو نبأ بأذني وكان يشغل آمر الفصيل ..أنه وجد الرفيق ابو ماهر يبكي لأن عدداً من الرفاق ذهبوا في مهمة عسكرية وكان خائفاً عليهم من الاستشهاد .. واتذكر ان ابا نبأ قال لي (..الله.. ما تعرف الناس إلاّ حينما تعيش معهم .. كم هو حنين وطيب رفيقنا ابو ماهر ).. وهذا هو الطبع الانساني الذي وجدته فيه وفي إحدى المرات كنت أتمشى معه في الرواق .. فقلت له .. رفيق إنت مو عندك إبن إسمه حسان .. وينة !! رد علي بحزن .. لقد تم قتله في الحرب ..! ثم أشار بيده اليمنى لأرض المقر قائلاً .. لو مستشهد هنا معنا كان أفضل ..! وكان يقصد سيكون أحد شهداء الحزب . وكان الرفيق ابو حسان طيب ومتواضع يأكل معنا في نفس الصحن ولا توجد له حماية وتراه يتحدث مع ابسط نصير وكأنه صديقه !... في الاسبوع الاول من شهر نيسان عام 1983 غادر رفيقنا المقر مع نخبة من الشباب الانصار متوجهاً الى قاعدة بشتاشان وودعناه بحرارة مع المفرزة التي رافقته الى هناك .. وحينما عدت في نهاية الشهر من مهمة عسكرية مع نفر من الرفاق خارج القاعدة , لم أجده في مقر القاعدة ..! سألت عنه فقالوا أنه لا زال في بشتاشان بطلب من القيادة ولأمر ما ! .. وفي الاول في ايار حصلت جريمة بشتاشان التي قامت بها قوات مدججة بالاسلحة من عناصر الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة نائب جلال الطالباني وبإيعاز منه الى ناو شيروان مصطفى لغرض إبادة الشيوعيين في هذه القاعدة التي تضم القيادة وتفرعاتها .. لقد خفت على جميع الرفاق وتمنيت خلاصهم من شرور الاعداء المدعومين بأسلحة وتجهيزات حديثة من النظام العراقي والتي لاحظتها بعيني في أواسط نيسان اي قبيل معارك بشتاشان ..كانت خطة قيادة الاتحاد الكردستاني هي إبادة كل نصير في بشتاشان ثم التوجه لقاطع أربيل للعمل والهدف نفسه لكن قيادتنا في أربيل أحست بالخطر وتسربت اليها المعلومات بذلك .. فقررت الانسحاب وخلال مسيرة شاقة رافقها العطش والجوع والتعب والسهر وصلنا الى داخل كردستان إيران وإستقرينا في قرية سيلوة .. وكانت المفاجئة المفرحة والمؤلمة بنفس الوقت وهي رؤية عشرات الرفاق الواصلين والناجين ومنهم كان الرفيق العزيز ابو ماهر لكنني شاهدته بلا حراك..! كان نائماً على فراش وتمت تغطيته ببطانية وهو مغمض العينين .. وعرفت من الرفاق أنه في حالة صحية صعبة ويعاني من الم في القلب .. في اليوم التالي فتح عينيه وسلمت عليه ورد بإبتسامة وطمأنني على سلامة وضعه .. ثم بعد أسابيع جرى نقله الى بلد آخر للعلاج وضاعت عليّ أخباره الى شهر أيلول عام 1989 حينما علمت أنه في هنگاريا يعيش في شقة صغيرة في العاصمة بودابست.. قلت لابد من زيارته مهما كان وكنت حينها قد عدت من المساهمة في مؤتمر الجمعيات والروابط الطلابية التابعة لاتحاد الطلبة العراقي العام خارج الوطن الذي انعقد في المانيا الديمقراطية في مدينة درسدن كممثل لطلبتنا في بلغاريا مع نخبة طيبة من الزملاء وحينما انتهينا منه سافرنا الى براغ ثم الى هنگاريا وحصل اللقاء السعيد والمثمر مع أبي حسان ..

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.