اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب!// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب 

الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب!

أمير أمين

 

في سجن نقرة السلمان الصحراوي الكائن خارج صحراء مدينة السماوة العراقية , كثيراً ما كان يزج به الشيوعيين ويبقون سنين طويلة متحملين قساوة الطبيعة الجافة وظروف المعيشة الصعبة والتي لا تطاق , لذلك كثيراً ما يفكر بعضهم بالهروب منه والتخلص من العذاب الذي يمرون به , وكان بعضهم ينجح في مهمته ويلتحق بحزبه الشيوعي , بينما يخفق آخرون ولم يحالفهم الحظ في النجاة ويقع بعضهم فريسة لضواري الصحراء كالذئاب المفترسة وغيرها ..ففي يوم 10 تشرين الثاني عام 1964 فكر الملازم الاول الشهيد صلاح الدين أحمد بالهروب من هذا السجن حيث أنه كان محكوماً بالاعدام لنشاطه كشيوعي عراقي ومقاومته لقطعان الحرس القومي , وخلال وجوده هناك استطاعت والدته ان تزوره وأخذت تنادي بأعلى صوتها عليه ..( ولدي صلاح ..أن المجرمين يعدون العدة لتنفيذ حكم الاعدام بحقك , ولا أريد ان اراك معلقاً بالمشنقة ويشمت بي البعض من المحسوبين على أهالي الموصل النجباء ..! ) وهذه الصرخة كانت نقطة الانطلاق والتحول لديه للتفكير بتنفيذ خطة .. الهروب بالتنسيق مع المنظمة الحزبية في السجن وهكذا تقرر ان يهرب بنفسه , وكتب وصية الى رفاقه اودعها عندهم في السجن يقول فيها ..( أنني عضو في الحزب الشيوعي العراقي , بعد ان اتضح ان حكم الاعدام سينفذ بي وجدت لازماً علي أن أقدم تقريري الاخير اوضح فيه تاريخي السياسي (..لقد ولدت من عائلة فقيرة في مدينة الموصل سنة 1934 في محلة المكاوي وكان أبي عاملاً معدماً يعمل في الحفر والبناء ومات من الارهاق والبؤس وسنه لا تزيد عن 35 سنة تاركاً زوجته واطفاله الخمسة وكنت أنا أكبرهم ..! ) ثم يتحدث في وصيته الى رفاقه عن ظروف العائلة الصعبة بعد وفاة والده وترمل والدته والتي قامت بإعالتهم من خلال عملها في تقديم الخدمات الشاقة في بيوت الناس , أما الشهيد صلاح الدين فيقول ..أنه كان يعمل في نقل الطين عند المساء على الدواب ويواصل تعليمه صباحاً في المدرسة ثم يستطيع الوصول للكلية العسكرية والتخرج منها , و يتحدث عن الظروف القاسية التي عاشها كشيوعي عسكري من قبل الانقلابيين في 8 شباط عام 1963 وكيف أنه كان يسجن ويعذب بقسوة وخاصة حينما أدخلوه الى سجن رقم 1 الشهير في العراق ويختم الشهيد صلاح رسالته اي وصيته لحزبه الشيوعي بالقول ..( ايها الرفاق الاعزاء , أودعكم واودع فيكم كل أمالي في تحرير شعبي وبناء الاشتراكية في وطني الحبيب , أودعكم هاتفاً من الاعماق , من على خشبة الاعدام ..( لأنه كان محكوماً بالاعدام ) المجد لحزبنا الشيوعي والنصر لشعبنا , مرحبا يا قافلة الشهداء أنني أتوق اليك ...التوقيع الملازم الاول صلاح الدين أحمد مجيد ..الاسم الحزبي قبل 8 شباط لهيب وبعدها صاعق ..هرب صلاح تلك الليلة الباردة مودعاً رفاقه لكن الذئاب كانت له بالمرصاد فقامت بنهش لحمه حينما ظل طريقه ووجدت جثته  بعد خمسة ايام اي في يوم 15 تشرين الثاني وكانت بيده صورة إبنته رباح تمسك بها أصابعه النازفة دماً وقد لفظ أنفاسه الاخيرة ..وبعد هذه الحادثة الاليمة توقفت عمليات الهروب من سجن نقرة السلمان ..وفي هذه الحادثة المروعة كتب الشاعر مظفر النواب قصيدة عنوانها ..( صلاح يموت والدنيا بعد گمرة ..) كان مطلعها ..

المنايا الما تزورك .. زورهه

خطوة التسلم ذبايح سورهه

طافح اعلة الريح عينة ايدورهه

أملح من ترابها وناعورهه

صگر والبيدة تعز صگورهه

وبأثر جدمة تلوذ طيورهه

وسفة ما حضنت صگرهه

وسلمته بليل .....

..عمت عینهه الما حمت ناطورهه..

 

.المجد للشهيد الشيوعي الباسل إبن الموصل والعراق , الشاب الثلاثيني الملازم الاول صلاح الدين أحمد..سيبقى إسمك عنواناً ورمزاُ أبدياً لشعلة النضال المتوهجه وسيبقى حزبك الشيوعي العراقي يفتخر بك وبأمثالك الابطال الى الابد ..

..............................................................

ملاحظة.. بعض المعلومات عن الشهيد مستقاة من كتاب .( تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في لواء الموصل 1934 - 1970 ) لمؤلفه الاستاذ الدكتور حسام الدين إسماعيل رشيد .

 

وحول سجن نقرة السلمان الرهيب فيقع في قضاء السلمان الذي يبعد عن مدينة السماوة بحوالي 150 كم وبني من قبل القائد البريطاني كلوب باشا لكي يعمل منه قلعة عسكرية حصينة لجنوده , لكن الحكومات حولته الى سجن للوطنيين المعارضين لسياساتها , ثم بني سجن آخر في نفس المكان في عام 1946 وخلال سنين طويلة أصبح سجن نقرة السلمان مدرسة للثوريين وخاصة لاعضاء الحزب الشيوعي العراقي ونخبة كبيرة من أبرز قيادييه وفي المقدمة منهم الشهيد سلام عادل السكرتير الاول للحزب , ولا زال الكثير من الشيوعيين يتذكرون تلك الايام العصيبة التي أمضوها فيه وخاصة بعد انقلاب 8 شباط الدموي وما ذاقوه داخل زنزاناته الرهيبة على ايدي عصابات الحرس القومي الاجرامية ولكنهم كانوا يزدادون قوة وبسالة وتحدي عكسه صمودهم البطولي بوجه الجلادين ..فكانوا يترنمون بإهزوجة جميلة يقولون فيها..( عمره خسارة الما يزور السلمان ..! )

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.