اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• العراق الى اين ...؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي الزاغيني

 

 العراق الى اين ...؟

 

بعد الحرب وسقوط الصنم دار الحديث عن مستقبل العراق وكيف سيكون مصيره فاجبت الاخوة الحاضرين باختصار بان العراق كالرجل المريض وتم اجراء عميلة له لاستصال جسم غريب منه وهو الان تحت تاثير الادوية والعقاقير المهدئة وستتضح حالته بعد حين وكما يلي :

 

1.اذا استمر في علاج خاطئ يدسه المغرضون دون رقيب يتقلى الصدمات والضربات الخارجية والداخلية  ستكون نهايته ماساوية ومرت هذه المرحلة بسلام والحمد لله  .

2. يبقى تحت تاثيرالادوية والعقاقير وفي غرفة الانعاش دون تحسن  ويتلقى الضربات دون الدفاع عن نفسه وهو ما لايرضاه الجميع ايضا كما هو الحال الان .

3. ان يتلقى العلاج الصحيح ويعتمد على نفسه في كل شئ سينهض بقوة ويعود مشافى وهذا ما نتامله وندعوا الله اليه .

 

انتظر الجميع نهاية عصر الطاغية بفارغ الصبر  وتحقق ذلك الحلم على يد  اعداء الامس واصدقاء ومحتلين اليوم  وهرب الطاغية وزبانيته وانتشرت ظواهر جديدة في العراق  لم يكن لها وجود سابقا ما بين الحواسم وانتشار المسلحين في الشوارع على امل ان تتنصر ارادة الشعب  بعد سنين الظلم والطغيان .

 

ويبدو ان حلم الحرية والديمقراطية التي انتظرها الشعب كانت مجرد  سراب  يلهث خلفه الشعب وكلما حاول الوصول اليه  يصطدم بجدار الوهم  .

 

كان لابد من التغيير وتغير جذري في تاريخ العراق الحديث ولكن نحو الافضل  في بناء حر ديمقراطي وليس نحو بلد منهار تحكمه الاهواء  والاحزاب التي همها السلطة  ونشوة الكراسي اللعينة التي يدفع ثمنها الشعب  المسكين الذي لاحول له ولاقوة الا القبول بما يقدم له .

 

كل يوم بتفجيرات وقتل متعمد على قارعة الطرق  ومحاصصة  وطائفية لعينة لعبت الدور الاكبر في محاولة شق الصف الوطني العراقي  الى صفوف شتى .

 

كان الامريكان هم من كان حقق هذا الحلم ولكنه تغير الى كابوس مزعج يلاحق العراقيين كل يوم وحولوا العراق الى جحيم يتمنى الجميع التخلص منه بكل الوسائل .

 

لعل الاحتلال الامريكي او كما يسميه البعض التحرير كل حسب هواه  لعب الدور الاكبر  في كل هذا الذي يجري عراقنا وارتكبوا عدة  اخطاء متعمدة  ادت منذ البداية الى الانفلات الامني داخل الوطن  ومن هذه الاخطاء :

 

1.     ترك الامن الداخلي للبلد  دون رقيب  يعبث به الخارجين عن القانون واصحاب الضمائر المتعطشة للدماء .

2.     كان من المفروض فرض حظر التجوال لمدة محددة في بعض المناطق والسيطرة على المواقع المهمة والحساسة وعدم تركها للنهب والسلب .

3.    حل الجيش العراقي  هو من اكبر الاخطاء المتعمدة والذي  كان من المفروض الاستعانة به  لحفظ النظام  والاستفادة من خبرته الطويلة .

4.    تشكيل مجلس الحكم على اساس طائفي  وعرقي وليس على اساس الكفاءة  .

 

حصل ما حصل ومضت سنين العراقيين  سوداء تمضي مصحوبة بالم ودموع ودماء , تفجيرات دامية  تحصد الارواح بالجملة  واغتيالات لا حدود لها وتهجير طائفي  جماعي داخل وخارج الوطن  لا يفرق بين احد , وكل هذا والعراقيين  صابرين ينتظرون وعود الساسة التي وعدوها لأبناء الشعب .

 

اذا كان تشكيل الحكومة يتطلب كل هذا الوقت والمباحثات بين الكتل السياسية  فلا اعتقد  ان الثقة ستكون موجودة لدى ابناء الشعب للذهاب لصناديق الاقتراع مرة اخرى وانتخاب ممثليهم في البرلمان العراقي اذا كان هذا البرلمان لا يمكنه تقديم اي حل لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها  ودماء العراقيين تسيل وسط الانفلات الامني والتراخي لدى القوات الامنية مع اقتراب انسحاب الجيش  الامريكي من العراق وتسليم المسؤولية الامنية الى القوات العراقية  والتي هي ربما غير مستعدة بعض الشيء وتضارب التصريحات بين القادة العسكريين عن امكانية جاهزية القوات الامنية .

 

ستبقى الحوارات والتجاذبات بين الاطراف السياسية  لغرض تشكيل الحكومة  تصب في مصلحة هذه الاحزاب وليس في مصلحة الشعب والا لم تأخرت  كل هذه الفترة الزمنية الطويلة  والتي قد تطول اكثر للحصول على مكاسب وتنازلات من الاطراف الاخرى  التي تبغي الحصول  على  مناصب ووزارات اكثر اهمية  وسيادية  تجعلها تقود البلاد دون اي رقيب عليها .

 

يجب ان نخرج من هذا الطابع الطائفي والمحاصصة وتوزيع الرئاسات الثلاث حسب المذاهب الطائفية والقومية ويجب ان نضع بنظر الاعتبار الكفاءة والنزاهة  والاخلاص لشغل هذه المناصب .

 

لماذا رئاسة الجمهورية للاحزاب الكردية  واحتكار لهم هل هي تنازلات من الاطراف الاخرى ام هي محاولة كسب ودهم ودعوتهم للمشاركة بالعملية السياسية اذا اخذنا بنظر الاعتبار انهم الطرف الوحيد الذي استفاد من التغير في العراق ومن كل العملية السياسية  وحصلوا على مكاسب لم يحلموا بها ابدا .

 

كان الاجدر بقادة هذه الاحزاب وضع حد للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي  ومحاولة عرقلة تشكيل الحكومة وعلينا ان لا ننسى القصف  المدفعي المستمر للحدود العراقية  من قبل كل ايران وتركيا بحجة ملاحقة الاحزاب المعارضة لهم في الاراضي العراقية  , لان سيادة العراق فوق كل اعتبار ولا يكتفون بمصطلحات الشجب والادانة  التي لا تقدم ولا تؤخر  الا غطاء اعلامي فقط الغرض منه  الظهور بالوجه الحسن امام الشعب الذي احتار في امر هكذا ساسة  متقلبي المزاج حسب مصالحهم ومصالح احزابهم .

 

هل سيبقى العراق بين مطرقة الارهاب وسندان دول الجوار وتدخلاتها التي لا تنتهي في الشأن العراقي  ونزيف الدم  العراقي الذي لا يتوقف مع استمرار سوء الخدمات المقدمة والبطالة  المنتشرة بين شبابه وانتشار الفقراء بين ابناء شعبه .

 

علي الزاغيني

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.