اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الهوية العراقية والسياسة ومَن أُحِب -//- نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

مقالات اخرى للكاتب

الهوية العراقية والسياسة ومَن أُحِب

هنالك أشياء ما ترهبنا في وطن تعرض للحروب والخراب والحصار لسنوات مريرة, وأجد من هذه الأشياء المخيفة هو صوت المفخخات والقنابل , يقشعر بدني وتتسارع دقات قلبي , أخاف منها على نفسي وأحبتي , فهو رمز انتظار الموت المؤجل والإعدام المؤقت , أصبحت أكره هويتي , قد تكون اللعنة التي أصابت بلاد الرافدين , فهي لعنة قاتلة ومميتة , أصبحت الهوية العراقية هي الطائفة المقيتة والانتماءات العمياء للمذهب , فهي تؤلبّ على قتل الإنسان لأخيه الإنسان كي يلغى وجوده لأنهُ من غير دينه أو طائفته, متى يمتلك العراقي قلباً فارغاً مجرداً من خيبات الأمل والندم والغضب والخوف والحقد والحزن والشك بالآخرين .

متى نعود لطفولتنا البريئة لنستعيد الحنين إلى الأماكن التي عشنا فيها , لم يكن البغض الطائفي إلا حرب مدمرة وفخ لقل كل جميل في الحياة , نحنُ الناجين من الحروب والحصار والقتل على الهوية , محاربين قدماء أقوياء , وشهيتنا مفتوحة للحياة والحب والعشق والانجازات والسعادة والمعرفة ,إذا كانت الحروب شأن الرجال لذلك قد يكون فقدان الأحبة شأن النساء , المرأة العراقية تمثل السلام والتصالح والوئام مع ذاتها , كم من النساء فقدنّ الحبيب والأخ والأب والابن .

كل أملي أن أهدئ من روعي , كلما وقعت عيناي على مشاهد المفخخات العنيفة أو الاغتيالات المروّعة , متى أتخلص من سماع سمفونية القتال الكريهة , كم اعتدنا الخوف والموت الذي رافقنا أكثر من ثلاثة عقود , فقد استنزفت الحرب أجمل سنوات الشباب والمراهقة , دمرت بيوتاً وأسراً كاملة , حيث أصبحت مصنعاً لإنتاج الأرامل والثكالى واليتامى , فكان وقت الحرب ثقيلاً بطيئاً , فهو مستنقع وحل تتقاذفهُ مشاعر انعدام الثقة وجروح نتنة دفعناها من أعمارنا وأحلامنا , لذلك أصبحت لا أشعر بانتمائي لهويتي , لكن أرغب وأعشق مدينة طفولتي ( الديوانية ) .

الحرب الطائفية ذات الوجه القبيح والشرير القاسي , من موت وخوف وقلق , أصبحت بيوتنا ملاجئ نركض إليها عند وقوع القتل , مع هذا فمدننا التي تجمعنا وتحمينا , نجتمع مع من نحب ونصادق عبر وسائل الاتصال الحديثة , الشراكة والحب هي هويتنا الآن , لكن هويتي أشعر ببرودة الانتماء إليها وأتمنى الانفصال عنها, فقد كانت سبب نقصان في أحلامي وحياتي, لكن أرضي الحقيقية كانت أماكن عشقها , وأجد فيها نفسي , لكن انتمائي الحقيقي لمن أحب وأعشق , هذا تصوري الشخصي وانتمائي .

في مدن أصبحت فيها نسائنا ضائعة الهوية , مسجونة في دوامة عمليات الالتحاف بالسواد حتى الوجه لا أرى إلا ثقوباً في عمود , متى تحاول نسائنا استرداد بعض جمالهنّ وألقهن وفتنتهنّ وانوثتهنّ, أما نبضات القلب في بلاد النهرين أصبحت زائفة وكاذبة , و الهوية لا أشعر بعاطفة لها , لكن لقلبي نوع من العطف والعشق لإحدى نساء مدينتي , أعشقها حتى الجنون , أصبحت منقذي من وحشتي وضياعي , كانت سبب لسعادتي وأملي في حياتي القادمة , لا أعرف قد يكون حُلم من أحلامي , متى يتحقق لا أدري , أشعر بعاطفة قوية اتجاه تلك المرأة الرائعة ذات الوجه الطفولي الليلي , يعجبني وضوحها وبرائتها وتوهجها في العتمة وضحكتها واستسلامها وشهوتها ونزوتها , فهي مفرطة في التزيين والعطر , لا ترتدي المساحيق لجمالها , ولا تضع شعراً مستعاراً ,تلك هي فرح اسم على مسمى , امرأة من الدرجة الأولى ,فهي في الليل تصبح امرأة عاشقة شبقة , وتصير أكثر صدقاً وشفافية واقتراباً من جوهرها ومعناها .

حبها لي دفعني استيعابها واستكشافها والكتابة عنها , لكن لعل أكثر ما أقلقني هو السؤال كيف أكتب عن امرأة سالتحق بها وهي تشبه تلك النساء التي أولدتها قصص ألف ليلة وليلة, لكنها امرأة عصرية مثالية قوية .

لذلك علينا أن نتوجه لحبيبتنا ونتخلص من الفوضى وأهل السياسة وخصامهم على السلطة والسلطات على كافة أنواعها ومختلف مساربها , هذه السلطات لا زالت الآمرة الناهية في شؤون الناس , كي أضمن حياتي مع امرأة مختلفة وناضجة , لأتخلص من واقعي المرير وأبتعد عن هويتي اللعينة , لا يمكن أن أسمح لنفسي بانتقاد العالم العربي من دون أن انتقد بأشد قساوة هويتي وإلقاء اللوم على الحرب الطائفية والوضع السياسي وملامتهم ومسؤوليتهم لواقع البلاد التعس.

يحدثني البعض عن الانتماء للهوية ؟ جوابي :لا أنا لا أودّ الانتماء إلى هذا البلد الذي يكرهني ويرفضني , أي من البلاد رفضت أبنائها مثل العراق؟ لذلك أسعى كي لا أقطن فيه بقية عمري , يجب أن أكون قاسياً مع أمري كي أغدو طيباً لكل من حولي ,كل ذلك جُبلَ فينا إرادة يمكن أن تحرك جبالاً.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.