اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إيلي عمير.. الروائي الذي عرّف الآخرين بالحضارة العربية من خلال رواياته -//- نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

إيلي عمير..

الروائي الذي عرّف الآخرين بالحضارة العربية من خلال رواياته

نبيل عبد الأمير الربيعي

حين يرجع المرء بذاكرته إلى الوراء , إلى عهد الطفولة والصبا , تكون هنالك  صور يحملها  لكل ذكرياته السعيدة والحزينة  وأيامه الحلوة والمرة , الطفولة الناعمة والشقاء والمرارة في تهجيره وقلعة من أصوله وجذوره الحقيقة لتنبت في  أرض بعيدة  عما يتوقعه ومختلفة عن ثقافته وعاداته وتقاليده , أن يشترك مع الآخرين بالسعي لكسب العيش , والكل يذهب في طريقه للعمل الذي يختص به , فهو جانباً  يتساوى فيه الجميع في الإنتاج والبناء والعيش والتطبع على علاقات و أجواء جديدة , ثم يغادرون الحياة ببطء.

ولد الروائي العراقي الأصل واليهودي الديانة إيلي عمير  في بغداد 26-أيلول1937 , كان اسمه في سجلات النفوس العراقية ( فؤاد الياس خلاصجي) من خلال الحوار مع الباحث مازن لطيف في جريدة تاتو في 3-8-2012 , وقد هاجر مع عائلته  من العراق  إلى إسرائيل عام 1950  وهو في الثانية عشر من عمره , وقد أصدر الكثير من الروايات  وبين أهم نتاجاته الأدبية  رواية (ياسمين) التي طبعت عام 1995 وترجمة  من قبل حسين سراج  في مصر عام 2007 ,وهي تروي قصة حب بين نوري وهو يهودي من أصل عراقي وبين ياسمين الفلسطينية المسيحية من شرق القدس ,الهدف من الرواية من أجل تعزيز الإدراك والتعرف المتبادل بين الطرفين  , الذي سيؤول في نهاية المطاف إلى السلام الحقيقي.

ترجمت أغلب روايات إيلي عمير من اللغة العبرية إلى اللغة العربية منها (ياسمين, ديك الفداء, المطيرجي, حب شاؤول, لقاء بين مجهولين ) , وقد خصص الروائي عمير  حيزاً كبيراً في رواياته للشخصيات الشعبية العراقية وللفلكلور العراقي والأكلات الشعبية  العراقية , فاز بالعديد من الجوائز الأدبية والاجتماعية وله برامج في الراديو والتلفزيون.

من خلال مطالعة رواية (ياسمين)  نجد إن المؤلف أبرز التناقضات  الشخصية الموجودة  من خلال شخصية أبو نبيل الصديق لأبو جورج واللذان يمتلكان  صحيفة في القدس  الشرقية , وكان ابنه نبيل عضو في حركة فتح , ويقوم بعمليات فدائية , أما شخصية غدير البدوية  الساكنة في جبل (اسكوبست) في القدس الذي قابلها نوري وتعرف عليها عندما  احتلت إسرائيل القدس , لكن المخابرات الإسرائيلية ( الشين بيت ) رفضت ذلك , فهو صراع بين الأجيال والشخصيات في إسرائيل من خلال المفاهيم للعلاقات والعوائل وسيطرة الأنظمة الحكومية التي ترفض  بعض العلاقات.

الرواية خلفيتها سياسية وفيها العديد من الشخصيات المصرية التي تشيد بالزعيم عبد الناصر , إلا أن الكاتب إيلي عمير ذات التوجهات اليسارية العلمانية يدعوا  من خلال الرواية إلى إقامة  دولتين في فلسطين , وإن القدس يجب أن يرفع عليها أعلام الدول العرابية والإسلامية وإسرائيل والفاتيكان , وتصبح القدس عاصمة عالمية , كما أن عمير يرفض الاحتلال واضطهاد الفلسطينيين  ولا يجب معارضة الشعب الفلسطيني , بل إحلال السلام.

يعلق عمير على الرواية في إحدى الأمسيات الأدبية التي أقيمت في القاهرة في وقت سابق قبل التغيير , بمناسبة صدور  الرواية وترجمة بعض فصولها في مجلة ( اكتوبر) قال :" لقد بدأ الغزو الثقافي العربي الإسرائيلي  تتزايد وتيرته في أعقاب السلام مع مصر , وأنا لا أخشى هذا الغزو ....لذلك أقول لا تخافوا من  الانفتاح على الثقافة العبرية , هل من الممكن العيش بسلام بدون أن نقرأ ونتعرف على ثقافة الآخرين؟" , ثم يركد الكاتب عمير في كلمة افتتاحية ألقاها من خلال المأدبة التي أقيمت على صدور الكتاب باللغة العربية " إن الهدف من الكتاب هو التغلب على العوائق السيكولوجية القائمة بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي " كما يشيد عمير حول التطبيع " يتوجب على الطرفين الفصل بين الثقافة والسياسة واعتبار الأدب جسراً بين الشعوب والحضارات" , من هذا يؤكد عمير على أهمية التقارب بين الحضارات ,وأن يكون الأديب جسراً  بين الشعوب .

كما كتب عمير  العديد من الروايات منها قصة ( ديك الفداء)و(المطيرجي) و ( حب شاؤول) و(لقاء بين مجهولين) , يتميز عمير بذكر أحداث وشخصيات واقعية في رواياته , وهو يصور جانباً مما يسميها معاناة اليهود في العراق من خلال تصوير معاناة سليم أفندي , من هذا ترى إن المنجز الأدبي للمهاجرين من الأدباء اليهود العراقيين ترتبط منجزاتهم الأدبية  على مستوى التاريخ للحالة اليهودية في المرحلة التي يصورها  إضاعة للصدق , فهي مرحلة معينة من حياة اليهود في العراق.

خصص عمير حيزاً كبيراً في رواياته للشخصيات الشعبية العراقية وللفلكلور العراقي والأكلات  الشعبية  العراقية , حيث بات التحليق في سماء الثقافة والحضارة العربيتين سمة من سمات  المشهد الأدبي الإسرائيلي , إذ تتفاعل في المشهد الثقافات العربية والعبرية , وقد سيطر أغلب  الأدباء والمثقفين من المهاجرين العراقيين على مواقع ثقافية أكاديمية  مهمة في إسرائيل , وقد اخترقوا الحواجز الثقافية  الغربية عبر الكتابة بالعبرية , وتسجيل للذاكرة العراقية بالكتابة  بالعربية .

كان من الطبيعي أن تتوجه نخبة من الشباب اليهودي العراقي في بداية قيام دولة إسرائيل إلى الكتابة الروائية والصحافية بالعبرية , لتمكنهم من هذه اللغة  وآدابها , لكن جمهور القراء كان محدوداً ومقتصراً على العرب فقط , فالشباب العراقيين من الديانة اليهودية ذو الميول الشيوعية  انتقلوا للكتابة بالعبرية بدلاً من العربية , لكون اللغتين توأمين للغة الآرامية , ومن أبرز هؤلاء الكتاب سامي ميخائيل وشمعون بلاص وإيلي عمير , وقد شكل الحنين إلى الوطن  الأصلي العراق أبرز المشاعر المشتركة لجميع الكتاب اليهود من أصل عراقي .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.