اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دافيد صيمح.. الشاعر العراقي المتمسك بنظم ودراسة الشعر العربي العمودي -//- نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

دافيد صيمح..

الشاعر العراقي المتمسك بنظم ودراسة الشعر العربي العمودي

نبيل عبد الأمير الربيعي

لليهود العراقيين دوراً بارزاً وكبيراً وفاعلاً في  جميع المجالات الحياتية  ومنها مجال الثقافة العراقية , كانت للحياة الإجتماعية العراقية التأثير والارتباط بحياة  يهود العراق, وقد عرف إن جميع الكتاب والشعراء اليهود قد اشتهروا في العراق لكن لم تبرز  بينهم امرأة  واحدة يمكن الحديث عنها في الوسط الأدبي , رغم إن هنالك  الكثير من المناضلات  من نفس الطائفة  قد شاركنً  في الحياة السياسية والاجتماعية العراقية , ويرى الباحث كاظم حبيب في كتابه (اليهود والمواطنة العراقية ص76) :" بأن عدداً كبيراً من الأدباء  اليهود العراقيين على الرغم من مشاركتهم في الحياة الثقافية ,وإصدار بعضهم الصحف والمجلات مثل مجلة المصباح في العشرينات والثلاثينات , فأنهم لم يتركوا بصماتهم الواضحة المتميزة في الأدب العراقي , قصة وشعراً ونثراً, ويمكن القول بأنهم كانوا جزءاً من الحياة  الثقافية العراقية وليس جزءاً متميزاً منه" .

من خلال ذلك نذكر الشاعر دافيد صيمح الذي واصل في تنظيم الشعر وفقاً لعمود الشعر العربي التقليدي , وقد نشر قصائده في مجلات عديدة , واشترك في كثير من  المحافل  الشعرية , وعمل جاهداً على التواصل بين الأدباء والشعراء من الوسطين العربي واليهودي .

ولد الشاعر العراقي دافيد صيمح في بغداد عام 1933 , وأكمل دراسته الابتدائية في بغداد , وعمل معلماً للغة العربية في مدارسها , وفي عام 1950 اضطر للرحيل من العراق بسبب الضغوطات الحكومية على أبناء الطائفة اليهودية وقرار رقم (1) عام1950 الذي أصدرته حكومة توفيق السويدي بإسقاط الجنسية العراقية عن أبناء الطائفة اليهودية واقتلاعهم من جذورهم في وادي الرافدين ليعيشوا في وسط اجتماعي  وثقافي غريب عليهم , وبهذا خسر العراق  نخبة من أبناءه الطيبين وبجميع المجالات والاختصاصات , هرحل الشاعر دافيد صيمح  ليحمل معهُ أعز هدية قدمت لهُ في العراق ,  هو ديوان الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري , الذي أهداه إياه حينما كان أستاذاً  للأدب العربي  في المدرسة .

واصل الشاعر دافيد صيمح  نظم الشعر العربي وأعدّ ديواناً شعرياً آنذاك , بيد إن الحالة العصيبة التي حلت بيهود العراق عام 1948 حالت دون نشره , في عام 1954 شارك  مع (ساسون سوميخ وشمعون بلاص) في تأسيس " ندوة أنصار الأدب العربي" في تل أبيب , وفي عام 1959 أنجز حلمه بإصدار مجموعة مختارة من شعره بعنوان " حتى يجيء الربيع" , وهي المجموعة اليتيمة التي أصدرها   خلال مسيرة حياته الأدبية .

أكمل الشاعر صيمح دراسته الجامعية لدراسة الأدب العربي في الجامعة العبرية في القدس , وفي منتصف  الستينات أوفدته جامعة حيفا إلى جامعة اوكسفورد لمواصلة دراسته , حتى نال  شهادة الدكتوراه عام 1969 بموضوع أطروحته " النقد عند أربعة من أقطاب  الأدب العربي المعاصر هم:عباس محمود العقاد,محمد حسين هيكل, طه حسين, محمد مندور".

انظم الشاعر إلى هيئة التدريس في جامعة حيفا بعد عودته إلى  القدس , كتب  الكثير عن الأدب المعاصر , وقدم الدراسات والبحوث حول "توفيق الحكيم" , ثم عكف على  دراسة الأدب القديم  بثلاث لغات " العربية والانكليزية والعبرية" , فقد تعاطى معظمها مع علمي "العروض والقافية " مع الأساليب البلاغية في الشعر العربي.

في آخر أيامه وضع الشاعر دافيد صيمح كتاباً باللغة العبرية حول "أدب الحب عند العرب" , فقد دمج بين  البحث النظري وبين نماذج مختارة من الشعر والنثر , ثم قام بتحقيق مخطوطة  بعنوان " روضة القلوب ونزهة المحب والمحبوب" لعبد الرحمن بن نصر الشيزري الذي عاش في القرن الثاني عشر للميلاد.

عام 1997 رحل الشاعر العراقي دافيد صيمح عن عمر ناهز (64) عاماً, بسبب إصابته بمرض العضال الذي نخر جسده النحيف وهو لم ينجز التحقيق في المخطوطة المشار إليها.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.