اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الأستثمار الأول في البلد ... بناء الأنسان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي اسماعيل الجاف

مقالات اخرى للكاتب

الأستثمار الأول في البلد ... بناء الأنسان

"علم الاقتصاد هو العلم الاجتماعي الذي يهتم بدراسة استخدام الافراد في توزيع وتوظيف الموارد الاقتصادية المحددة من اجل الاستهلاك لاشباع الحاجات البشرية." (د. عامر الفيتوري / الاقتصاد الجزئي النظرية والتطبيق، 1999)

من خلال الدراسات والبحوث السابقة في مجال الاقتصاد التي اجراها العديد من العلماء والخبراء في البلدان المتقدمة وجدوا ان الاقتصاد بكافة انواعه لابد ان يكون الاداة الفعالة في البلد للنهوض بالواقع الاجتماعي، وعندما نتحدث عن القضية الاجتماعية لابد ان يكون هنالك موارد بشرية او ما كان يطلق عليهم سابقا" الافراد وهم يمثلون السكان في البلد. فبذلت تلك البلدان جهودا" كبيرة لتطوير وتمكين مواردهم البشرية وتحديد هدفهم كأفراد لان تلك الاهداف تعني استثمارهم بالاشكال البدنية والفكرية. فنرى العديد من البلدان تلجأ الى استثمار طاقات وعقول البلدان المتقدمة متجاهلة" بناء بلدانها بالطرق والاساليب التي تخلق بيئة اقتصادية جاهزة للنهوض بطاقاتها البشرية.

لا يمكن للدراسات والبحوث والنظريات – النظرية، السردية والوصفية – ان تبني بلدا" ما دون ان يكون هنالك تطبيقيا" عمليا" وواقعيا" لتلك الدراسات. فالمراكز والمؤسسات البحثية نعتبرها، نحن المثقفون، غايات وليس اهداف كون الغاية تتمثل بتحقيق شيئا" ما دون وجود سقف زمني محدد. فلم نسمع بقيام مركز او معهد عالي بتقديم مشروعا" استثماريا" يمكن تطبيقه بصورة حقيقية. فهنا نرى وجود حاجة للقيام ببرامج نستثمر بها مواردنا البشرية كوننا نمتلك الموارد الاقتصادية دون وجود استثمار حقيقي لها. فنجد السكان في البلدان المتقدمة لا يملكون شهادات عليا، لكن عقولهم تملك الخطط والبرامج التي تمكنهم من فهم معنى الحياة، العمل، الاستثمار، التخطيط،... كون بلدانهم لا تتيح لهم فرصة الكسل والخمول والاتكال او الاعتماد على مورد واحد لأشباع حاجاتهم بصورة تطبيقية. الانسان في البلدان المتقدمة يقدم لغة الارقام والقياس والحساب على لغة الابحاث والدراسات (النظرية والوصفية)، فنجد اطروحة في المجال الانساني تتألف من 500 ورقة لا ينتفع منها البلد او المجتمع او الانسان وأنما هي منفعة وجهد شخصي لا يسوق مخرجات اكاديمية في الشارع الذي هو بأمس الحاجة الى من يبحث ويدرس في مشكلاته! فهذا يدل على ان بناء الانسان في تلكك البلدان المتطورة كان وما يزال صحيحا" منذ مراحل الطفولة حتى الصبا او النضوج، وتتبنى تلك المؤسسات التربوية مهمة بناء الانسان وتمكينه لخدمة بلده والدفاع عنه. في حين ان موظفا" ما حاصل على شهادة الدكتورا في مجال ما، لا يفهم معنى تحمل المسؤلية او حب الوطن والاخلاص في العمل فنجده اذا كان رئيسا" لجامعة، كلية، دائرة، مؤسسة، او قسم يقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة عندما يكون أخيه محتاجا" لوظيفة او انجاز عما ما ضمن صلاحياته التي يوظفها جميعا" لخدمة ذلك الأخ، ولا يبذل نفس تلك الجهود للآخر أبن نفس البلد!

ويكون الاستهلاك واضحا" في حياتنا اليومية من خلال شراء المواد دون الحاجة لها او من أجل الظهور والتزين في حين ان واقع اولئك هو الحرمان الحقيقي لان علما الاجتماع يقولون: "ما يبذل من مصاريف على الاحتياجات الشكلية او الظهورية يكون ثمنه ارهاق العقل والبدن". لابد ان يكون الانسان حكيما" وواقعيا" في بناء بلده ومساعدة آخيه المحتاج لأشباع حاجاته. وكذلك، توزيع الموارد الاقتصادية غير عادلة فنرى شخصا" يكسب أموالا" كثيرة في اليوم والآخر يتطلع وينتظر دون حصوله على ما يسد رمقه. هنا نحتاج الى مبدأ توفير الاستثمار في المجالات الزراعية، البيئية، التربوية، التجارية، ... والعامل الفعال في ذلك الاستثمار هو بناء الانسان وليس الاداة، الالة، البناية، ... فعندما نلاحظ قيام شركة عالمية عملاقة بتنفيذ مشروع ما، نجد الدقة، الجودة والمعيارية عالية جدا"؛ لكن لو أسند نفس المشروع لشركة في بلادنا نكسب عدم الدقة، عدم الجودة وعدم المعيارية والسبب الرئيسي هو الانسان، فنلاحظ من افضل الطرق للقضاء على المحسوبية، الوساطة، المحاباة، الفشل، والفساد وجميعها يحدث بسبب أنحراف في سلوك الانسان من ما هو مألوف كما يقول علماء الاجتماع البريطانيون، وهذا يعني نحن بحاجة الى بناء الانسان.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.