اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اقدم وسائل تحديد النسل قتل الاطفال الرضع او استخدام موانع الحمل الحديثة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي اسماعيل الجاف

اقدم وسائل تحديد النسل قتل الاطفال الرضع او استخدام موانع الحمل الحديثة

الغرض الاساسي للزواج هو تكاثر عدد سكان الكرة الارضية. وبعض نظم الزواج تؤدي هذه المهمة بكفاءة، وبعضها تؤديها بغير كفاءة. اذا رجعنا الى الحالة الطبيعية وجدنا الثدييات الكبيرة الحجم تحتاج الى معدل مساحة اكبر لكل رأس منها كي تجد ما تقييم به اودها وتستمر في البقاء. لذا كان العدد الكلي من اي نوع من الثدييات الضاربة الصغيرة. وكان عدد الاغنام والابقار كبيرا جدا، بسبب تدخل الانسان في تربيتها ورعايتها. اما تعداد السكان فيحطم النسبة المعهودة لدى اي نوع من الثدييات الكبيرة الحجم. وهذا راجع بالطبع الى مهارتنا. فاختراع القوس، والنشاب، واستئناس الحيوانات المجترة، ونشاة الزراعة، والثورة الصناعية، عملت جميعها فرادى ثم مجتمعة على زيادة عدد الاشخاص الذين يستطيعون الحياة في كل ميل مربع. واحسب ان ذكاء البشر استخدم لزيادة عددهم اكثر مما استخدم لاي غرض اخر.

ان القاعدة العامة التي ظلت حتى القرن التاسع عشر هي ثبات عدد السكان، وان الزيادة التي طرأت طفرة في القرن التاسع عشر تعد استثناء خارقا لهذه القاعدة. ويكننا ان نقول ان ظاهرة كهذه حدثت في مصر وبابل عندما شرعنا في تنظيم الري والزراعة لمعتنى بها. اما في العصور التاريخية فلم يحدث قط شيء من هذا القبيل. وكل التقديرات لعدد السكان قبل القرن التاسع عشر محض تخمينات. وان صحت التوقعات الحالية فان عدد السكان يتجه الان الى الثبات من جديد في معظم الاقطار المتحضرة، بفضل القيود التطوعية لتحديد النسل.

والواقع ان تحديد النسل مسالة كانت مستخدمة في جميع العصور والاماكن، وكانت وسائله فعالة في تثبيت عدد السكان، مثل فعالية الارتفاع في نسبة الوفيات. وان كان الواقع يرينا ان ارتفاع نسبة الوفيات هو الذي يقوم في الهند والصين بالحيلولة دون الانفجار السكاني السريع. والاحصائيات تدل على ان نسبة وفيات الاطفال عالية جدا في الهند، تكاد تلتهم نسبة المواليد العالية جدا، وسبب هذا الاوبئة والطواعين.

ومن اقدم وسائل تحديد النسل قتل الاطفال الرضع، حيثما كانت الاديان تسمح بذلك. وفي بعض المواضيع (مثل اسيلندة) كانت عادة قتل الاطفال الرضعاء من التأصل بحيث اشتراط الاهالي عند دخولهم في المسيحية الا يتدخل رجال الدين لمنع هذه العادة.

وهناك وسائل اخرى شائعة منذ زمن قديم ايضا. فهناك سلالات كثيرة تمتنع نساؤها من الاتصال الجنسي لطوال مدة الحمل فقط، بل طوال فترة الرضاع ايضا، التي تمتد ثلاثة اعوام. وهذا يقلل من خصوبة المرأة الى درجة كبيرة، ولاسيما لدى الهمج، حيث تشيخ النساء بمعدل اسرع بكثير مما هو لدى السلالات المتحضرة.

وسكان استراليا الاصليون يمارسون عملية مؤلمة للغاية تقلل قدرة الرجل وخصوبته بدرجة ملحوظة. ونجد في الاصحاح الثاني والثلاثون من سفر التكوين بالتوراة طريقة واحدة على الاقل لتحديد النسل، كانت متعب في الزمن الغابر، ولكن اليهود يحرمونها بشدة. وبشتى هذه الطرق تجنب البشر الموت بالجملة بسبب المجاعات التي كانت خليقة ان تحدث لو انهم استخدموا خصوبتهم باقصى طاقاتها.

ومع هذا قامت المجاعات بدور كبير في خفض عدد السكان. وربما كان هذا في المجتمعات البدائية اقل ما هو في المجتمعات الزراعية غير المتقدمة. فقد بلغت المجاعة في ايرلندا سنة 1846 – 1847 درجة من الضراوة انخفض معها عدد السكان انخفاضا لم يمكن تعويضه الى يومنا هذا.

والمجاعات في روسيا واوائل عهد البلشقية كثيرة جدا ومشهورة، واخرها ما حدث فيها سنة 1921، والمجاعة التي حدثت في الصين لاتقل ضراوتها عن المجاعة الروسية في السنة التالية. وهذا كله يدل على ان عدد السكان يرتفع احيانا فيجاوز الحد الملائم للاعاشة. ويحدث هذا غالبا في المناطق التي تتعرض لتقلبات يمك ان تقلل كمية الطعام فجاة، وبفظاعة.

وحيثما آمن الناس بالمسيحية حرمت كل وسائل تحديد النسل، اللهم الا بطريق العفة او الامتناع عن ممارسة الجنس. اما قتل الاطفال الرضعاء فصار محرما بطبيعة الحال، وكذلك الاجهاض، وكل منع الحمل على اختلاف انواعها.

اجل كان الكهنة والرهبان والراهبات غير المتزوجين، ولكني لا احسب نسبتم في العصور الوسطى الاوربية كانت تضارع نسبة النساء غير المتزوجات في انجلترا اليوم. لذا لست اظنهم كانوا يشكلون عقبة كبرى في سبيل التكاثر او الخصوبة. ولكن العصور الوسطى عرفت ما عرفته العصور القديمة من كثرة الوفيات بسبب الاوبئة و الطواعين والفاقة الشديدة. ولذا كان عدد السكان ينمو ببطء شديد ثم طرأت زيادة طفيفة في القرن الثامن عشر. اما في القرن التاسع عشر فنجد انفسنا امام ظاهرة خارقة، هي ارتفاع معدل زيادة السكان ارتفاعا كبيرا لم يبلغه في اي وقت من قبل.

ونضرب مثلا بانجلترا وويلز، فنجد معدل عدد السكان في سنة 1766 قد بلغ 26 شخصا للميل المربع. وفي سنة 1801 ارتفع الرقم الى 153 للميل المربع، اما في سنة 1901 فوصل هذا الرقم الى 561 في الميل المربع مع مراعاة ان عددا كبيرا من الانجليز صاروا يعيشون اركان المعمورة، في اقطار لم يكن يسكنها قبل ذلك الا اهلها الاصليون من الهمج.

ومعظم هذه الزيادة غير راجع الى زيادة معدل المواليد، بل يرجع بالاكثر من هذا وذلك الى تقدم الطلب العلاجي، مع ارتفاع مستوى المعيشة نتيجة للثورة الصناعية.

ومع صدور قوانين التعليم الالزامي، ومنع تشغيل الاطفال في المصانع، بدأت معدلات المواليد في الانخفاض، لان الاطفال لم يعودوا مورد زرق للوالدين الفقراء. وتصدق هذه الظاهرة على جميع الامم المتقدمة حضاريا. والفضل الاكبر في هذا الهبوط في معدل المواليد راجع الى اكتشاف وسائل منع الحمل وانتشارها.

ولكن يخشى البعض ان يستمر هذا الهبوط، بحيث يؤدي الى شبه انقراض لاكثر السلالات تحضرا. ولذلك يحسن نبأ ان ننظر في الكثافة السكانية الملائمة. ويقول "كرسوندرز" ان الكثافة السكانية المثلى هي التي تنتج اعلى دخل ممكن للفرد المتوسط. بحيث اذا هبط عدد السكان، او زاد عن هذه الكثافة انخفض المستوى الاقتصادي. ومعنى هذا ان كل تقدم في التقنيات الاقتصادية يزيد من الكثافة المثلى للسكان. ففي المرحلة التي يعيش فيها الناس على الصيد يكون العدد الملائم للحياة في الميل المربع الواحد هو شخص واحد. اما في بلد مقدم صناعي فبضع مئات من الناس يمكن ان يعيشوا على احسن وجه في الميل المربع الواحد.

واشعر بالقلق لاقبال الاجيال الجديدة على استخدام وسائل منع الحمل، خشية تناقض ارقى السلالات المتحضرة تناقضا يفضي الى فنائها، وارحب بكل ما يفضي الى قصر استخدام وسائل منع الحمل بحيث يظل عدد السكان في اوربا كما هو حاليا على وجه التقريب. وتستطيع الدولة ان تشجيع الناس على انجاب العدد الملائم من الاطفال بزيادة تحملها التكاليف المادية لتنشئة الاطفال، بحيث يصبح الاطفال الى حد ما مصدر دخل او مغنم للوالدين اذا اقتضى الامر ذلك.

وفي الوقت نفسه يحتاج العالم الى حكومة عالمية قوية، توقف الدول العسكرية عند حدها، لان هذه الدول العسكرية تشجع التكاثر لدى شعوبها، كي تجد ما يكفي من الناس وقودا للمدافع. والحكومة العالمية هي الوسيلة الفعالة لوقف هذا التكاثر الخطر. ونظرة الى موقف استراليا من هجرة اليابنين وسائر الشعوب الصفراء الكثيرة العدد، يرينا نموذجا للخطر الذي يمكن ان تتعرض له الشعوب القليلة النسل من الشعوب الكثيفة النسل.

وفي الحالات التي يزيد فيها عدد النساء على عدد الرجال زيادة كبيرة، يحول نظام الزواج الاوربي دون خصوبتهن الشرعية ويحول العرف دون خصوبتهن الطبيعية، ويلجأن الى وسائل منع الحمل ...

اذاكنا لا نريد للجنس ان يكون هوسا او وسواسا، فلابد للاخلاقيين – في رأي – ان ينظروا اليه نظرتنا الى الطعام حاليا، لانظرة النساك القدامى الى الطعام. ان الجنس حاجة بشرية طبيعية مثل الطعام والشراب. اجل يستطيع المرء ان يعيش بدون ممارسة الجنس، في حين لا يستطيع ان يعيش بدون طعام وشراب، ولكن من الناحية النفسية نجد ان شهوة الجنس تماثل بالضبط الشهوة الى الطعام والشراب. وتزداد هذه الشهوة بالامتناع عن اشباعها، وتخف نسبيا الاشباع. وعندما تكون ملحة صارخة تطغى على كل شيء وتحجبه عن العقل، ويخبو بريق كل شيء عدادها، وقد تصدر من المرء عندئذ تصرفات جنونية.

والاخلاق الجنسية الشاملة لايمكن ان تنظر الى الجنس نظرتها الى الجوع الطبيعي. ولكن في الوقت نفسه ينبغي ان نتنبه الى ان الجنس مرتبط بجوانب من افضل ما في حياة البشرية. وابرزها ثلاثة، هي الحب، والسعادة الزوجية، والفن.

وسبق لنا الكلام عن الحب والزواج. ويبقى الفن، ونظيف بعض الناس ان الفن مستقل عن الجنس، ولكن القائلين بهذا الرأي قل عددهم كثيرا في السنوات الاخيرة. وصار من المعروف الان ان الباعث على كل لون من الوان الخلق الفني مرتبط نفسيا بالتودد الى الجنس الاخر، ليس بصورة مباشرة حتما، ولكن بصورة عميقة على كل حال.

ان هناك ما يسمى الموهبة او القدرة الفنية بلاشك، ولكن هذه القدرة في نفس السلالة الواحدة تكثر في زمن معين وتقل في زمن اخر، بحيث يجوز لنا ان نستنتج ان البيئة من الحرية لاغنى للفنان عنه. وليس معنى هذه الحرية اغراق المكافئات عليه، بل عدم اجباره على عادات معينة تنتهي به الى التكلف والحذلقة وتكيف فنه بذوق ورغبات سادته او حماقه. وركن هام ايضا من حربته بعدم ارهابه او اضطهاده او التدخل في حياته الخاصة. مما يعطل تدفق طاقته الخلاقة. والتاريخ يدلنا على ان المجتمعات الشديدة الحرص على الفضيلة لم تنتج فنانين كبارا او فنا عظيما.

والفرح بالحياة مرتبط بتلقائية السلوك الجنسي. فحيثما يكبت الجنس او يكبح لاتبقى للناس منفس سوى العمل. والعمل لذات العمل لم يثمر في اي يوم من الايام عملا يستحق الذكر.

وينبغي الا ينصرف ذهننا الى ان معنى الجنس منحصر في الفعل الجنسي. فما بشر متحضر او همجي يكفيه للاشباع الجنسي الفعل الجنسي المحض. فلا يتم اشباع الحافز الجنسي الا اذا كان هناك غزل وتودد، وحب، وصحبة. وبدون هذه العناصر لايتم اشباع، بل مجرد اخماد وقتي للجوع الجسدي اما الجوع النفسي فيظل كما هو ...

ان الحرية الجنسية التي يحتاج اليها الفنان هي حرية الحب، لامجرد حرية اشباع حاجته الى التفريغ البدني الغليظ مع امرأة مجهولة. وحرية الحب هي التي يحاربها الاخلاقيون التقليديون بوجه عام.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.