اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الاعلام والصحافة المؤسساتية: مزاجية ام مهنية في الاداء -//- علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الاعلام والصحافة المؤسساتية: مزاجية ام مهنية في الاداء

الاستاذ الباحث علي اسماعيل الجاف

يقصد بالاعلام: تزويد الناس او الجمهور بالمعلومة الدقيقة عبر لغة الارقام ومخاطبة العقل البشري، لان الاعلام يخاطب العقل وليس العاطفة بمعنى اقناع الذات البشرية من خلال حقائق ووقائع وارقام معيارية يمكن تحليلها للوصول الى الحقيقة المرجوة او المبتغاة لفهم موضوع، حالة، مشكلة، مسألة او برنامج ما. بينما يقصد بالدعاية: تزويد الناس او الجمهور بالاخبار والمعلومات غير الدقيقة عبر لغة الكلام اللفظي وغير اللفظي من خلال التأثير على عاطفة الناس وتغيير سلوكهم، توجههم، ميولهم، افكارهم واتجاهاتهم نحو جهة او مسلك ترتئيه الدعاية بغية كسب ودهم وثقتهم للمصلحة الخاصة وتحقيق اغراض خاصة تضر بالاخرين كونهم اصبحوا مؤمنين وواثقين بالكلام الدعائي والاسلوب التنظيري والالقاء غير المنطقي. هناك ثلاث انواع للدعاية: البيضاء، السوداء والرمادية. تكون الدعاية البيضاء دعاية لطيفة غير مؤذية تسعى لنشر المزاح والطرفة بين الناس، الضعفاء ثقافيا" وعلميا"، بهدف التسلية والمتعة. بينما الدعاية السوداء يكون هدفها الايذاء والعقوبة والمحاسبة المفرطة وتشويه السمعة بهدف الحصول على مكاسب او منافع خاصة، وتحصل نتيجة وجود نقص في الفكر والمعرفة وقلة انتشار الثقافة العامة والاطلاع ومحدودية المعلومات حول الموضوع. اما الدعاية الرمادية تكرس جهدها على نشر المادة او الموضوع بشكل سلبي ممنهج يهدف الى تحطيم مؤسسات او هيئات او شركات او دول، كما نراه في الحروب النفسية والاعلامية التي تشنها دول ضد بعضها يكون شعب تلك الدولة الضحية مما تنجح الدعاية من هذا النوع في تحقيق اهدافها واسقاط ذلك البلد.

نحتاج ان نعرف جيدا" العلاقات العامة التي هي علم وفن من العلوم الاجتماعية الحديثة الذي نشأ نتيجة لوجود حاجة في المجتمع او البلد او المؤسسة لتلبية حاجات او اغراض الانسان المتعددة التي باتت حكرا" واهمالا" عند وصولها لدى شخصا" ما دون تلبيتها. فاليوم، العالم يعمل بأسلوب العلاقات العامة لانها تعتبر عنصرا" اساسيا" ومهما" وبارزا" في ابراز الصورة الحقيقية للدائرة، الهيئة، الوزارة، المؤسسة، ...الخ للمواطنين والجمهور (عامة الناس) عبر وسائل الاعلام والصحافة بكافة انواعها، وتساعد العلاقات العامة (التسويق) على مد جسور المحبة والمساندة والمساعدة مع المواطنين، وكذلك وسيلة اقناع وجذب وكسب لانها تحاول تسويق وتوصيل ونقل المخرجات المؤسساتية والابداعات والمنتوجات المهارية والانجازات الحقيقية والفعلية الى المواطن الذي بات بأمس الحاجة الى من يلبي طلبه، ومراعاة رأيه، ويوافق على مساعدته، ويساعد في توجيهه.

وبعد هذه الديباجة حول الاعلام والدعاية والعلاقات العامة، نريد ان نقول ان هناك انتقائية في العمل الصحفي والاعلامي المؤسساتي، ومحدودية في الخبرة والمهارة في تصويب الهدف من حيث عرض الانجازات والمخرجات الفنية والمعيارية والتقنية والعلمية و محاولة كبت ومحو المنجز او الابداع المؤسساتي بحجة الحذر والخوف من الجهات العليا او المرؤوس. فلابد ان يكون الاعلام والصحافة المؤسساتية على استعداد متواصل مع الحدث الابداعي، المتميز، المثالي، الانتاج الداخلي، المخرجات المحلية الداخلية، الاستثمار الاعلامي والسبق الصحفي، والتنوير الميداني، والتصوير المعبر، والايعاز الواضح لذلك العمل، الاداء، الاجراء او الواجب.

ليس صحيحا" ان يكون رجل الاعلام موجها" على عمله ومراقبا" في حركاته ومقيدا" في اعماله وتصرفاته، لان الاعلامي والصحفي الناجح مؤسساتيا" هو من يكون الاول في ابراز الصورة الحقيقية، ونقل الخبر الميداني والمتابعة المتواصلة وان يكون حياديا" وبعيدا" عن لغة التنظير والمحاباة والمواربة لانه سيكون مسيرا" وليس مخيرا". كذلك، ان يكون الاعلام والصحافة المؤسساتية مهنية وليس مزاجية من حيث المواكبة مع المستجدات، ونقل الاخبار دوريا، ونقل الانجازات محليا" او داخليا" الى الاخرين الذين هم مغيبون ولايجوز ان يكون الاعلام والصحافة المؤسساتية عاملا" مثبطا" للعزيمة او وسيلة شكلية بوجودها وبهدفها، لاتتحرك الا اذا وجهت من قبل المرؤوس او الجهة المرتبطة بها، ولاتقدم دعما" لجهة ما اعلاميا" او صحفيا" الا بموافقات روتينية تعجيزية لافائدة منها او تعمل بوجود دعم متواصل. نقول من يخاف من الاعلام او الصحافة المؤسساتية الفعالة والميدانية والناجحة هو شخصا" لايريد ان يكون مبدعا" ومنتجا" لشعبه وبلده ويعتبر محاربا" لمفاهيم الحرية والتعبير واحترام العمل المؤسساتي والكلمة الصادقة والرأي النباء.

توجد هناك جهات لاتمييز بين الاعلام والصحافة من جهة والعلاقات العامة من جهة اخرى، ولاتعرف دورهما الحقيقي والفعلي داخل المؤسسة، لذلك؛ لابد ان تكون في كل دائرة او وزارة او هيئة دائرة اعلامية ويكون فيها مستشارا" او ممثلا" او متحدثا" اعلاميا" لنقل الانجازات، المشاريع، الخطط، البرامج وغيرها التي تنجز يوميا" الى الرأي العام (الجمهور، عامة الناس). فهناك اعمالا" متراكمة تنتجها مؤسساتنا يوميا" لكنها غير مسوقة الى المواطن البسيط الساكن في الريف او القرية، ولو اطلعنا على عدد الانجازات والمؤشرات اليومية لعرفنا ان الاعلام والصحافة والعلاقات العامة المؤسساتية لاتأخذ دورها بالشكل المهني الصحي السليم لاسباب عديدة:

1. ) عدم وجود علاقات عامة وعناصرها وفروعها ووحداتها بصورة حقيقية،

2. ) قلة ثقافة من يتولى المهام الاعلامية او الصحافية المؤسساتية،

3. ) عدم تطابق المخرجات والمدخلات لدى رجل الاعلام، رجل الصحافة، المستشار الاعلامي والمتحدث الاعلامي او الصحفي المحلي،

4. ) غياب المبادرة الذاتية والعمل الميداني الفرعي والاصلي في المؤسسة الاعلامية او الصحافية المؤسساتية،

5. ) محدودية اتساع نطاق الاعلام والصحافة ورؤية القائد او المدير،

6. ) غياب الرقابة، من المرؤوس، التطويرية والتدريب الفني والمهاري في مجال التثقيف والتوجيه والارشاد المؤسساتي،

7. ) غياب الدائرة الاعلامية،

8. ) قلة المواقع الالكترونية الفعالة والمثالية بصورة دورية ومتابعة الانجازات وتسويها،

9. ) غياب الاعتمادات الرسمية في الاصدارات الصحفية،

10. ) مزاجية التسويق والمتابعة في الاعلام والصحافة المؤسساتية.

يجب ان لايكون الاعلام والصحافة المؤسساتية موجها" وانما مبادرا" في الاعمال والمسؤوليات والواجبات المكلف بها او التي يريد تحقيقها، وان يكون هناك هدفا" يسعى الجميع لتحقيقه عبر مشاريع وخطط متواصلة، وكذلك؛ تحتاج الاعلام والصحافة المؤسساتية الى المهارة الوظيفية، التمكين الميداني، التمتين المؤسساتي، الخبرة المتراكمة والهرمية الوظيفية. بالاضافة الى، التنوير الاعلامي يمثل وسيلة لعكس صورة مشرقة عن المؤسسة الى الفضاء الخارجي للعمل على التوازن الاجتماعي عبر القييم والاعراف السائدة في تلك المنطقة ... بمنهج وطريقة القناعة الفكرية، الموافقة الكلامية والاستمالة المثالية والصحية لانجاح مشروع ما. لايجوز ان يكون مخطط الحركة المؤسساتية عبر نافذة الاعتماد والاتكال والتكاسل والترهل الوظيفي والاعلام الميسر والاعلام الاقناعي الشخصي وليس العامي: اقناع المسؤول واهمال المبذل، واستمالة المدير وترك المنير، ويجب ان يكون الاعلام والصحافة المؤسساتية متينا" وقويا" وصابرا" ومساعدا" ومناصرا" للمواطن والمؤسسة وفق معادلة: أن العالم يتغير ومن الخطأ النظر إلى المجتمع بمعاييروتقاليد سابقة، وأن عملية التواصل عملية معقدة من حيث اللغة وردة الفعل من جانب, وممكنة وبحاجة إلى تمهيد وأدوات من جانب آخر" كيف نخاطب الآخر " أن تفاعل الناس مع أي حدث يتم من خلال ثلاثة مستويات, هي: التعاطف المبدئي, وبدء التواصل ونشر المضامين, وكسب الأنصار وحشدهم. فبات المواطن اليوم صحفيا"، مدونا"، غير محتكرا"، معبرا"، متناولا" ومتداولا" لقضاياه وقضايا الاخرين، ممثلا" ومتجددا" ومتغيرا"، ناقدا" لاذعا" لغياب الثقة، باحثا" عن الاعلام والصحافة البديلة (التضادية)، وباحثا" عن الاعلام والصحافة الاشتراكية الديمقراطية البديلة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.