اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشهـيـد الآشـوري يتـرنح بـين رماح الغـدر// غسـان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الشهـيـد الآشـوري يتـرنح بـين رماح الغـدر

غسـان يـونان

 (٦ آب ٢٠١٦)

 

فـي السـابـع مـن آب ومـن كـلّ عـام، يتـذكـر الشـعب الآشـوري، بـأحـزابـه وتنظيمـاتـه وجمعيـاتـه وكُتـّابـه ومفكّـريـه وشـخصيـاتـه...، شـهداءه الأبـرار، حيـت تُتـلـى البيـانات وتُنشـر الآراء والأفكـار المتشـابكــة فيمـا بـين بعضهـا البعـض إن لـم تكـن فـي الكثـير مـن الأحيـان هـي ذاتهـا. ولا غـرابـة فـي ذلـك كـون شـعبنـا الجـريح يفتـش عـن ذاتـه فـي ثنـايـا التـاريـخ، محـاولاً لملـمـة شـتاتـه المتناثرة فـي زمـنٍ لا قيمـة فيـه للإنسـان كـإنسـان، وفـي مكـان لا حيـاة فيـه إلاّ  لأشـباه الـرجـال.

 

والغـريـب فـي ذلـك أن لا تتعلـم الأجيـال مـن أخطـاء مَـن سـبقهـا ولا مـن معنـى ذكـرى شـهـدائهـا، لكــن الأكـثر غـرابـة تكمـن فـي عـدم قـدرة (أو إرادة) بعـض تنظيمـاتنـا وشـخصياتنـا ومفكـرينـا وكتـّابنـا مـن قـراءة متـأنيـّة  لهـذه المـرحـلـة التـاريخيـة التـي تمـر بهـا المنطقـة بشـكل عـام.

 

فشـعبنـا اليـوم بحـاجـة مُـلحّـة لـ "خـارطـةِ طـريقِ خـلاصه" وذلـك مـن خـلال العمـل مـن أجـل إعـادة تنـامـي شـعـور الـوحـدة لـديـه مـع الاحتفـاظ بهـويتـه وإرثـه الحضـاري دون الإفـراط بهمـا كمـا يحـاول اليـوم بعـض شُــذاد الآفـاق ومـزوّري التـاريـخ ومـركـّبـي التسـميـات الـذيـن يحـلمـون بشـطب آلاف الصفحـات مـن كتب التـاريـخ متناسـين مـحـأولات أســيادهـم منـذ مئـات لا بـل آلاف السـنين دون زعـزعـة الإيمـان الآشـوري بهـويتـه وإرثـه الحضـاري الـذيـن مـن أجلهمـا اسـتـشـهـد خـيرة أبنـاء شــعبنـا.

 

وأمـا السـؤال الـذي يطـرح نفسـه هـو؛

هـل مـن أيـادٍ خـارجيـة تتحـرك وتحـرّك أدواتهـا الـداخليـة لضـرب مقـومـات وجـودنـا كشـعب متجـذر فـي هـذه المنطقـة منـذ آلاف السـنين؟.

 

لا غـرابـة فـي أن نجـد أعـداء الأمـة الآشـوريـة فـي كـل زمـانٍ ومكـان يتربصـون بنـا شـراً، لكـن الغـرابـة فـي أن نعـي لِمـا يُحـاك ضـدنـا، لكــن وبالـرغـم مـن ذلـك نـرى رمـوز بعـض مـؤسـسـاتنـا تـزرع درب المسـيرة بـالشـوك والنـار ولا تـريـد الـوحـدة بـين أبنـاء الشـعب الـواحـد. فبـدلاً مـن رسـائل المحبـة والتسـامـح يتفـاخـرون بـدق الإسـفين بـين أبنـاء الشـعب الـواحـد، وتلـك هـي مجـزرة أُخـرى تضـاف إلـى سـلسـلـة المجـازر التـي تُـرتكـب بحـق الآشــوريـين.

 

وبالعـودة إلـى ذكـرى الشـهـداء، لا يسـعنـا إلا التـوقـف عنـدهـا مليـاً لنتـأمـلهـا مـن كـل الجهـات وفـي كـل الأزمنـة ونحـاول معـاً تحقـيـق الـوحـدة لئـلا تتـكـرر المـآسـي فـي كـل انعطـافـة تاريخيـة.

 

وأمـا الخطـوة الأولـى بـاتجـاه الـوحـدة المنشـودة، سـتكـون فـي العـودة إلـى الـذات، أشـخاصـاً كـانوا أم مـؤسـسـات، ليعـرف كـل واحـدٍ منهـم حجمـه الطبيعـي ومـدى تـأثـيره علـى مجـريـات الأمـور. فـالكـل جـزءٌ لا يتجـزء مـن الآخـر ومكـانـة كـل واحـدٍ محفـوظـة لكــن ضمـن الممكـن. فمـن غـير المسـموح أن تتـواجـد (شـبـه) مـؤسـسـات تتفـاخـر بتحـدّيهـا لعـرقلـة مسـيرة الـوحـدة تحت حـجـج وغـايات مشـبوهـة، والشـعب يسـكت عنهـا!.

 

إن مسـيرة الشـعـوب الحـرة ذات الإرادة القـويـة، تبـدأ ببضـعـة أفـراد. فكيـف نحـن، وبعـض تنظيمـاتنـا المتـواجـدة علـى أرض الـواقـع تتحلـى بتجـارب سـياسـيـة جيـدة وتنتقـل إلـى مـرحلـة النضال المسـلـح، فـالحـراك بـدأ مـن الـداخـل (الـوطـن) وهـي إشـارة متقـدمـة لا يجـوز الاسـتهـانـة بهـا، ومـن الضـرورة أن يشـارك الانتشـار (المهجـر) فـي دعـم تلـك المسـيرة ويكـون الصـدى القـوي لشـعبنـا فـي الخـارج والـداعـم المعنـوي والسـياسـي والمـادي مـن أجـل تشـكيـل نـواة "قـوة عسـكريـة مشـتركـة" و"جبهـة سـياسـيـة مـوحـدة" حتـى يتمكـن شـعبنـا مـن فـرض وجـوده علـى السـاحـة ويكمـل مسـيرتـه المقـدسـة كـي يلتحـق بـه الجميـع دون تـردد.

 

مـا يبشّـر بالخـير ويـدعـونـا للمـزيـد مـن اليقظـة والحـذر، هـو هـؤلاء المقـاتلـين الشـرفـاء المتـواجـدين فـي سـهل نيـنـوى والـوطن، هـؤلاء الـذين يحـاولـون ربـط المـاضـي بالحـاضر مـن أجـل صنـاعـة مسـتقبلٍ مشـرق يـكـون بمسـتوى وحجـم طمـوحات وتطلعـات شـهـدائنـا أولا وشـعبنـا ثانيـاً، لتـرتـاح النفـس الشـهـيـدة وتطمئـن علـى اسـتمـراريـة المسـيرة المقـدسـة.

 

فاجعلـوا مـن هـذه المناسـبـة التـاريخيـة جـسـرَ عبـورٍ نحـو الـوحـدة الحقيقيـة ولـو بالـرغـم مـن بعـض هـواة السـياسـة وقليلـي الإيمـان.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.