اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المصرى يِقدر// وفاء القناوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

المصرى يِقدر

وفاء القناوي

 

..... منذُ شُروق شَمس الحضارة وبِزوغ فجر التاريخ والمصرى يرسم طريقَه  ويمشى خُطاه, يتحدى الكثير والكثير مِن الظُلم والإستبداد والقهر, تحدى الإستعمار بكل جنسياته, تحدى الفقر وما زال, تحدى كل أنواع الحروب سواء الفكرية أو الإقتصادية أوالعسكرية, المصرى وُلِدَ بطلاً رغم كل الظروف عَبَرَ كل الصعاب بِحُبِهِ لوطنه وتضحيِته مِن أجله, خفيف الظل فى عزِ الأزمات يبتسم ويسخر مِن أزمته سُخرية لاذعة حتى يتقبل تلك المشاكل والأزمات, وإن كان صاحب حضارة راقية من قديم الأزل يتباهى بها ويتفاخر بين الأمم إلا إنه لم يذوب ويتفاعل مع تغيرات العوْلَمة التى إجتاحت العالم مِن حوله, حافظ على كيانه ولم يتخلى عن سماته التى اتصف بها بين الشعوب, ورغم تحمله وتكيفه لكل ما يمر به الوطن إلا إنه يثور ويتفاعل عندما تُنتَهك قُدسية عقيدته الدينية, ويفور الدم وينتفض سريعا حين تُجرح كرامَته الوطنية ولا يَقبل أن يُهدِدَه أحد فى لُقمةَ عِيشَه, وإن كانت قد طرأت بعض التَغيُرات على نسيج هذا المجتمع مثل التوجُهات الدينية المختلفة وبأفكارها الغريبة علينا, وظهرت حالات عنف لم نكن نِعرِفها مِن قبل فهى غريبة علينا وعلى عادات مجتمعنا, ورغم تراكُم المشكلات الإقتصادية وتفاقم الأزمات الذى أصاب الغالبية مِنّا باليأس والإحباط والقلق على المستقبل, نجد المصرى يتكيف سريعا وبقُدرة هائلة ليس ضعفا منه ولا إستكانة وإنما هى قوة إكتسبها مِن خلال الحروب والأزمات, وتعاقُب حُكام  وحكومات مختلفة, كل ذلك أدى إلى أن يكون لدى المصرى صبرٌ طويل ليس لدى الآخرين, أيضاً لديه الأمل فى رحيل الظُلم والظالمين فى يوم ما, وإن كان لديه من المقدرة على أن يثور ويقوم بثورات فهو بِقادر على أن يستكمل المشوار بالعمل الدؤب, وليس بالإرهاب والتدمير وترويع الآمنين وليس بإستخدام النُكت والقفشات الساخرة, إنّ الصِعاب التى تمر بها البلاد تستدعى تفريغ الطاقات فى العمل الجاد والبُعد عن الفهلوة وشيّلنى وأشيلك التى أُشتهرنا بهم, لنا هدف واحد جميعاً هو الوطن بكل ما تحملُه الكلمة مِن معنى, وجب الآن على الجميع التفكير جِديّاً فى الإصلاح العام لأِنِه هو باب العبور لجميع الإصلاحات الفردية والمؤسسية, وجب على جميع الفئات المشاركة من الفقير إلى الغفير ومن الشخص البسيط إلى الرئيس, كلنا جميعا يَد واحِدة يجمعنا حُب الوطن والإخلاص له, مَن يحلَم بالحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة والعيش بكرامة يترك قليلا التباهى بحضارة القدماء, ويتفرغ لبناء حضارة للأجيال القادمة نتباهى بها جميعا, يجب أن نكبر ونخرج مِن قوقعة الإعتماد على السُلطة  ومؤسساتها وننهض فكريا, ونتعلم التعاون بدلاً مِن الهروب وإلقاء الإتهامات  بالتقصير على الآخرين, الكل الآن يُراهن على ذلك الإنسان المصرى وعلى مدى قدرته على العبور إلى بر الأمان .... فهل يُصبح حِصان المُراهنة المُرشَح للفوز ويفعلها!!!

 

 

بقلم وفاء القناوى

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.