اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يجب ان تواكب الثقافة الركب الحضاري العالمي// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

 

عرض صفحة الكاتب 

يجب ان تواكب الثقافة الركب الحضاري العالمي

باسل شامايا

 

الثقافة نتاج فكري عام لا يمكن حصرها وتحديدها بمجموعة من الناس دون غيرهم لأنها حاجة مهمة وضرورية لكافة شرائح المجتمع التي توظف في عملية البناء ،وبالامكان ان نطلق عليها ( البناء والانسان والمستقبل ) لذلك يجب ان لا يكون  توظيفها ودعمها على اساس عرقي او قومي او طائفي ، لانها تحصرها في زاوية مظلمة ، ولو نعود الى الماضي السحيق نجد الثقافة سباقة في تادية دورها الفاعل والمؤثر لرقي الشعوب ووصولها الى ذرى المجد ، وبدونها لا يمكن ان تتطور المجتمعات البشرية بل تبقى مرتدية وشاح التخلف والجهل واللاأستقرار. واذا بحثنا عن تعريف مناسب للمثقف فاننالا نجد اقرب تعريفا له من ذلك الانسان الذي يمتلك ذهنية تنويرية منتجة ، جديرة باغناء المجتمع وتغذيته بالثقافة في مجالاتها المتعددة ، ورفع مستوى الوعي والادراك عند الناس والارتقاء بهم الى مستويات متطورة . فالمهمة الملقاة على عاتق المثقف هي الالتصاق بالواقع الاجتماعي والعمل الدؤوب والمثابرة من اجل رفع مستوى الوعي في المجتمع ، وليس المثقف ذاك الذي يتحدث بمفردات لغوية بليغة لا تحرك من الواقع الثقافي شيء ، بل هو ذاك الذي تكون جذوته متقدة باستمرار لا تنطفئ لان معينه لا يمكن ان ينضب ابدا ، يجعله منتجا وبحيوية دون خلل او تلكؤ ، واذا اصابت الثقافة بالفقر كما حدث ويحدث في الكثير من المجتمعات فانها تولد حالات من الركود واللاتواصل مع الركب الحضاري . والمثقف الحقيقي اليوم هو ذاك الذي يعبر بنتاجاته الادبية والفنية عما يعانيه الناس من الهموم والمأساة ويقف بالضد من الظلم والطغيان، ويتطوع من خلال منجزه الثقافي للمطالبة بحقوق الشعب المهضومة من قبل اولئك الذين كانوا يهيمنون على كافة المنجزات الثقافية ويتحكمون بها ، مثلما حدث ابان الحكم الدكتاتوري الجاثم ثلاث عقود على صدر العراق ، حينما استغلت الثقافة بكافة واجهاتها الادبية والفنية كالمسرح والسينما والتلفزيون من قبل مؤسساته الثقافية الموغلة في الجهل حتى كان حصادنا من النتائج ما نعانيه اليوم من التركة الثقيلة والازمة الحقيقية التي تمر بها ثقافتنا وسيكلفنا غاليا تجاوز المحنة التي نعيشها في ظل الايديولوجيات المتزمتة. لقد كان للمثقفين العراقيين دور كبير في عملية بناء الثقافة العراقية، حيث واكبت العملية الثقافية بكافة منجزاتها التي تمكنت من الارتقاء بوعي الناس، وخلقت مناخا زاخرا بالازدهار الفكري ، وكان لمثل تلك النشاطات محركها الفاعل، حيث كان الحاضن لتلك النتاجات الثقافية للمبدعين ( النوادي الاجتماعية، المنتديات الثقافية، الجمعيات ) لذا فان مستقبل الثقافة مرهون بمد جسور التواصل بين المثقفين والمؤسسات الثقافية كالتي ذكرتها آنفاً، وان عملية تحقيق اللقاء بينهم أكيد سيبشر بالخير والامل . وفي هذا التكالب الشرس الذي يعصف بعموم وطننا العزيز والذي يهدد مستقبل الثقافة وينذر بعواقب وخيمة خصوصا وان الاعمال الارهابية والعنف والتناحرات السياسية على قدم وساق ، وهنا يجب ان يكون للمثقف دور بارز ومؤثر في رفد الثقافة العراقية والمحافظة على تواصل نتاجاتها وعليه مسؤولية تحريك الواقع متجاوزا ظرفنا العصيب الذي يشهده الوطن وبذلك يكطون قد تحدى هذه الظروف دون ان يثنه شيء لتحقيق مشروعه في بناء الثقافة التي هدمتها الحروب والاعمال الاجرامية. كما يجب عليه ان يستحدث الوسائل والطرق الكفيلة التي ترفع المستوى الثقافي للفرد ، كمخاطبة الناس مثلا باللغة التي يستوعبونها ويستسيغونها ، وهكذا ينجح في مهتمه حينما يتمكن من ايصال كلماته الى كافة زوايا المجتمع المظلمة ويحس بنبضها المجتمع العراقي. ان لتفاعل الجمهور مع المنتج الثقافي بمصادره المتعددة كاقامة ( المهرجانات الثقافية/ الفنية، والمعارض التشكيلية والعروض المسرحية والامسيات الشعرية والمطالعة وقراءة الكتب المتنوعة ) والتآلف بين النخب المثقفة والالتفاف حول بعضهم البعض بسواعد موحدة ، دورا كبيرا في تطوير العملية الثقافية. وبالرغم من الرصيد الثقافي الغني الذي تحتفظ به بلدتنا، علينا واجب اغنائه بمنجزات تحف أرشيفنا بنتاجات ثقافية جديدة، واستقطاب العناصر الشابة وفتح المجال امامها وتشجيعها واحتضان طاقات المبدعين منهم ودعوتهم للمشاركة في المهرجانات الثقافية والامسيات الشعرية المقامة بين فترة واخرى وكتابة القصة والمسرحية والمشاركة في رفد صحافتنا بمواضيع ثقافية عامة. واود ان اشير الى مهرجان مسرح الطفل ( الاول والثاني ) اللذان اقيما في منتدى شباب القوش، حيث تم احتضان طاقات ابداعية لمختلف الفئات العمرية في عروض مسرحية وقصائد شعرية، صقلت قابلياتهم وتم تهيئتهم لهذين المنجزين الكبيرين اللذين شكلا اتحافا لأرشيف الثقافة في القوش والمفروض ان تتواصل هذه النشاطات ولكن يجب ان لا تكون مبادرة أغنائها من مصدر واحد فقط، بل من عدة مصادر معتمدة على اصحاب الشأن بتآلفها وتوحيد جهودها لتعطي بمحصلتها النهائية ثمار وانجازات تغني الحركة الثقافية في بلدتنا العزيزة القوش.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.