اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بأية كلمات أرثيك يا لمى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

 مساهمات اخرى للكاتب

 بأية كلمات أرثيك يا لمى

 

ابكي أيتها العين واذرفي الدمع مدرارا على غالية رحلت إلى عالم الجنان قبل الأوان  .. ابكي أيتها العين وانثري الدمع على وردة أذبلتها الأيام ، بالأمس كانت تحاكي الجمال جمالا وها قد أطفأها المرض وأذبل ذلك الوجه الضحوك الباسم دوما للحياة .. أذبله  ذلك اللعين الذي راح ينخر بجسدها النحيف سنين طوال .. ابكي يا ناظري على تلك الحمامة الوديعة التي في القريب أشرقت شمس ميلادها  الثلاثين ، لكن الموت أيقضها من حلمها الجميل فجاءها بغتة في ليلة نيسانية ظلماء منتزعا منها الحياة .

  ايها النبع الصافي يا غصنا يانعا بثمار الأمل، يا ويلتي  على رقة قلبك يا حسرتي عليك  أيتها السوسنة الزاهية والنابضة حبا وبسمة .. آه على ذلك القلب الذي صارع المرض منذ نعومة الأظفار .. آه ثم آه على تلك الأيام التي سقتك كأس المرارة ووجع السقام .. كم كان نبأ رحيلك قاسيا على من عرفك أيتها الراحلة إلى البعيد .. كم كانت جراح فراقك عميقة ومثقلة بآلام مزمنة وكم صعق أفئدتنا الباكية  يا ابنة القوش القنوعة بالقدر المحتوم .. وكم اعتصرت دواخلنا حزنا وألما على فراقك المبكر المهموم .. كنت دوما تفضلين رفقة الابتسامة التي لم تجدي صاحبة اليك اقرب منها .. فما أقواك وما أصلبك وما أروعك يا صغيرتي .. لقد كنت بين هاوية الموت ولم تفارق الابتسامة والأمل شفتاك .. انك رغم معاناتك وآلامك وأوجاعك المحملة بالهموم .. بل وأنت في اشد حالات مرضك الذي رافقك في حياتك القصيرة كان الأمل والبسمة  يرافقانك حتى لحظاتك الأخيرة ، عرفتك أيتها الغالية حينما قضيت بينكم أيام وليالي وأنا في زيارة الى غربتكم ،  لم تتجهمي يوما ، كنت متجردة من كل شيء اسمه الكره والضغينة لان مساحة حبك للناس لم تسمح لأية ممارسات تعرقل عندك انطلاقتك  الإنسانية .. كانت الحيرة تنتابني وأتساءل دوما نفسي وأقول : كم أنت قوية ومؤمنة بالحياة وأقدارها فبالرغم من المرض الذي كان يعتاش على جسدك النحيف الا انك لم تستسلمي يوما له علما انك كنت حينها ابنة العشرين أو أكثر بقليل . فيا جذل البراءة ويا اقحوانة المحبة التي تتضرع عطرا .. ماذا أقول وكيف أختار مفردات لأجسد بها  ما تستحقينه من الوصف ماذا اقول وانت تملكين ذلك الرصيد العظيم من الخصال والصفات التي كنت تفرضين بها نفسك على جميع الذين عرفوك من بعيد أو قريب .. أتعلمي أيتها الراحلة الى البعيد إن والدك المحب كان يتمنى دوما أن يفقد كل ما اقتناه في حياته ليجدك متعافية من ذلك الوحش المفترس الذي جثم على  أنفاسك في حياتك القصيرة .. أيا حاملة بين جوانحك عطر المحبة والأمل شلّت أنياب القدر الذي سرقك منا وحملك الى ذلك المكان المفروش وحشة وظلمة وسكون .. بأي كلمات أرثيك وكل مفرداتي عاجزة عن رثائك ، بأية لغة أخاطبك لأقول لك وداعا يا صغيرتي .. فأنا لا أقوى على الرثاء لأنني لا أريد أن اصدق انك انضممت الى موكب الراحلين.. أخيرا سلامي اليك نديا مبتلا بألمي وشجني .. فارقدي بسلام يا حمامة السلام .. و نامي في مسكنك الأبدي راسمة تلك الابتسامة العريضة فوق وجنتيك وتذكري دوما إن عيون أهلك ومحبيك شاخصة نحوك تستذكر تلك الأيام التي كانت مزيجا من الفرح والحزن والمداعبة البريئة وروح النكتة التي كنت تغدقين بها دوما على من هم حولك .. وبقلب ينزف هما على فراقك الأبدي أقول .... وداعا ..... يا لمى ..... وداعا .  

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.