اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ماذا يشكل المخرج والممثل في العملية المسرحية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا 

 

 

 

 للذهاب الى صفحة الكاتب

 ماذا يشكل المخرج والممثل في العملية المسرحية

 

للمسرح دور بارز ومؤثر في رفد الحركة الثقافية والاجتماعية في جميع المجتمعات الإنسانية وعلى امتداد مختلف الفترات الزمنية المتعاقبة، وهو عبارة عن صور من حياتنا اليومية تتجسد على خشبته المهيأة لهذا الغرض وذلك من قبل الممثل الذي يعتبر عنصرا دراميا مجسدا للأحداث التي تدور على المسرح ، كما انه يسهم مساهمة كبيرة في عملية بناء الإنسان وتطوير تطلعاته وتوجهاته الفكرية والاجتماعية والثقافية عموما ، فاعتمد هذا النشاط الحيوي ليكون سبيلا للمعالجات المتنوعة الكثيرة منها المعالجات النفسية . لذلك يجب إعطاء الأهمية القصوى له لكي يأخذ دوره المتميز في عملية اغناء الوعي الثقافي عند الإنسان باعتباره وسيلة من وسائل التثقيف والتنوير لكافة شرائح مجتمعنا العراقي  .. في موضوعي هذا سأتطرق إلى دور المخرج والممثل ، هذان العنصران المهمان في إنضاج العملية المسرحية واللذان لتأثيرهما على سيرها اثر بالغ لجني ثمار المحصلة النهائية التي هي العرض المسرحي ( حصيلة الدراسة المستوفية لشروط الفعل الإبداعي في حدوده الإبداعية )  أتناول في البدء العنصر الأول الذي هو ( المخرج ) هذا المهندس المسرحي الذي يرسم ويخطط لكل ما يتعلق بعملية الانجاز، حيث يضع لكل حركة على المسرح حساباتها ودقتها ثم يخلق الجو العام والخاص ، ويشكل هذا العنصر الرؤية والكيان التركيبي ثم يعمل على توحيد عناصر العرض المسرحي ، كما يضع خطته الإخراجية ويحول بنية النص الأدبية والحوارية والسمعية إلى اللغة البصرية وذلك من خلال عملية تكوينه الإنشائي للعرض .أما العملية الإخراجية التي يخطط لها فهي رؤية واكتشاف مخفي غير معلن في النص وانطلاقة من فرضية لا من تعابير جاهزة ، فمثلا نجد المخرج ينطلق من فكرة النص كما هو معتاد في العملية المسرحية، وهذه الانطلاقات قد تجاوزها العصر لأن المخرج المعاصرفي هذه الأيام بدأ ينطلق من الفكرة التي يقول فيها : كيف تستطيع أن تكوّن سؤالا لمسرحية ما كمسرحية هملت على سبيل المثال أو أي مسرحية عالمية أو محلية أخرى ...؟ ومن خلال وحدة السؤال وفرضية الرؤية تتأسس الرؤية الإخراجية .أما العنصر الثاني الذي هو(الممثل ) هذا العنصر المهم الذي يلعب دورا أساسيا في تكوين العرض والذي يحول علامات النص الأدبية إلى الفعل البصري، كما انه الوسيط الفكري لسيد العمل ( المخرج ) الذي يعمل على توظيف إمكاناته الفكرية والذهنية لنقل رؤيته من خلال الممثل إلى المتلقي .فالمخرج يوظفه في تشكيل رؤيته ويختاره معتمدا على وحدة العلاقة ما بين ثقافة وعطاء الممثل وما بين الرؤية التركيبية للمخرج، وتتوضح العلاقة ما بين المخرج والممثل من خلال وحدة التمارين التي تعكس الامكانية الجسدية والتحليلية للممثل ، وهناك طريقتين يتبعها المخرج في تدريب الممثل : 1// ملاحظات الممثل حول دوره وذلك من خلال دراسة الشخصية وأبعادها الدرامية . 2// تطوير إمكانية الممثل حتى بلوغه عمق الشخصية والتي بدورها تشكل وحدة العرض ، كما ان من واجبات المخرج تجاه الممثل ليست فقط تلك الحدود التي تتعلق بوحدة تطوير الفعل النفسي بقدر ما هو تطوير الإمكانيات الجسدية وكذلك معرفته للقدرات الفنية التي يمتلكها الممثل والتي بواسطتها يستطيع أن يتقمص أداء الشخصية . فالممثل هو العنصر الأكثر تركيزا في توضيح مكامن النص ورؤية المخرج الصورية للمتلقي ، لذلك فان علاقة المخرج به هي علاقة متطورة نامية تشكل أساسا متينا في العملية الإخراجية وهو أيضا الوسيط بين المؤلف والمخرج ، فتتبلور هذه العلاقة لتثمر في الأخير بولادة العرض المسرحي الذي هو الهدف الأول والأخير للمنجز الفني . إذن نقول إن الممثل هو الأداة التي تشكل رؤية العرض والمخرج هو الذي يوقظ مخيلة الممثل ويغني ثقافته ويوسع من افقه، كما يوقظ عنده الاستجابات النفسية والحساسية من خلال علاقته بعناصر العرض ، فيختار شخصياته معتمدا على وعي واستجابة الممثلين الذهنية في تقمص الشخصية وبنائها فكريا وان خصوبة مخيلته واستجاباته تشكل ركيزة مهمة لاختياره، فالممثل الذي لا يملك خيالا وعمقا ثقافيا لا يمكن له أن يجسد الشخصية التي رسمها المؤلف . فبعد قراءة المخرج للنص وتمعنه فيه تتكون عنده حدود الشخصيات ومحاورها ثم يتعرف على الأبعاد الثلاثة ( البعد الاجتماعي والنفسي والجسماني ) فيبدأ بعملية الاختيار التي تكون ضمن وحدة متجانسة ما بين تصوره وفعالية الشخصية لذلك نجده ينتقل من خطوة المقترحات التى يؤسسها في مخيلته إلى فعل التمثيل حينما يشخص الكاست ( ممثلين ) الذين تتوفر فيهم صفات وأبعاد مقربة لشخصيات المسرحية فيتم اختيار الشخصية من قبله ومن خلال وعي الممثل في ترجمته للشخصية وبنائها تشكيليا وفكريا كما وضحنا . وحسب ما هو معروف هناك ثلاثة أنواع من الممثلين تم تشخيصهم من خلال التجارب المسرحية الإبداعية وهم : الممثل الهاوي . الممثل المحترف .. الممثل المبدع ( المفكر ) أي الشخصية الغير مكررة ، ولكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة صفاتها حيث يتميز الأخير في امتلاكه لعنصر الثقافة والجسد المرن الذي يعتمده على المسرح ومقومات الاستجابة التي تتفاوت عنده قياسا بالآخرين . وهناك أيضا تأكيدات المخرج خلال رؤيته التركيبية ووحدة التمرين حيث تؤكد على إيجاد العلاقة ما بين الممثل والآخر فمثلا علاقة عطيل بياكو وعطيل بكاسيو ودزدمونة، نشأت من خلال البناء النفسي والاجتماعي والفكري ما بين هذه الشخصيات فنراها تشكل اختلافا وتباينا في العلاقة ، فعند أداء الممثل لشخصية عطيل تختلف بعلاقتها من البناء النفسي والاجتماعي عن علاقة عطيل بدزدمونة من علاقته بكاسيو وياكو ومن خلال دراسة المشهد والمواقف والفكرة التي تجمع الشخصية مع الشخصية الأخرى نجد لكل شخصية وحدة العلاقة ما بين الممثل والآخر أي ما بين الشخصية والأخرى وهذا ما نراه من سير العملية الدرامية ، كما نجد تغيرا ملحوظا في علاقة هملت باوفيليا تتغير من خلال تطور الأحداث وانعكاسها على العلاقة بينهما وتشكل علاقة الممثل بالآخر وحدة تقنية وذلك من خلال التسليم والاستلام بالحوار .. إذن لم تكن مهمة المخرج توظيف دور الممثل لتجسيد الحدث المسرحي فقط بل هناك أيضا حث لبناء علاقة وطيدة مع الممثل الآخر وتذكيره دائما إن مهمته لا تنتهي بنهاية حواره بل يبقى متابعا لكافة الحوارات التي تؤديها الشخصيات الأخرى، كما يجب أن تكون للممثل علاقات متنوعة مع جميع عناصر العرض المسرحي فالعلاقة التي ستربطه على سبيل المثال بالمنظر المسرحي ستكون علاقة تكوين وفكرة فالديكور هو جزء مهم ومكمل كما هو الممثل أو أي عنصر آخر من العرض . ولو نبحث بعض الشيء عن دور المخرج في علاقته مع الممثل نجده متابعا بدقة متناهية لكي يختار ممثله خصوصا بعد أن يقرأ النص وتتكون في مخيلته حدود الشخصيات ومحاورها ثم يتعرف على الأبعاد الثلاثة التي يجب أن يتعرف عليها المخرج حين يختار شخصياته والتي هي ( البعد الاجتماعي والنفسي والجسماني ) فيبدأ باختيار ممثليه الذين سيعتمدهم في تجسيد رؤيته الإخراجية ضمن وحدة تجانسية ما بين تصور المخرج وما بين فعالية الشخصية كما حددها المؤلف ، لذلك نجد المخرج ينتقل من خطوة المقترحات التي يؤسسها في مخيلته إلى فعل التمثيل حينما يشخص الكاست(الممثلين ) الذين تتوفر فيهم صفات وأبعاد مقربة لشخصيات المسرحية، فيتم اختيار الشخصية من قبل المخرج ومن خلال وعي واستجابة الممثل الصورية والذهنية في ترجمة الشخصية وبنائها تشكيليا وفكريا ،فان المقدرة الفكرية الثقافية وقوة المخيلة واستجاباتها لدى الممثل تشكل مرتكزا أساسيا في عملية الاختيار فالممثل بدون خيال وبدون موهبة لا يمكن أن يؤدي الشخصية التي رسمها المؤلف . وهناك عدة مدارس ينطلق منها المخرج حين شروعه بالعملية التدريبية فمثلا يعتمد طريقة ستانسلافسكي كأساس في نظريته ( الإخراج والتمثيل ) حيث تعتمد مدرسته على إنشائية الفعل الداخلي للممثل مستندة في عملية البناء على التحليل النفسي لأجل تحفيز الفعل الداخلي للممثل .. لذلك إن عملية تعامل المخرج مع الممثل وفق هذا المنهج تكون لأجل إيقاظه من خلال التمارين التي تنشط لديه ذاكرة الانفعالات الحسية والنفسية للممثل .  أن المقدرة الفكرية للممثل تمكنه الولوج في عمق فكري لتحليل الشخصية . إن عملية تطابق الدراسة التحليلية التي ينطلق منها المخرج من وحدة النص وأفكار المؤلف تلزم المخرج بان يكون محللا ذا عقلية ثقافية فنية عميقة إضافة إلى تصورات رؤيوية تستطيع أن تجسد النص وتحوله من مادته الكتابية إلى رؤية صورية أساسها الأول الممثل .وأخيرا أن علاقة الممثل إخراجيا على خشبة المسرح ترتبط مع كل عناصر العرض البصرية ويعمل المخرج من خلال علاقته بالممثل على إفهامه بان عملية التكامل ألعلائقي يجب أن تكون متكاملة بينه وبين كل مساحة الخشبة وعناصرها التشكيلية البصرية التي يتفاعل معهما الممثل من خلال تكوين علاقة متبادلة بينه وبين هذه العناصر كعلاقته بكل الشخصيات التي رسمها المؤلف ووظفها المخرج ضمن رؤيته الإخراجية والتي يكون لها فعلا دراميا لتطوير الحدث ، إذن من خلال علاقة المخرج بالممثل يعلمه أن علاقته يجب أن تكون متبادلة مع الشخصيات التي رسمها النص وترجمت من خلال الرؤية الصورية وهكذا تشكل العلاقة التي تربط المخرج بالممثل منذ الخطوة الأولى لدراسة النص بالانجاز المتكامل لمجمل العملية المسرحية .              

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.