اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• رثاء الى المرحوم فراس حنا كريش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
باسل شامايا

مساهمات اخرى للكاتب

·        رثاء الى المرحوم فراس حنا كريش

 

((وداعا يا فراس ))ما اتعس المرء حينما تخذله المفردات اللغوية ويلبسه وهن التعبير عما يجول في  خواطره   لرثاء عزيز فوجع برحيله قبل الاوان .. فراس صاحب احلى ابتسامة تملأ وجهه الباسم الضحوك امل وتفاؤل .. شاب بعمر الورد في عمر الشباب والعطاء .. رحل عفيفا طاهرا اختطفه ملاك الموت من بين زوجته وطفلته الصغيرة واخوته الذين يكّنون له حبا لا يضاهيه حب ورحل به الى عالم اللاعودة .. انه حقا يصعب على المرء ان يكتب عن هذا الشاب الذي كان في البارحة يستقبل معارفه واصدقاءه وزبائنه بابتسامته الرقيقة والفائضة حبا ووقار واليوم وفي غمضة عين رحل عنا وبات مجرد ذكرى .. غادرنا بعد ترك لنا رصيدا زاخرا بالطيبة ونقاء الذات والوجدان .. غادرلانا بعد ان عرفناه مفرطا بحب الناس وهكذا كان يبادله اصدقاءه قبل اقربائه بحب لا يخضع لحدود ن يا لقسوة الزمن .. هذا الزمن الذي سرق من القوش ابنا محبا طموحا معطاءا ودفقا من الحيوية ن دءوبا في عمل الخير .. هذا الموغل في الطيبة ، تواقا للمعرفة ، مرهفا محبوبا طيب المعشر شفافا في تعامله من الناس .. يمتاز بالاتزان والخلق الرفيع والمداعبة المهذبة .. كان يملك قلبا خاليا من الكراهية والضغينة والبغضاء فمساحة الحب الذي تحتويه لا تقبل باي كلام يغرقل مسيرة محبة الاخرين عنده .. كان صديقا للجميع لم يكن فيه غير الصدر الرحب والقدرة على التعاون بكل شفافية وتودد .. دون ان يثنه عن ذلك اية عوائق او معرقلات .. فلو عدنا بعض السنين الى الماضي نجد ارشيف فقيدنا العزيز فراس مؤطرا وغنيا بالكثير من المواهب والنشاطات .. فكان يكتب الشعر ويرتقي خشبة المسرح ليجسد تلك الهموم والظواهر الاجتماعية السلبية التي كان يتمنى ازالتها ليتنعم مجتمعنا بكال ما يعكر صفوه .. كان يؤدي واجبه بكل تجرد واخلاص ويكتب بكل ما يملك من مشاعر واحساس على الرغم من تواضعه في امتلاكه للمفردات اللغوية بقاموسه الادبي لتوظيفها في نشاطاته . لقد كان رائعا الى حد اللامألوف ، والى درجة انه كان مصابا بمرض مستعصي لا شفاء منه ويعلم جيدا ان هذا اتلمرض سيصرعه وينهي حياته ، ومع ذلك بقي يمارس واجباته والتزاماته العملية لتامين مستلزمات الحياة الصعبة لعائلته على اكمل وجه .. وكان دءوبا ان لا يعرف احدا بامره الا والدته التي كانت تتمزق حزنا كلما تنظر على الى ولدها الذي ينخر به المرض يوما بعد اخر وليس بيدها شيء ان تفعله سوى تسليم امرها الى الرب لعله يرحم اهله وطفلته المريضة . انطفات شمعتك يا فراس بعد ان بقيت موقدة 33 عاما .. كنت تسعى دوما لتحقيق ما يدخل البهجة والمسرة الى اعماق محبيك واصدقاءك وتعمل المستحيل لاسعاد اسرتك وخاصة سوسنتك الزاهية فيرونا . هذا هو حال الدنيا يا عزيزي ، لقد رحلت واخذت معك تلك الطيبة التي كنت تغدق بها وتمنحها للصديق والغريب .. ولرحيلك تارجحت كفة الميزان لصالح نقيض الطيبة .. فالطيبين يا عزيزي باتوا عملة نادرة في هذه الايام العصيبة . ماذا اقول ايها الغالي والقلب يخفق حزنا والما برحيلك المبكر ، خسارتك لا تعوض خصوصا لمن عاشرك وانتعش بحديثك الشجي وحبك اللامتناهي للجميع .. نم ايها العزيز راسما تلك الابتسامة الخجلة فوق وجنتيك وتذكر ان هناك من تنزف قلوبهم حزنا على فراقك تشكو القدر المشؤوم الذي ابعدك عنهم وسرق بسمتك الرقيقة الزاهية .. ارقد بسلام ايها المحب ولا تفكر بمدللتك الصغيرة فيرونا لانها اذا سالت : متى يعود بابا ....؟ سوف يجيبونها ابويك واشقاؤك وشريكة حياتك وكل محبيك قائلين : ان بابا لن يعود يا ابنة الغالي لانه اساسا لم يغادرنا ولم يفترق عنا بل انه باق معنا في جميع اوقاتنا صباحا ومساءا ، يتجدد في عقولنا وضمائرنا ومشارعرنا ، نعم ايها الفقيد العزيز اننا لم نفتقدك فانك الغائب الحاضر بيننا .. رحلت عنا بلمحة البصر وها هو سكناك في قلوب محبيك واهلك مهما طال الزمن واخيرا لا يسعني الا ان اقول وبالم محض : (( وداعا    وداعا    وداعا    )) يا فراس ستبقى ذكراك في اعماقنا الى ابد الدهر .. تعازينا الصادقة الى عائلتك واهلك وليعوضكم الرب بحب الباقين .

 

                                               / القوش

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.