اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!...31

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!...31

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي

 

الحزبوسلامي والتعبير عن الانتماء الطبقي:.....6

 

وبذلك نجد أن تغيير علاقات الإنتاج الطبقية، إلى علاقات "إسلامية"، يعتبر خدمة فضلى تقدم للمستغلين من "المسلمين"، وتضليلا أكيدا للطبقة العاملة، وسائر الكادحين. والكشف عن الوهم يعتبر مسألة مركزية بالنسبة للشغيلة، حيث تزول الغشاوة الإيديولوجية عن أعينها. وفي أفق ذلك لا بد من:

 

1) العمل على ترسيخ رؤى، وتصورات الإقطاع لعلاقات الإنتاج، سواء تعلق الأمر بالإقطاع القديم، أو الإقطاع الجديد؛ لأن عقلية الإقطاع واحدة، ولا تتكرر إلا في حدود استفادة الإقطاعيين من وسائل الإنتاج الزراعي.

 

وفي مثل حالة المغرب، فإن التأثير بتلك الوسائل الحديثة، يعتبر ضعيفا. ولذلك نجد أن رؤى، وتصورات الإقطاع لعلاقات الإنتاج، تبقى، في جوهرها، هي هي،  لا فرق فيها بين الإقطاع القديم، والإقطاع الجديد، فكلاهما يعتبر نفسه طبقة متميزة فضلها الله على سائر البشر الذين عليهم، ورغما عنهم، أن ينخرطوا في خدمة الإقطاعيين، عن طريق خدمة الأرض التي يعتبر الإقطاعيون، ومن يعمل عليها، ملكا لهم. ولا حق لهم في رفع راية العصيان ضد الإقطاعيين. وعليهم أن يقبلوا الفتاة الذي يقدمه لهم الإقطاعيون، ليضمنوا استمرار عيشهم، واستمرار عملهم، واستمرار ارتباطهم بالأرض.

 

ويستغل الإقطاعيون كل الإمكانيات العقائدية، والخرافية، والعادات، والتقاليد، والأعراف المتخلفة، لجعل الفلاحين المعدمين، العاملين في أراضي الإقطاع، يعتبرون وضعهم قدرا من عند الله، وأن  يستميتوا في خدمة الإقطاعيين، إرضاء لله، معتبرين ذلك عبادة، لتصبح بذلك علاقات الإنتاج الإقطاعية، علاقات دينية. وكل من يحاول أن يغير تلك العلاقات، يخرج عن الدين.

 

4) وفي نفس الاتجاه، نجد ان توضيح رؤى، وتصورات البورجوازية التابعة لعلاقات الإنتاج، يقتضي أولا، وقبل كل شيء، الكشف عن طبيعته. فهو يعتبر امتدادا للتصور الإقطاعي، بجميع مواصفاته، التي تجعل البورجوازية التابعة تعتبر نفسها مالكة لوسائل الإنتاج، ومن يشغل تلك الوسائل. وكنتيجة لذلك، فمن حق البورجوازية التابعة أن تحدد من يشتغل عندها، وكيف يشتغل، وما نوع الشغل الذي يمارسه، وكم يتقاضى عن شغله. ولا داعي لأن تتم مراعاة قانون الشغل، إذا كان لا يتناسب مع ما تسعى البورجوازية التابعة إلى تحقيقه.

 

وقد كان، من اللازم، أن تكون التشريعات الصادرة عن الأجهزة التشريعية في خدمة هذه الطبقة، وأن تقوم أجهزة الدولة بتنفيذ كل ما تريده، بما في ذلك القمع الشرس الممارس على الحركة العمالية بصفة عامة، والحركة النقابية بصفة خاصة، حتى لا تعي الطبقة العاملة خطورة ما تمارسه هذه البورجوازية، التي لا تتورع من إعطاء بعد ديني لبشاعة استغلالها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي... وما تمارسه هو قدر من عند الله، ومن واجبها أن تقوم به، وعلى الطبقة العاملة أن تتقبله، وان تشتغل على أساسه، وإلا، فإنها كافرة، وملحدة، وجحودة لقدر الله، ومشيئته.

 

وإلى جانب ذلك فهذه البورجوازية تلتمس كل ما هو حديث، وغربي، وتستورد كل الآليات الحديثة، التي تزيد من أرباحها من جهة، وتعمل على توطيد ارتباطها بالغرب من جهة أخرى، من خلال المؤسسات المالية الدولية، والشركات العابرة للقارات، مع ما يصاحب كل ذلك من قيم، وأفكار، وممارسات استهلاكية معينة، ينتج عنها فسح المجال أمام تغلغل الإعلام، والثقافة الرأسمالية الهمجية في صفوف المغاربة، مما يجعل النظام الرأسمالي، والبلاد الرأسمالية، حلم الكادحين. وهو ما يمكن اعتباره شكلا من أشكال التخدير التي تصيب الشغيلة، فلا تهتم بما يمارس عليها من استغلال. وهذه الازدواجية في الأخذ بإيديولوجية الإقطاع، والإيديولوجية الرأسمالية الهمجية، هي التي وقفت وراء فكرة الجمع بين الأصالة، والمعاصرة من جهة، ووراء الاستغلال المزدوج الذي تتعرض له الطبقة العاملة، وسائر الكادحين لصالح البورجوازية التابعة من جهة ثانية، ولصالح الشركات العابرة للقارات، والمؤسسات المالية الدولية من جهة ثالثة. كما أنها تقف وراء الاستلاب المزدوج:

 

ا ـ  الاستلاب الأصولي المتجسد في الانخداع بأدلجة الدين الإسلامي، وبالانسياق وراء الحزبوسلامي الذي يقود عملية الانجرار إلى الماضي، واستعظامه. 

 

ب ـ والاستلاب بعظمة الغرب، الذي يصبح سيدا لكل شيء، وقبلة لكل الحالمين بتغيير أوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

 

وكلا الاستلابين، يبعد الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، عن التفكير في أوضاعها المادية، والمعنوية، في ارتباط مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهو ما يفيد الطبقة البورجوازية التابعة، والمؤسسات المالية الدولية، والشركات العابرة للقارات، فتضاعف الاستغلال، لتزيد أرباحها، وليزيد إفقار الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، كنتيجة لذلك الاستلاب المزدوج.

 

5) وتختلف البورجوازية التي يمكن وصفها ب"الليبرالية" و"الوطنية" عن البورجوازية التابعة، في تصورها لعلاقات الإنتاج. إذ نرى أنها مالكة الوسائل. والعمال أحرار في الاستغلال، أو عدمه. إيديولوجيتها الوحيدة هي "الليبرالية"، بمفهومها التقليدي، التي تدعو إلى الأخذ بمستوى معين من احترام حقوق الإنسان، التي يجب مراعاتها في الارتباط بالطبقة العاملة على مستوى الأجور، وعلى مستوى الإنتاج. فالطبقة العاملة تشغل وسائل إنتاج البضائع، مقابل الأجور التي تتلقاها، لتبقى البضائع تحت تصرف البورجوازية المالكة لوسائل الإنتاج، لتحصل منه على فائض القيمة الذي يضاف إلى رأسمالها الموظف في عملية التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

 

ولذلك فهذه البورجوازية "الليبرالية"، تعتبر الطبقة العاملة مصدر ثروتها. وهو ما يستوجب اعتبارها صاحبة حقوق اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وترفيهية، باعتبارها تقف وراء شعور الطبقة العاملة بضرورة مضاعفة الإنتاج.

 

والبورجوازية الوطنية "الليبرالية" التقليدية، لا توظف الدين، ولا تؤدلجه؛ بل ترى أن من حق كل مواطن اختيار العقيدة التي تقتنع بها. إلا أن هذه البورجوازية سرعان ما تتحول إلى بورجوازية تابعة، بفعل الضغوطات المحلية، والدولية، وبفعل تدخل المؤسسات المالية الدولية، والشركات العابرة للقارات. ومع ذلك، فهذه البورجوازية تكون قد لعبت دورا  تاريخيا محددا، تستحيل استعادته من جديد.

 

6) وتتميز رؤى، وتصورات البورجوازية الصغرى لعلاقات الإنتاج بالتذبذب، وعدم الوضوح على المستوى الإيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي. وكنتيجة لذلك فرؤاها، وتصورتها على مستوى علاقات الإنتاج، تتسم أيضا بالتذبذب، والتوليف، والتوفيق، والخلط، وعدم الوضوح بين الرؤى الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية. فهي، ثارة، تتبنى رؤيا الإقطاع، وأخرى رؤيا البورجوازية التابعة، وأخرى رؤيا البورجوازية، وقد تتحول عن تلك الرؤى كلها لتتبنى رؤى وتصورات الطبقة العاملة، التي سنأتي على ذكرها، إن لم تتبن رؤى، وتصورات الحزبوسلامي. أما هي فلا تستطيع أن تصوغ رؤيا معينة، لأنها لا تملك الأساس المؤدي لذلك؛ ولأنها ليست مالكة  لوسائل الإنتاج الكبرى، وليست مشغلة لتلك الوسائل، فهي إما مستغلة  لحسابها الخاص، وبوسائل إنتاج محدودة، وإما مستفيدة من جزء من فائض القيمة، عن طريق استغلالها في القطاعات الخدماتية، أو عن طريق الامتيازات التي تقدم لها. ولذلك فهي تفقد الرؤيا الواضحة لعلاقات الإنتاج.

 

أما بالنسبة للطبقة العاملة، وباعتبارها مكتوية بنار الاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، فإنها تجد نفسها تحتل موقع المشغل بوسائل الإنتاج، مما يؤهلها لإدراك مدى ما يمارس عليها من استغلال. فهي تعرف كم تأخذ، وكم يذهب إلى جيوب البورجوازيين من أرباح ،وتتصور ما عليه الواقع الذي تعيشه ،وتقف بحكم ممارستها على أن العلاقات القائمة هي علاقات استغلالية. وما تعاني منه، هو إحاطتها بجملة من وسائل التضليل الإيديولوجي، والسياسي، حتى لا تعتنق وعيها الطبقي، وحتى لا تكتمل الصورة في أذهانها، كي لا تفكر في تنظيم نفسها، من أجل تغيير العلاقات الاستغلالية، بعلاقات تؤدي إلى قيام علاقات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، عن طريق تحويل ملكية وسائل الإنتاج من الملكية الفردية، إلى ملكية جماعية. وتضبيب الطبقة العاملة، وتضليلها، هي مهمة الإقطاع، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، بالإضافة إلى الحزبوسلامي، الذي يكفر الطبقة العاملة عندما تمتلك وعيها الطبقي، وتسعى إلى تغيير علاقات الإنتاج، مستغلا جهلها بحقيقة الدين الإسلامي، الذي هو دين الجميع. وتقوم الدولة، باعتبارها أداة السيطرة الطبقية، بوضع كل الوسائل الإعلامية، رهن إشارة المطالبين بتضبيب رؤى وتصورات الطبقة العاملة، إضافة إلى لجوئها إلى ممارسة القمع الشرس في حق الشغيلة المغربية، وفي مقدمتها العناصر الواعية منها، حتى تبقى خاضعة لكافة أشكال الاستغلال الممارس عليها من قبل هذا الخليط من المستغلين، الذين تضع الدولة نفسها في خدمتهم، باعتبارهم  طبقات سائدة، ومسيطرة اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى لا يسري تصور الطبقة العاملة لعلاقات الإنتاج، وكما يجب أن تكون عليه في أوصال الشعب المغربي الكادح، الذي يعتبر الدعامة الأساسية للطبقة العاملة، والعناصر الواعية منها بالخصوص، ولسائر شرائح الشغيلة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.