اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• وين الوعد وينه بالضيم ظلينه... في سيكولوجيا الظلم الاجتماعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.عامر صالح

وين الوعد وينه بالضيم ظلينه... في سيكولوجيا الظلم الاجتماعي

 

اندفعت جماهير شعبنا الأبية بمظاهرات واحتجاجات عارمة في العديد من المحافظات كالبصرة والناصرية وكربلاء ومناطق متفرقة من بغداد مطالبة بالحد الأدنى من شروط العيش الكريم والبقاء على قيد الحياة لتوفير خدمات الكهرباء والماء في أشهر الصيف اللاهب الذي لا يتحمله حتى الحمار ذو الباع في الصبر الجميل والذي لقب بابي صابر !!!.

 

اليوم ينتفض شعبنا على ذات البرلمانيين الذين منحهم بالأمس ملايين الأصوات وكأن لسان حال شعبنا يقول لقد لدغنا من ذات الجحر مرتين,وأن يقظتنا ستكون إضعافا هذه المرة,أن شعبنا اليوم لديه الإحساس بالظلم المتزايد ليست من جلاديه التقليديين المتمثلين في الدكتاتوريات السابقة,بل من اقرب ما يدعون تمثيله ومناصرته وملبي حاجاته الإنسانية.

 

أن شعبنا اليوم ترك يتيما في العراء لا يؤتمن على من منح أصواته لهم,فهو يفتقد إلى الأمن والاستقلال الكامل,والى الوحدة الاجتماعية,ويرفض تقبل السلطة الجديدة لعدم ثقته بها,ويفتقد إلى احترام الذات يلهث وراء العيش وسد الرمق بمختلف الأساليب بما فيها غير المشروعة,ويفتقد شعبنا إلى الحرية بمعناها الإنساني وليست الفوضى,شعبنا يعاني من التفكك الاجتماعي العام بما فيه التفكك الأسري والتحلل ألقيمي والأخلاقي,شعبنا يعاني من الفساد ونهب المال العام.

 

أن اليتيم ليست من فقد والديه,بل اليتيم هو الذي حرم من أسباب العيش الكريم من آمان وصحة وتعليم وكهرباء وماء وخدمات وغيرها,ولعل المسئولين المتشبثين بالدين يتذكرون سورة الضحى,بقوله تعالى: " الم يجدك يتيما فأوى(6)ووجدك ضالا فهدى(7) ووجدك عائلا فأغنى(8) فأما اليتيم فلا تقهر(9) ",لقد أودع شعبنا بأعناق هؤلاء كل ثروته ومستقبله فكذبوا عليه في وضح النهار,ولعل في سورة الماعون درس في تذكير هؤلاء بقوله تعالى : "أرأيت الذي يكذب بالدين(1) فذلك الذي يدع اليتيم (2).ومعنى الدع كلمة استعملت لتدل على كل معاني الإقصاء والإهمال والشدة والعنف وسائر مظاهر الظلم الذي يلحق باليتيم ومثلها أيضا كلمة القهر.

 

أن الظلم الذي يتعرض له شعبنا اليوم وهو صاحب الثروة والقدرات والذهب الأسود ما هو إلا عملية إذلال مخطط لها للانتقام منه, وأن احتجاجات شعبنا اليوم ما هي إلا صرخات بوجه هؤلاء تقول لهم " ارحموا عزيز قوم ذل ".لقد جاءت كل الأديان السماوية وغير السماوية محرمة للظلم بمختلف مظاهره وصوره,ففي الإسلام وفي قوله تعالى " يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ", وكذلك في قوله " ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ".فمن الظلم القاسي ارتهان الخدمات العامة للمواطنين وتجويعهم على طريقة " جوع كلبك يتبعك ".

 

أن ما يقوم به شعبنا اليوم في العديد من المحافظات هو تعبير عن غريزة متأصلة في الدفاع عن النفس وهو يمارس هذا الفعل من اجل المحافظة على ذاته كعضوية للبقاء والاستمرار,ويجب الإشارة هنا إلى إن الإنسان حين ودع " الغابة " ودخل المجتمع بدأ يلتمس حماية الدولة له بدلا من حمايته الفردية لذاته,ولكن عندما تكون الدولة فاسدة فمن حقه أن يقاوم كما قاوم من قبل,فليست من العدل أن نستبدل النظام الدكتاتوري السابق بنظام أخر كمن يستبدل السل بالسرطان !!!!!.  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.