اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• امريكا والتوطين واحوال اللاجئين العراقيين الى اين ..؟(1-3)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كامل زومايا

 

   

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.  

استقبلت الولايات المتحدة الامريكية الالاف اللاجئين العراقيين في السنوات الاخيرة من جميع مكونات الشعب العراقي وبشكل خاص "الاقليات " الايزيديين والصابئة المندائين وابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري المسيحي بسبب غياب سلطة القانون والامن وخاصة  في الفترة ما بين 2005- 2007 مما فرض على تلك المكونات الاقل عددا المسالمة والتي ليست لها مصلحة في الاحتراب الداخلي ان  تهرب الى دول الجوار ومن ثم تقديم طلباتهم كلاجئين تحت حماية  مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، وهذا الاعتراف يسهل في توطينهم في بعض البلدان ومنها الولايات المتحدة الامريكية "بهدف" حمايتهم ، الا ان اجراءات التوطين لأمريكا ، تأخذ الوقت الكثير من اجراءات روتينية والتي تكلف المواطن النازح الكثير من المصاريف من ايجار سكن ومأكل وملبس ومراجعة طبيب وأدوية ..الخ من الامور التي تعد من واجبات المنظمة الدولية في توفير الرعاية والحماية الدولية للاجئين وإيجاد الحلول الدائمة لقضاياهم حسب الفقرة السابعة من ميثاق المفوضية لعام 1950 ، الا انها لا تقدم اي مساعدة في هذه الخصوص وجراء ذلك يصرف المواطن العراقي الاخضر واليابس ويفقد كل ممتلكاته ومقتنياته لحين ساعة التوطين التي يأمل ان يصل الى بر الامان ، كما ان اكثر العوائل تجبر على الاستدانة من اقاربها واصدقائها ومعارفها على ان يسدد الدين مستقبلا بعد الوصول للارض الموعودة الولايات المتحدة الامريكية .

ان عمليات التوطين واجراءاتها الروتينية الطويلة والمستمرة لحد الان ، لا تهتم للعودة الطوعية للنازحين من  دول الجوار سوريا الاردن تركيا الى العراق نظرا للتحسن الامني النسبي وان كانت اعداد العائدين  متواضعة ( لاسباب ليست مدار البحث الان )  ، الا ان الهجرة من العراق اليوم ليس دافعها العنف الذي كان يطالها بعد ان بسطت الدولة سلطتها في  اغلب مناطق الازمات في العراق ، ولكن لاسباب اخرى (وهي ايضا ليست مدار الحديث في هذه الرسالة) ، الا ان عملية التوطين مستمرة بالرغم تأكيدات القادة الميدانيين للقوات الامريكية بانها سوف تغادر العراق في حلول عام  2011 ، كما يؤكد ذلك السيد اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، لذا فعملية التوطين تحتاج الى مراجعة ودراسة من قبل الحكومة الامريكية لما لها انعكاسات وتناقض في العلاقة بين الدولتين وكذلك مع المجتمع الدولي ، اذا سلمنا بأن العلاقات بين الدول وجذب الاستثمارات تعتمد على مدى احترام حقوق الانسان والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية التي تخص حقوق "الاقليات" وحقوق الانسان ، كما ومن خلال تلك السياسة التي تنتهجا الولايات المتحدة أصبحت الهجرة مشروعا للمكونات العراقية وخاصة للشعب الكلداني السرياني الاشوري المسيحي بسبب عوامل "جذب" وهمية للارض الموعوده،   ويبدو هناك جهات خارجية لها مصلحة في افراغ العراق من مكوناته كما لا ننسى بعض الجماعات في الوطن هي الاخرى تعمل مع بعض دوائر في دول الجوار لأفراغ العراق من مكوناته كالايزديين والصابئة المندائيين وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري المسيحي ، عموما يساورنا الشك والقلق والريبة من ذلك التوطين الذي من خلاله تفقد الكثير من  العوائل خصائصها التي من اجلها نرحت من العراق ولتصطدم في مستقبل مجهول وقاتم لمستقبل ابنائها في عدم تمكنهم في مواصلة تحصيلهم  العلمي والدراسي وممارسة خبراتها ومهنهم في سوق العمل ليكونوا مؤثرين ويأخذون فرصتهم في المجتمع الجديد ، هذا ما لاحظته من خلال زيارتي الاخيرة الى ولاية مشيغان احدى الولايات الامريكية في اواخر حزيران الماضي  والتي تتواجد فيها جالية عراقية كبيرة  وبالخصوص ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وكنت قريبا جدا لأوضاعهم المزرية، علما بأن اوضاع اقرانهم في ولايات اخرى مثل كاليفورنيا ليست افضل حال منهم،  وهنا ادرج بعض الملاحظات حول اجراءات  التوطين لابناء شعبنا العراقي بكل مكوناته الى الولايات المتحدة ومخاوفنا من ذلك التوطين الغامض النوايا ...

اولا:  ان عملية التوطين في الوقت الحاضر وبوجود التحسن النسبي في اوضاع الاقليات تعد رسالة ايجابية للارهابيين بأنهم نجحوا في خططهم في افراغ العراق من ابناءه وخصوصا من الايزديين والصابئة المندائين وشعبنا الكلداني  السرياني الآشوري ، كما ان عملية التوطين في هذا الوقت يعني المزيد من نزيف الهجرة وتعكس سلبيا في مناطق تواجدنا من نزوح لعشرات العوائل المستقرة في سهل نينوى نسبيا، وما سينعكس ذلك  سلبا في المستقبل في التغيير الديمغرافي لسهل نينوى الذي يتمتع من نسيج متآلف من مكونات شعبنا العراقي وتواجد تاريخي للايزيديين والشبك والشعب الكلداني السرياني الآشوري في تلك المناطق ، وكذلك ان من اسباب الهجرة الطابور الخامس الذي يسري بين ابناء شعبنا  للهجرة معتقدين بأنهم سوف يجدون مبتغاهم من عيش رغيد وكريم في تلك الهجرة والتوطين الموعود ....!

ثانيا : لقد شاهدت بأم عيني  في سفرتي الى ولاية ميشيغان الامريكية  في حزيران الماضي اوضاع العراقيين الذين قدموا مؤخرا ،حيث ان  اوضاعهم مزرية في جميع مجالات الحياة ،  فلا هناك احترام لحقوق الانسان وكرامته ، ولا احترام للعهود والمواثيق الدولية بخصوص رعاية اللاجئين اواعادة التوطين او استقبالهم على شكل امانات كما هو الحال في قرار الاتحاد الاوربي في استقبال 10 الالاف من العراقيين في منتصف 2008 ( كنا قد كتبنا سابقا حول الموضوع ) ولا يوجد اي اهتمام من قبل الدولة الاتحادية وسلطة الولاية من اجل الحد من معاناتهم النفسية والاجتماعية ومحاولة دمجهم في المجتمع الجديد والتعرف عليه ليكون فاعلا ومحافظا على عائلته وكرامتها ،  بل انها تزيد من معاناته ويشعر المهاجر بالاسف والاسى لقرار الهجرة والتوطين اوذلك للاسباب التالية :- 

أ‌-         يطالب المستوطن الجديد  بأجور النقل.. اجور الطائرة له ولافراد عائلته والتي تخصم مباشرة او بشكل غير مباشر من المساعدات التي يحصل عليها في بداية حياته.. اي الذي يعطى له من الباب يؤخذ من الشباك  ، كما ان الولايات المتحدة الامريكية تعلم ايضا  باجراءات الحكومة التركية بوجوب دفع اللاجئ الذي يروم المغادرة من تركيا الى دول الاستيطان ، عليه ان يدفع غرامات للفترة التي مكث فيها في تركيا بالرغم انه معترف به كلاجئ ومسجل عند مكتب المفوضية العليا  للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ، وان تلك الغرامات  تثقل كاهله ليكون اسيرا  ومثقلا بالديون المتراكمة  ونتيجة لذلك يقبل في اردى واسوء الأعمال التي تعرض عليه  من اجل ان يسد ما عليه من ديون مستحقه، هذا اذا سنحت له الفرصة في العمل في غسل الصحون او حارس سيارات في في المطاعم الليلية او منظف اوكناس في الاسواق فحظه من السماء  .

ب‌-    ان فترة الرعاية التي تقدمها الرعاية الاجتماعية في الولاية وهي مخصصة من قبل الدولة للاجئين او المتسوطنين الجدد لا تتعدى ستة اشهر وتم تمديدها في الفترة الاخيرة  الى ثمانية اشهر مما تجعل المستوطين الجديد ان يبحث عن العمل باردئه في غسل الصحون والخدم في كل الامكان دون النظر الى تحصيله العلمي

ت‌-    ان اغلبية بل معظم العراقيين المستوطين الجدد في امريكا  تعرضوا لاوضاع صحية ونفسية سيئة من جراء الاوضاع التي كانت سائدة في بلدهم العراق بالاضافة الى ان الكثير منهم يعانون من امراض مزمنة بسبب سوء الوضع الصحي في تسعينيات القرن الماضي فترة الحصار الذي كان يلف حول رقبة الشعب العراقي  من قبل النظام البائد والمجتمع الدولي .

ث‌-    جراء قصر فترة الرعاية تجعل من القادمين الجدد فريسة سهلة للاعمال الشاقة والاجور الزهيدة التي لاتكفي لمصاريف الحياة في امريكا المرتفعة التكاليف ، وبسبب ذلك نرى العزوف وعدم مواصلة ابناءنا لدراستهم بسبب المستقبل المجهول الذي ينتظرهم لتبدأ عملية البحث عن  العمل لأبناءنا الطلبة بالرغم من عدم تأهيلهم مهنيا ولغويا...!

ج‌-     يقع المستوطن الجديد  في الحصول على اسوء سكن وليس له الحق في المقارنة بسبب محدودية دعم الرعاية الاجتماعية للمأكل والسكن ،  حيث في احسن الاحوال مبلغ المساعدات المخصصة( اجور سكن وتكاليف معيشة )  لا يسد تكاليف ايجار (شقة متواضعة ) فقط ،  وعندما سألت عن هذا الاجراء من احد المختصين في شؤون التوطين ،  كيف يتم تقديم المساعدات  وفق اي جدول كانت الاجابة ان دائرة الرعاية الاجتماعية تدفع من تلك المساعدة بحدود 200-300 دولار كأجور للسكن فقط ..!! وهذا يعني هكذا سكن وبهذا الاجر الوضيع لايمكن للمستوطن ان يسكن الا في المناطق المتدنية في قاع المجتمع والغير آمنى كأحياء   seven ,eight meileهذه الاحياء في مدينة ديترويت/ مشيغان يصعب على الشرطة الامريكية نفسها حماية المواطنين الامريكيين المسالمين في وضح النهار

فكيف  حال الجدد!!!! حيث تتواجد في هذه المناطق الجريمة المنظمة وتعاطي ومتاجرة االمخدرات ،

مما يضطر المستوطن  الجديد الى البحث في اماكن اخرى وبكلفة عالية ومع التحايل على "القانون"

والذي يعرفه الموظف الفدرالي حيث لايصح ان تسكن عائلة من خمس او ستة افراد في شقة فيها

غرفتين فقط وتكاليف اجورها بحدود 600- 700 دولار ويتعدى ايجار الشقة او البيت من اربعة غرف الى 1000 دولار ومن خلال تلك الاجور فأن المستوطن لا يفكر في تعليمه وتعليم ابناءه وبالتالي يكون ابناء المستوطنين فريسة سهلة للاعمال الدنيئة التي يحصل منها لقمة العيش .. كما من الامور التي شاهدتها في الاسابيع الاربعة في ولاية ميشيغان عملية قتل احد العراقيين لابن اخيه في تصفية حسابات في "التجارة" وهي ليست الحالة الفريدة بل هناك الكثير من تلك الجرائم بسبب تفشي تجارة المخدرات بين ابناء شعبنا العراقي وبالخصوص بين ابناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري المسيحي في تلك الولايات ....

ح‌-      كل ما تقدم اعلاه ،ان كان تبرير المنحة المقدمة للاجئين قليلة بسبب  سوء الاحوال والازمة الاقتصادية التي تتعرض لها الولايات المتحدة الامريكية. فهذا مفهوم بعض الشيء ولكن السؤال يبقى أذن ما الغرض من التوطين والولايات المتحدة الامريكية تعاني من سوء الاحوال الاقتصادية ، في نفس الوقت  يشهد العراق تحسنا امنيا ؟؟؟ وخاصة للذين يتم توطينهم  ليس لهم اقارب من الدرجة الاولى او انهم ليسوا من  ذوي الحالات الاستثنائية او الاعاقة الجسمانية ، اذا علمنا ان الى الكساد والبطالة في ازدياد في الولايات المتحدة حسب تأكيدات المسؤوليين الامريكان وعلى رأسهم السيد اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية حيث صرح اكثر من مرة بأن الوضع الاقتصادي سوف يستمر لعقد من السنين....!                       فماذا يعني ذلك ولمصلحة من افراغ العراق من مكوناته ؟؟   

ثالثا: اننا في الوقت الذي  نعرض هموم المستوطنين الجدد بشكل موجز يساورنا القلق والشك بأن وراء تلك العملية هي عملية منظمة لافراغ عراقنا من  ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص من موطنهم الاصلي والعمل على صهرهم في مجتمعات غريبة عن تقاليد مجتمعنا.. فنرى هناك وبشكل ملحوظ عمليات الطلاق بين العائلات المتماسكة بسبب تردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.. !!

لذا نرى او نقترح ان تزيد الدولة الفدرالية الدعم على الامور الصحية والتعليمية للمستوطنين الجدد وبنواحي مختلفة ببرامج مكثفة بادماجهم في المجتمع الجديد بشكل صحيح، وان يتوقف التوطين وتمنح تلك المساعدات  لدعم العوائل التي تروم العودة الى العراق ولكن يصعب عليها اتخاذ القرار بعدما فقدت كل مقتنياتها فهي لا ترى الافق والمستقبل  في الرجوع او الوصول الى دول التوطين حتى وان كانت احوالها سيئة بسبب فقدان الامل بالمستقبل كله ،  وان تلك المنح اذا ما صرفت لتلك العوائل اضافة لما تمنحه وزارة الهجرة والمهجرين كفيل في جذب الكثير من ابناء شعبنا في العودة الطوعية الكريمة وتشمير سواعدهم لبناء العراق الجديد ، وهي فرصة ايضا تخفف من كاهل الولايات المتحدة الامريكية في احوالها الاقتصادية السيئة كما انها ملتزمة بعودة الاستقرار الى العراق

او ان هناك امور او اجندة اخرى لا نعلمها باصرار بعض الدوائر التي تريد من مكونات شعبنا العراقي مركونة في دفاتر التاريخ ليس الا .

اخيرا ، في الوقت الذي اطرح استفساراتي للحكومة الامريكية للتعبير عن مصادقيتها من تلك  الامور التي سوف تؤثر على النسيج العراقي اذا لم تحسن التعامل معها ، على الحكومة العراقية عليها ان تدرس دراسة جديدة  اسباب الهجرة وتشرع المواد الدستور وتسن القوانين التي تحد من نزيف الهجرة وتساهم في عوامل جذب اللاجئين للعودة الطوعية لبناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد .. ولكم التقدير . 

يتبع (2-3)

                                            

الى انظار الحكومة العراقية

نزيف  الهجرة اسبابها  وبناء مستقبل العراق الجديد الى اين ..؟

(3-3)

دور الكنيسة الغائب في تخفيف من معاناة شعبنا ودورمنظمات المجتمع المدني في امريكا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.