حسن الخفاجي

          الخيار العراقي والطرشي العربي !.

شاهدت فلما أمريكيا عن تربية العجول في ولاية كاليفورنيا ، تفتح أبواب الحظائر بواسطة الريمونت تغادر العجول أماكنها بانتظام صوب قاعة العلف ،وعندما تنتهي فترة العلف تغلق بوابات قاعة العلف بالرمونت أيضا ، تغادر العجول القاعة إلى الحظائر مجددا. بعد مشاهدتي الفلم أيقنت: من إمكانية أمريكا الكبيرة في تحريك من هم أعقل من العجول واخف وزنا منها !.

استلمت رسالة الكترونية من قارئ سمى نفسه بـ(عراقي) ، الرسالة غاضبة ، اتهمني مرسلها (بالأمريكانية) تارة و (بالصفوية) تارة أخرى، كل ذلك لأنني تناولت طويل العمر (أبو متعب ملك السعودية) بـ(لسان طويل) كما كتب في رسالته .

علما ان مرسل الرسالة العراقي (النص ردن) يقول: انه متابع لما (أبث من سموم) لم يعترض على (سمومي) السابقة ، لكنه اعترض لأنني تناولت ولي نعمته (أبو متعب) .

كتب لي "لماذا لا تتكلم عن الخيار العراقي ؟"!.

لم يفتح الخاء في كلمة الخيار ولم يكسرها، إذا كان المقصود الخـَيار بفتح الخاء ، فانا ادعو لان يكون الخـَيار والقرارعراقيان بامتياز 100% ، وأنا ضد الخـَيار العربي ، أو خـَيار دول الجوار.

أما إذا كان القصد الخـِيار العراقي بكسر الخاء ، فاشهد انه من أجود وألذ أنواع الخيار في العالم ، ويصبح ألذ إذا تحول إلى طرشي على الطريقة العراقية !..

خسرت أمريكا في العراق ألاف الجنود ، ومئات المليارات من الدولارات .

هل يعقل ان تترك أمريكا كل هذه الخسائر تذهب سدى ؟ وتترك العراق دون ان تضمن مستقبلها ومستقبل علاقاتها فيه ، وفق ما حددته الاتفاقيات الموقعة بين البلدين .

على الرغم من إيمان أمريكا بالديمقراطية ، وعملها على ان يكون العراق مركزا تشع منه رياح التغيير، لكن هذا التغيير امتد امتدادات لا تناسب الطموح الأمريكي .

الريبة من حركة الوفود التي غادرت إلى إيران بعد الانتخابات ، دعت أمريكا إلى التحرك . أوعزت أمريكا للسعودية لتقلص النفوذ الإيراني في العراق ، ولتدخل طرفا رئيسيا في اختيار رئيس وزراء العراق !.

بهذا تعادلت الكفة بين إيران والسعودية ، إذا لم تكن كفة السعودية هي الأرجح الآن .

نتج عن كل هذا الحراك: انقسام في ولاء الساسة العراقيين: بين طهران ، والرياض ويبقى الولاء للعراق ضعيفا !.

الغريب ان أطرافا شيعية مهمة زارت الرياض ، وزارت أطراف سنية طهران بناء على طلب علاوي!.

واهم من يتصور ان أمريكا تفرح ، إذا أستلم الحكم في العراق من تعتقد انه يعمل لمصلحة إيران ، لان إيران لم تدخل في العصر الأمريكي بعد ، أما السعودية فهي أول من دخل مع أمريكا في أحلاف إستراتيجية في الشرق الأوسط ! .

هل تغادر جيوش أمريكا العراق وتترك في الحكم من أنقذتهم بالأمس من ظلم صدام ليرفعوا السلاح ضدها ويهتفوا بوجهها كلا كلا أمريكا ؟ أنا لا اعتقد ذلك مهما كانت نتيجة الانتخابات !.

إيران والسعودية كل يبحث عن مصلحته في العراق . على الرغم من الخلاف والصراع القائم بينهما على النفوذ ، لكنهما يتفقان على ان بقاء نظام عراقي ديمقراطي مستقر ومزدهر مصدر خطر داهم يهدد النظامين السعودي والإيراني وبقية الأنظمة القمعية المجاورة ، لذلك توحدت أهداف إيران والسعودية وسوريا للإطاحة بالتجربة العراقية الديمقراطية ، وإبعاد خطر بقاء جيش أمريكي بأعداد كبيرة وترسانة عسكرية على الأرض العراقية يهدد امن الأنظمة البعيدة عن الخط الأمريكي .

على الرغم من اختلاف الأنظمة العميق في التوجهات لكن أهدافها تلاقت في ضرب التجربة العراقية ، والتسريع برحيل القوات الأمريكية . الغريب ان من يساعدهم على تحقيق أهدافهم بتدمير العراق هم قادة من كتل فائزة في الانتخابات من اجل طموحات شخصية وأنانية ضيقة ، لكنهم يسمون تحركاتهم بمسميات خادعة مثل الانفتاح على العالم العربي وترطيب الأجواء العربية !.

من سمح لإيران والسعودية وسوريا وغيرها بالتدخل في الشأن العراقي الداخلي ؟

الجدير بالإجابة على هذا هو السؤال هم أتباع : أبو متعب الملك عبد الله، وأبو حافظ بشار الأسد، وأبو نووي نجاد .

الخـَيار العراقي بفتح الخاء وبكسرها سيتحول إلى: طرشي عربي ، بثوم عجم ، وبهارات سورية ، وخل سعودي ، وكرفس خليجي ، داخل (بستوكة) أمريكية .

رحم الله من قرأ سورة الفاتحة على من استشهدوا في الانتخابات وقبلها، يا ليتنا كنا معكم ولم نذهب للانتخابات ولم نصوت، رحم الله شهداء العراق

رحم الله من أعاد قراءة سورة الفاتحة على الخـَيـَار العراقي !. إلا ما رحم ربي

عندما تعطش الأرض وتتألم تنبت الأشواك

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.