اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا دولة علي "ع" أو عمر "رض" أقمنا// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

لا دولة علي "ع" أو عمر "رض" أقمنا

حسن الخفاجي

 

كبرت أحلامنا وازدهرت أمانينا، باتت سلال وجدنا لا تتسع لكثرة المورق من أحلامنا، صار ورق الأماني وندى الأمل يدغدغ أحاسيسنا ويمنع عنا غفوة تأمل. حلم بعضنا بدولة علي (ع) يأكل ويلبس فيها قائدنا ما أخشوشن من الطعام واللباس، يساعده على إدارة شؤوننا زاهد آخر هو أبا ذَر الغفاري وجنبه قائد يسرج فرسه هو مالك الاشتر يحيط به الحكيم سلمان المحمدي يخدمهم الزاهد قنبر (رض) .

حلم غيرنا من اخوتنا السنة بدولة عمر (رض) ، دولة العدل ينام حاكمنا وسطنا وبيننا من كثرة عدله وحلمنا وحلمنا وحلمنا .

أفقنا من كابوس مرعب، تقاسمنا فيه البكاء من الخوف على العراق والحزن على مستقبل أجيالنا. شاهدنا قلة يذهبون للإطاحة بتمثال صدام، وكثرة يكسرون اقفال دوائر الدولة لسرقتها. وقف بين هؤلاء وأولئك "أبو تحسين" بنعاله شاهدا وحاكما على عصرين، عصر ظلم انتهى وعصر فساد وسرقات ولد. صفع "ابو تحسين" الماضي وهو يصفع صورة صدام وصفع الحاضر عندما ظل وحيدا يجلد ذاته ويصرخ بصوت أجش يخاطب صورة مزقتها صفعات نعاله: "هذا كتل أولادنا هذا سوه ماسوه بينه" . لقد ستر "ابو تحسين" بفعلته الشريفة على سمعة شعب كامل وصمته الفضائيات باللصوصية .

منذ التباشير الأولى لذلك الصباح الندي والكابوس المرعب تجسدت صورة مستقبل لم نرغب بتصديقها ولن نتمناها، لكنها حصلت. لقد تفرغت أعداد كبيرة من سراق الدوائر ممن كانوا بالأمس يسمون بالحواسم تحولت شريحة كبيرة من هؤلاء يقودهم بعض القادمين من الخارج ليكونوا قاعدة لأحزاب "إسلامية ووطنية وقومية" اغلبهم حواسم اليوم . .

حلت الكارثة وكبونا وأطيح بأحلامنا، فلم نجد لعلي (ع) أو عمر (رض)  مكانا في قلوب ووجوه من حكمونا، ولم نعثر على اثر لأبي ذَر وسلمان وقنبر( رض) ، بل عثرنا على فريق يرتدون القوط لأول مرة يشبهون أطقم حمايات صدام الأوائل في أول عهدهم ببغداد.

لقد مات قنبر القديم والجديد وانتشرت أحياء التنك وخيام المهجرين والمشردين ومناظر الجائعين وصاروا شواهد مرحلة جديدة من البؤس والقتل طبعت معيشة وأيام العراقيين .

قال من كانوا مع عباس الملقب "شيلمانة" لصلابته في قفص محكمة الثورة وهو يواجه حاكمها الجلاد مسلم الجبوري بشجاعة على الرغم من صغر سنه .قالوا انه بكى بعد النطق عليه بالإعدام. انتشى مسلم الجبوري بدموع عباس قائلا: "وين بطولاتك شيلمانة ليش تبجي".  بصق عباس بوجه قائلا:" لم أبكي من حكم الإعدام، لكن تهمة العمالة هي من أبكتني .

هكذا قضى سلمان باكيا من تهمة العمالة  أطلقها علية نظام مستبد وهو شاب يافع، بينما لا يخجل ولا يستحي أغلب قادة العراق الحاليين من وثائق رسمية "ويكليلكس" تثبت عمالتهم، والأغرب ان الناطقين بأسمائهم وكتابهم أكثر صلفا وقلة حياء منهم .

يأسنا وصار اكبر مطالبنا لقمة عيش وماء صالح للشرب وكهرباء وأمان. استكثر علينا عمنا السيد رئيس الجمهورية الخارج من غبار مرحلة الحسن البصري بدكتوراه ان يطبق شيئا من عدل قرأ عنه وتعلمه وعلمه لطلابه. تأملنا منه أن يأخذ بيد أهالي مغدورينا ويكون وليا للدم، لكنه يحلم ان يكون نلسون مانديلا! . نسى أو تناسى انه يحكم بلدا يسيطر الدواعش على أكثر من نصفه، ومنديلا آخر لا يولد وبجانبه أسامة النجيفي وباقي الشلة .

انتقدنا برلمان اللصوص لكثرة سرقاتهم. أصدروا بيانا باهتا. وكذبونا

لم يسألوا أنفسهم: لماذا يبحث الشعب عن أخطائهم ولا يبحث عن أعمالهم؟.

لم يحاسبوا أنفسهم مرة واحدة. لقد تساوت بالسرقات أكف من قالوا أنهم أبناء علي (ع) ومن قالوا إنهم  أبناء عمر (رض) .   

بالأمس مقابر جماعية واليوم مجازر سبايكر وبادوش والصقلاوية والسجر وناظم التقسيم ، أمس الثكلى كيومهن وأمس البكاء المر كنحيب اليوم .

لكن أعيننا تظل مشدودة لفارس معفر بدخان المعارك، بسطاله وخوذته وذرات تراب ودماء تتوزع على وجهه وبدلته، ذلك الحشد الموشحين بقلائد صنعت من فوارغ رصاصات اسكنوها في أجساد أرادت تقسيم وطن طفولتنا وشبابنا . وطن شمخت فيه قباب إمام العدل علي (ع) وإمام الثورة و الشهادة الحسين (ع) وإمام النضال والسجن موسى الكاظم (ع) وإمام الغيرة العباس (ع) وأمام الوسطية أبو حنيفة النعمان (رض) وأئمة الجود والعلم. وطن لم نعثر فيه على اثر لطغاة مروا من هنا ولم تحتفظ ارض العراق حتى بقبور لهم، آخرهم صدام الذي ظل قبره فارغا .

هل يتعلم سراقنا من زهد علي (ع) وعدل عمر (رض) ؟.

هل يتعظوا من صدام ونهايته وهروبه متخفيا من قبره ؟ .

ستهربون مثله مرتين، مرة عندما يبحث أبطال الحشد عنكم، ومرة ستهرب أجسادكم  مثل صدام ومن سبقه ممن ظلمونا وسرقونا .

لا دولة علي (ع) وعمر (رض) أقمنا، تحت أنقاض دولة الفرهود والعمالة المثبته ب"وكليلكس" رزحنا .

 

على حال العراق اليوم تنطبق قصيدة قالها الشاعر الرصافي قبل أكثر من ست عقود منها أبيات  تقول :

"يتآمرون على العراق وأهله     زمر على وطن الإبا تتطاول

فهنا عميل ضالع متآمر          وهناك وغد حاقد متحامل "

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

الثلاثاء 23 / 6 / 2015

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.