كـتـاب ألموقع

النعيرية تحت قصف الحكومة وإهمالها// حسن الخفاجي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسن الخفاجي

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 11:41

كتب بواسطة: حسن الخفاجي

الزيارات: 1462

الموقع الفرعي للكاتب

النعيرية تحت قصف الحكومة وإهمالها

حسن الخفاجي

تغفوالاعظمية على نهر دجلة، وتستحم النعيرية منذ قيامها بماء قناة الجيش. في الاعظمية "جكليت ومن السما" نعوش. في النعيرية شربت رمان جبار أشهر وأطيب شربت رمان عرفه العراقيون. تنبض الاعظمية عراقة بناسها وقباب إمامها أبو حنفيه النعمان (رض). نعرف الاعظمية قبل وبعدما طوقها صدام بسلال وأسوار وأبواب وأقفال قرارات أصبحت ألاعظمية بعدها حكرا على ساكنيها، وحرمها صدام وعصابته على كل العراقيين. نعم الاعظمية مدينة عراقية بخصوصية أرادها صدام، لكن النعيرية كانت ولازالت عراقا مصغرا: بكنائسها ومساجدها وحسينياتها، بعربها وكردها وتركمانها، بصابئتها وايزديها ومسيحيها ومسلميها.

شب حريق في دائرة حسابات الوقف السني في الاعظمية، استطاعت فرق الإطفاء إخماد نيرانه بخسائر مادية دون وقوع ضحايا والحمد لله. شكلت الحكومة العراقية لجنة للتحقيق في الحادث لم يطّلع العراقيون كالمعتاد على نتائجها للان. تستغفل الحكومات المتعاقبة بعد إطاحة صدام العراقيين وتعاملهم معاملة الأطفال الرضع، مثلما تمتص الأم غضب رضيعها بوضع الملهي في فمه، هكذا يشكلوا لجانًا ليمتصوا غضب العراقيين ، دون ان تخرج تلك اللجان بنتائج تذكر ودون أن تحدد المقصر وتحيل أحدا إلى القضاء. منذ كارثة جسر الأئمة في العام 2005  إلى ألان. وشعار الحكومات  "شكل لجنة وأنسى".

شعرت الحكومة بعد حريق الاعظمية بالذنب، ابتداءً من فيلسوفها فؤاد معصوم، مرورا برئيس وزرائها إلى كل وزرائه. أصبحت الاعظمية ودخان الحرائق مازال يتصاعد محجا لكل ساسة العراق من كل طوائفهم وألوانهم وقومياتهم، يتقدمهم الفيلسوف معصوم والدكتور حيدر العبادي وووو، حتى أنهم كنسوا رماد الحرائق، كم فرحنا لان ساستنا أحسوا بالمسؤولية الوطنية للمرة الأولى ربما.  كنا نظن أن حريق الاعظمية سيؤسس لوحدة وطنية افتقدناها، غير المقبولية الباهتة التي أسسوا فيها جمهورية السرقات والفساد الثالثة برئاسة الفيلسوف معصوم.

لو شعرت الحكومة بذنب اقترفته وهي ترى طائراتها الحربية تقصف بيوتا آمنة - حتى لو كان ذلك عن طريق الخطأ - بعيدة جدا عن ساحات القتال لتعاملت مع حادثة قصف النعيرية بالقنابل على الأقل مثلما تعاملت مع حادث حريق الاعظمية.

 ام ان اللحمة الوطنية لحمتان؟. واحدة درجة ممتازة حسب مفهوم المقبولية ومن أسسوها، وواحدة درجة لنكَات حسب المفهوم الشعبي إلى اللحمة التي ظلت للان غير وطنية.

غاب عن حادث النعيرية البرفسور معصوم والدكتور رئيس الوزراء ووو.

اشعر بالقرف والاشمئزاز من حكومات لم تشعر بالذنب يوما وسيل الدماء كالطوفان بسبب أخطائها وإهمالها وو. كان يجب على الحكومة ان تقدم اعتذارا رسميا للضحايا وتذهب بكل طاقمها لتعتذر من كل الأسر المنكوبة والمتضررة أسرة أسرة وتطيب خواطر أهالي الضحايا والمتضررين. يجب ان تفعل ذلك في النعيرية وفي كل الأماكن التي تنزل فيها قنابل الحكومة على بيوت الآمنين.

اعرف إنهم أدنى من أن يفكروا بالاستقالة مثل باقي حكومات العالم المتحضر أن أحست الحكومة بخطأ ارتكبته.

ليست السلطة التنفيذية وحدها هي المقصر، بل كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، التي خرج الناطق باسمها ليجد أعذارا ومسوغات لسكوت سلطته وعجزها عن ملاحقة العملاء الذين فضحتهم وثائق وكليلكس. كأن الأمر يتطلب الذهاب إلى المريخ للتأكد من الوثائق ومعرفة الأصلي من المزور، وهو يعرف أن لوكليكس موقعا رسميا ينشر فيه الوثائق التي يحصل عليها .كان على الحكومة ان تفعل ما فعلته فرنسا حينما تعاملت مع وثيقة وكليلكس التي أشارت إلى تجسس الحكومة الأمريكية على الرؤساء الفرنسيين بحزم. كان على الحكومة العراقية والسلطة القضائية العاجزة ، أن تتعامل مع وثائق العمالة بذات الحزم. أم أن العمالة حسب مفهوم المقبولية عملتان؟. مثلما عرفنا من حادث قصف النعيرية ان اللحمة الوطنية لحمتان: ممتازة ولنكَات .

حكمت محكمة إيطالية رئيس وزراء إيطاليا السابق برلسكوني بكنس شوارع روما لمدة عام كعقوبة تأديبية بالإضافة إلى الغرامة المادية لأنه تهرب من دفع الضرائب وشابت فترة حكمه تهم اهمال طفيفة وحكم اليوم بالسجن ثلاث سنوات لإدانته بتهم فساد.

بماذا سيعاقبكم الشعب لو أوقفكم مقيدين بالسلاسل في أقفاص محاكمه؟.

الاعظمية كما النعيرية كما عكَد الأكراد كما الصدرية كما عفج وتلعفر والفاو وأبو صخير كلها مدن عراقية. أم أنكم تنظرون ألينا بألف عين؟.

شعر ساسة الشيعة عموما بالذنب وذهبوا إلى الاعظمية .

لماذا لا يشعر ساسة السنة بالشعور الوطني مرة واحدة وليس بالذنب؟ كي يشعر العراقيون بعدهم باللحمة الوطنية وعظام المقبولية وفشافيش المصالحة وباجة التوافق . 

"الاهتمام :ابسط الهدايا وأجملها "

 الأربعاء  8 / 7 / 2015

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

• < السابق
• التالي >