اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

شيوعيان خالدان من الموصل الحدباء ام الربيعين// محمد جواد فارس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد جواد فارس

 

شيوعيان خالدان من الموصل الحدباء ام الربيعين،

عبد الرحمن القصاب ( أبو أحمد) وعادل سفر ( أبو شاكر )

محمد جواد فارس

طبيب وكاتب

 

. واستدعيت العناصر المتخبية من القوميين من أهالي الموصل والعشائر إلى  معسكر الغزلاني لتسلم السلاح والملابس العسكرية، فتألفت منهم جماعات مسلحة، فقامت بألقاء القبض على  الزعماء الشيوعيين واليسارين واودعوا السجون في الثكنات العسكرية التي اعدت لذلك٠

                                         أسماعيل العارف

 

في الأيام التي يحتفل بها الشيوعيين الوطنيين بذكرى ميلاد حزبهم المجيد في ذكراه التاسعة والثمانين، نتذكر رفاق لعبوا دورا مهما ونشطا في حياتهم الحزبية، وسطروا اروع الصفحات في سفر الحزب الشيوعي العراقي٠ ودخلوا التاريخ الحديث لما انجزوه في الحفاظ على ثورة تموز 1958 المجيدة ومكتسباتها٠

 

الموصل الحدباء وأم الربعين هكذا كانت لازالت تسمى، وهي ثاني أكبر مدن  العراق من حيث عدد  سكانها، وهي مدينة حضارية في القدم كانت عاصمة الدولة الاشورية، حيث كان  أبرز حكامها هو أشور بنيبال  مؤسس اول مكتبة في العالم وفي وادي الرافدين، والموصل الحضارية تتمتع بوجود متاحف واماكن أثرية منها منارة الحدباء والجامع الكبير، وضم متحفها تماثيل للحقبة الاشورية، كالثور المجنح وما له من دلالات رمزية يمثل الانتصار والقوة، ولكن بعد أن سيطر  الدواعش المتخلفين، على المدينة قاموا بتكسير التماثيل التي هي رمز للحضارة، وجمعوا الكتب من مكتبة الموصل وحرقوها وأرادوا فرض الشريعة الإسلامية على المجتمع الموصلي من المسحيين واليزيديين والاشوريين، هذا المدينة عانت الكثير بتاريخها ولا ننسى اليوم أحداث الموصل بعد قطار السلام القادم من بغداد والمدن الاخرى، وكانت المشاركة هي احتفالية في ثورة تموز ومكتسباتها، وما تبعه من أحداث وتطورات في المجتمع الموصلي بين الأحزاب السياسية بين القوميين والبعثين وهم أصحاب شعار الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) والشيوعيين والديمقراطيين اصحاب شعار الإتحاد الفدرالي، وهذا ما حدث عام 1959 بعد ثورة تموز المجيدة عام 1958، صاحبة المكاسب التي طالب بها الشعب، وظهر التامر عليها من قبل الدوائر الاستعمارية والاقطاع والرجعية، ظهر هذا التامر بحركة العقيد عبد الوهاب الشواف وهو احد الضباط الاحرار، مدعوم وبتحريض من عبد الناصر وحكومة سوريا المنظمة تحت لواء الجمهورية العربية المتحدة انذاك، وللتاكيد على دور عبد الناصر في حركة الشواف انقل ماجاء في كتاب د٠ علي كريم سعيد ( في كتاب عراق 8 شباط 1963 من حوار المفاهيم إلى حوار الدم مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ) ، وعن لسان طالب شبيب عضو القيادتين القطرية والقومية ووزير خارجية حكومة انقلاب شباط مايلي [ وللامانة اذكر إن بعض الاسلحة التي قدمتها مصر لعبد الوهاب الشواف، استلمها حزب البعث بطريقة أو اخرى واوصلها الى بغداد وكانت هي اسلحة التنفيذ في محاولة الاغتيال، وقد جاءت الى الشواف ضمن اسلحة اخرى ومحطة اذاعة سرية من مصر عبر الأراضي السورية في بداية عام 1959 باشراف مباشر من عبد الحميد السراج وتم تنسيق الأمر مع السفارة المصرية من قبل فؤاد الركابي للحصول على بعض ذلك السلاح وكانت السفارة تعلم علم اليقين بما تخطط  له٠ كما علمت إن هناك مبلغ عشرون الف دينار او جنيه مصري قد استلمها الحزب لتمويل وادارة نشاطه واعمال التحضير للتحضير للعملية٠] وجهز المتامرين بالسلاح الفردي رشاشات (بور سعيد) ومحطة إذاعة تبث من الموصل، ولكن هذه الحركة لم يكتب لها النجاح بفضل الشعب ومقاومته الشعبية وحسن تدبير منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الموصل بقيادة عبد الرحمن القصاب وعدنان جلميران وعادل سفر وعمر اليأس وعباس هبالة ومصطفى نجيب العمر وغيرهم، وقيادة المنظمات النقابية والتي كان أبرز قادتها النقابي اسماعيل رشيد رئيس نقابة النجارين ونقابة البنائين مال الله حياوي واخرين، قام المتامرون بدعوة قيادين من الشيوعيين إلى معسكر الغزلاني بعد إنهاء مهرجان أنصار السلام، وكانت الخطة مدبرة ومرسوم لها هي القضاء على الكوادر الحزبية النشطة وفعلا قام العسكري المتامر محمود عزيز وهو برتبة مقدم عسكري مقرب إلى الشواف، قام بأطلاق الرصاص على العسكري الشيوعي عبدالله الشاوي والمحامي كامل قزانجي بعد أن استدعائهم من بين المحجوزين، وقد فر إلى سوريا بعد أن جري قصف مقر العقيد عبد الوهاب الشواف في الثكنة  العسكرية لمعسكر الغزلاني، وادى الجرحه ومن ثم تمت تصفيته من قبل العسكر وانتها مشروع انقلاب عبد الوهاب الشواف٠

 

عبد الرحمن القصاب (أبو أحمد): هو احد مسؤولي محلية الموصل ولعب دورا هاما، في المحافظة على رفاق الحزب من العمليات التي قام بها القوميون والبعثيون والاقطاع الموصلي، وترأس وفدا من منظمة الحزب في لقاء مع  الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس مجلس الوزراء وكان حاضر اللقاء الزعيم داود سلمان الجنابي والاخر شيوعيا وقائدا عسكريا، وبعد الاتهامات التي شنها قاسم على الشيوعيين في الموصل وكركوك في خطابه بكنيسة مار يوسف، كانت بمثابة توجيه، إلى أجهزة الأمن وكذلك الاستخبارات العسكرية بشن حملات ضد الشيوعيين، جرى اعتقال الكثير منهم وبقوا معتقلين حتى انقلاب شباط الدموي عام 1963، ونكل بهم وحوكموا من قبل محاكم أمن الدولة باحكام ثقيلة بما فيها الإعدام، ما أجبر مناضلين اخرين إلى ترك الموصل واللجوء إلى الاتحاد السوفيتي ومنهم عبد الرحمن القصاب وعادل سفر وعباس هبالة واخرين وبعد فرط الجبهة الوطنية والقومية التقدمية على يد البعث، التحق المناضلان عبد الرحمن القصاب وعادل سفر في فصائل الأنصار الشيوعيين في منطقة كردستان العراق، هناك اختيرا للعمل في مستودع تجهيز فصائل الأنصار بمواد غذائية مثل [ الطحين والعدس والرز والزيت وكذلك المنظفات وغيرها ] وحافظ الرفيقان على عدالة التوزيع وصيانة هذه المواد في التخزين والنقل وحرصا على تلك المواد، حضيا باحترام وحب وتقدير من  قبل كوادر الانصار ولكن حدث خلاف بينهم وبين قيادة الحزب في النهج مما قررا ترك كردستان، والسفر إلى سوريا وسكنا في دمشق  وعملا عمل ليوفر لهم لقمة العيش والسكن، عبد الرحمن عمل في مخبز لدى صاحب المخبز سوري، وكان قد تجاوز السبعين من العمر ولكنه ابي النفس ولن يقبل مساعدة أحد من الرفاق الذين يعرفون تاريخه النضالي وماقدمه للحزب، ويتمتع بصفات الشيوعي المخلص للمبادئ التي أمن فيها وغادر الحياة أثناء مراجعته في مديرية الضمان العمالي في دمشق بجلطة قلبية لم تمهله طويلا، وتوفي ودفن في مقبرة الشهداء الفلسطينية في مخيم اليرموك٠

 

عادل سفر (أبو شاكر): كان في لبنان يقاتل مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وفي عام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان وتسعون يوما استمر حصار بيروت، بعدها جرى اتفاق بين فليب حبيب ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، على خروج المقاتلين بأسلحتهم الفردية وكان السلاح هو كلاشنكوف الروسية الصنع، عن طريق البحر في بواخر عن طريق ميناء بيروت، عادل سفر اختار السفر في الباخرة  الذاهبة إلى ميناء طرطوس في سوريا،  ومن هناك إلى معسكر للتحقيق بهوية العائدين، ومن ثم اعتقل وبعد فترة قصيرة اطلق سراحه وسكن في شارع الأمين مع زوجته ام شاكر ووجد له عمل في سوق يدعى (سوق الحرامية) ، وبعد ذلك استأجر دكان في محلة الحجر الأسود وكان لديه اصدقاء من اهل المنطقة من شيوعيين وعمال وكسبة كان يثقفهم بأسلوب بسيط يوصل الفكرة لهم حول أهمية العمل في النقابات والتحاقهم بالحزب الشيوعي السوري، المعبر عن حقوقهم وكسب عدد منهم، وفي ايام الحصار وبعده  قصف العراق واحتلاله كان موقفه من الاحتلال كموقف اي شيوعي وطني وقف ضد الاحتلال وتدمير ونهب البلد، وكان عادل سفر يتمتع  بثقافة ماركسية لينينية عالية مستفيدا من تواجده في الاتحاد السوفيتي انذاك، القى كلمة بمناسبة ميلاد الحزب الشيوعي العراقي وكان الاحتفال في منزل الرفيق خالد بكداش حضره عدد من العراقيين في دمشق أضافة لرفاق في الحزب الشيوعي السوري ومنظمات  فلسطينية، عادل سفر وعلى رغم سنه حيث بلغ من العمر عتيا، كان ينشط في علاقاته الواسعة مع الأصدقاء والرفاق، الفلسطينين والسورين وجدير بالذكر كان لديه علاقة مع شخصية دينية مسيحية من الموصل لها وزنها الديني والاجتماعي كان يعرفه من الموصل لانه ابن الموصل الحدباء، أنه البطريق زكا عواص الأول، وهو مسؤول عن أكاديمية مسيحية تدريسية تخرج دعاة مسحيين من كل ارجاء العالم، وهذا الرجل, بعد عن عرفني عليه أبو شاكر وجدته وطنيا صادقا ويحترم الشيوعيين ويضرب مثل في عادل سفر حتى أنه تبرع بمبلغ من أجل حفل ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، كان عادل سفر لدية إمكانية التواصل مع الناس وخاصة طبقة العمال، لأنه كان بوجوده في الاتحاد السوفيتي قد اطلع على الأدب الروسي وكذلك السوفيتي، كان يتذكر رواية الحرب والسلام لتولستوي وكذلك شعر بوشكن ومايكوفسكي ومن الأدب السوفيتي كان مولع بمتابعة رواية الام لمكسيم غوركي والفولاذ سقيناه لاستروفسكي وكذلك رواية ميخائيل شلوخوف الأرض البكر حرثناها، كان يتذكر الاتحاد السوفيتي ويعتصره الألم عندما يتذكر كيف أن الامبريالية والصهيونية عملت ودفعت غربتشوف ويلسن واخرين من الشيوعيين المرتدين لتهديم الاتحاد السوفيتي، باني اول دولة للعمال والفلاحين على يد لينين ورفاقه على حد تعبيره، وقد داهمه المرض ولم يمهله طويلا حتى توفي وأخبرت، البطريق زكا عواص بوفاته ارسل سيارة دفن الموتى من الكنيسة ونقلناه انا والرفيق  صاحب الحكيم وفاضل الربيعي إلى مقبرة الكنيسة؟ حيث دفن هناك في المقبرة  المخصصة لهم بمراسيم كنسية،

في الساحة المؤدية إلى شارع مطار دمشق الدولي (دوار المطار) ، ولقد ترك عادل سفر ورفيق دربه المناضل عبد الرحمن القصاب٠ صفحات مجيدة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، حزب فهد وسلام عادل وكل الشهداء٠

 

وفي الختام أريد أن أذكر معرفتي برفاق أبطال وبواسل من مدينة الموصل، فقد تعرفت على مجموعة منهم في معتقل القلعة الرابعة في الموقف العام المجاور لسجن بغداد المركزي عام 1965_1966, ومنهم الشاعر والروائي والفنان  التشكيلي يوسف الصائغ ، ومصطفى نجيب العمر (أبو عبقر) والنقابي مال الله حياوي، وكانوا معتقلين قبل انقلاب شباط عام 1963، بتهم أحداث الموصل وكان معهم الزعيم الركن حسن عبود الجبوري وهو كان قائد معسكر الغزلاني بعد قمع حركة عبد الوهاب الشواف، واعتقل بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963 ٠

وفي عام 1967 وفي حادث هروب سجناء من سجن الحلة، كلفت من قبل منظمة الحزب بنقل رفيقين من الهاربين متواجدين انذاك في منزل اهل الشهيد (شهيد خوجة نعمة) وهما من الموصل وفعلا نقلتهم من المدينة إلى الريف في دراجتي الهوائية واحد بعد الاخر وهما من جماعة القيادة المركزية أحدهم كان أبو عماد مدير خزينة الموصل قبل الأحداث والثاني كان قصاب، نقلوا إلى إلى محطة حزبية يقودها الرفيق الخالد القائد الفلاحي كاظم الجاسم٠ ومن هناك إلى كردستان العراق ليلتحقوا برفاقهم٠

 

لا يمكن لكل وطني شيوعي أن ينسى أدوار رفاق غادرونا الحياة وتركوا بصماتهم بتاريخ حزبهم المجيد ، لهم كل المجد والخلود٠

 

طبيب وكاتب

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.