اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

جرائم الإبادة الجماعية سيفو.. وصمة عار على جبين الإنسانية// عمانوئيل خوشابا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عمانوئيل خوشابا

 

جرائم الإبادة الجماعية سيفو.. وصمة عار على جبين الإنسانية

لعـل هـذه المذبحـة الشعواء تمسي حافزاً لتوحيد صفوف شعبنا

عمانوئيل خوشابا

نيسان 2023

 

      تعرض شعبنا الآشوري للعديد من عمليات التطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية الشرسة الشعواء والتي مورست بحقه من قبل العديد من الانظمة السياسية الفاشية والعنصرية خلال مسيرته التاريخية الحديثة، وذلك لاستهداف وجوده القومي والحضاري في مناطقه التاريخية المتمثلة في بلاد ما بين النهرين. وعند تصفح أوراق تاريخ شعبنا المعاصر سوف نلاحظ العديد من هذه النكبات والمآسي منها مذابح شعبنا عام 1843 في هكاري ومجازر سيفو البشعة عام 1915، ثم مذبحة سيميل 1933، وبعدها مذبحة صوريا 1969 واخيراً حرب الإبادة والتطهير العرقي الاخيرة التي شنتها داعش عام 2014 و2015 على مناطق شعبنا في العراق وسوريا.

 

نود هنا تسليط الضوء على احد المحطات المهمة التي عاشها شعبنا وبمرارة خلال مسيرته التاريخية الحديثة أِلا وهي الإبادة الجماعية والمعروفة باسم سيفو عام 1915 والتي سوف نحتفي بذكراها السنوية المائة والستة سنة وذلك في الرابع والعشرين من نيسان الحالي 2021، حيث تم تصنيفها واحدة من أبشع الجرائم التي مورست بحق الشعوب ويندي لها دوماً جبين الإنسانية، وكانت الأداة المنفذة لهذه الجريمة البشعة كل من السلطنة العثمانية والعديد من مرتزقة العشائر الكردية، حيث حصدت حينها أكثر من مليون ونصف من الأرواح البريئة من عدد من الملل منها الأرمن والآشوريين واليونانيين، بالإضافة الى تهجير بقايا الشعوب أعلاه من مناطقهم التاريخية ومن ثم حرق وسلب ممتلكاتهم واحتلال أراضيهم من خلال عمليات الترهيب وقوة السلاح.

 

     ونحن واذ نحتفي هذه الأيام بهذه الفاجعة الأليمة، نود البيان بان هدفنا خلال هذه السطور ليس الدخول في الوصف المنهجي التاريخي لهذه المرحلة التراجيدية من تاريخ شعبنا المناضل، حيث نود تسليط الضوء على أحد المفاصل المهمة لهذه المرحلة التاريخية، وذلك لتثبيت بعض الأسس المنطقية والمعقولة البعيدة عن تأثير العواطف الجياشة والتي من خلالها تأخذ دورها الإيجابي في دعم المسيرة التحررية لشعبنا. كما هو معلوم، يمر شعبنا اليوم بوابل من الظروف الموضوعية والذاتية الصعبة ويتبعها غياب وانكماش العمل الجدي لأحزابنا ومؤسساتنا القومية من اجل الوقوف على تحديات المرحلة الراهنة، لذلك تشير الوقائع بأن زمام المبادرة تم تسليمه الى المؤسسة الروحية والتي ساعدتها الظروف الموضوعية في بروزها في هذه المرحلة الحساسة من واقع شعبنا المرير، لذلك نشاهد تقوقع شعبنا ودخوله في صراعات جانبية نحن بالغنى عنها والذي يتمثل بصراع المؤسسات الروحية المُتَبَنيَة كل منها تسمية قومية معينة.

 

    لذلك كان لابد من أن يتم استغلال هذه المناسبة في توحيد صفوفنا القومية والاتفاق على أن يكون 24 نيسان من كل عام يوماً للشهيد الأشوري للأسباب المذكورة أدناه، بدلاً من التشرذم وشق صفوفنا حتى في تراجيديا تاريخ شعبنا.. وهذا ما تؤكده التجارب على الساحة القومية والكنسية، حيث نلاحظ بان الكنيسة الآشورية اعتمدت 7 آب يوم للشهيد الآشوري، والكنيسة السريانية اعتمدت يوم 15 حزيران لكل عام يوم الشهيد السرياني، والكنائس الاخرى ايضا سوف تختار يوم شهيدها القومي وهذا دليل على ترسيخ مبدأ الانشطار في جسد الأمة الواحدة من خلال مؤسساتنا الروحية ومن ثم مسير عجلة مؤسساتنا الحزبية والقومية الى الخلف.

 

ومن هذا المنبر نضع الكرة في ساحة احزابنا ومؤسساتنا القومية ونشد بأياديهم من خلال القبول والاتفاق بتبني فكرة الأخذ بيوم 24 نيسان (ذكرى مجازر سيفو) يوم للشهيد الآشوري الجامع لعدد من الأسباب، منها:

ــ البعد السياسي لهذه الإبادة، حيث تفرز جميع الوقائع اخيراً بأن هذه القضية تم تدويلها واصبحت متداولة على المنابر الدولية، وتصاعد عملية الإعتراف الدولي بها، منها اعتراف أكثر من 21 دولة واعتماد أكثر من 26 برلماناً دوليا على قرار بالأعتراف بهذه الإبادة الجماعية، واعتراف بحدود 42 ولاية اميركية، كذلك يوجد أكثر من 135 نصب تذكاري له. لذلك وجب على احزابنا ومؤسساتنا القومية استخدام هذه الورقة السياسية في دعم مسيرة شعبنا التحررية.

 

ـــ حجم الكارثة كان كبيرا ومدوياً ويعتبر وصمة عار على جبين الإنسانية بما حملته هذه الإبادة من مآسي وأبشع جرائم القتل والتطهير العرقي التي شنته القوات النظامية للسلطنة العثمانية وبمساعدة بعض العشائر الكردية والتي شنت على ضد الشعوب التواقة للحرية من الأرمن والآشوريين واليونانيين. حيث بلغ عدد ضحايا هذه المجزرة بالملايين منهم 1,5 ارمني، أكثر من 500000 آشوري وتقريباً 300000 يوناني.

 

ـــ اتساع الرقعة الجغرافية لمجازر سيفو 1915 حيث شملت مناطق شعبنا في غرب ايران اي منطقة أورميه وضواحيها ومناطق شعبنا في دياربكر وهكاري، طور عابدين، مناطق سعرت، آزخ وغيرها من مناطق شمال بيث نهرين. حيث تم الإستيلاء وتدمير كافة القرى وممتلكات ابناء شعبنا ومن ثم نزوح وهجرة مئات الآلاف من ابناء شعبنا الى جنوب وطنه القومي بيث نهرين آنذاك.

 

ـــ عامل مهم آخر يمكن التعويل عليه بأن يتبنى يوم 24 نيسان يوم الشهيد الآشوري وهو بأن ضحايا مجازر سيفو من ابناء شعبنا، شمل جميع الطوائف المذهبية المنطوين تحت راية الكنيسة السريانية او الشرقية والكلدانية وغيرهم.

 

عمانوئيل خوشابا

نيسان 2023

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.