مقالات وآراء

عيد الاب// د. عامر ملوكا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 11 أيلول/سبتمبر 2025 21:29

كتب بواسطة: د. عامر ملوكا

الزيارات: 547

د. عامر ملوكا

عرض صفحة الكاتب 

عيد الاب

د. عامر ملوكا

الى كل الاباء في يومهم نهدي هذه الكلمات محبة وامتنانا لدورهم الذي لا يوزن بمال ولا يمكن ان نصفه بكلمات قد تعجز عن ان تفي حقه. فالأب ليس مجرد فرد في سجل العائلة، بل هو ظل يحجب عنا قسوة الايام، وهو العمود الذي تقوم عليه جدران البيت، وحضوره يزرع الطمأنينة حتى وان غاب صوته.

الاب هو الانسان الوحيد الذي يتمنى ان تتقدمه في كل شيء، ان تكون اقوى منه، اعلم منه، اسعد منه. هو الذي يعمل بصمت ويحلم لأجلك، يفرح بانتصارك اكثر من فرحه بانتصاره، ويحب ان يراك افضل منه حتى ولو كلّفه ذلك عمره كله.

جاء في الكتب المقدسة ان صورة الاب تجلت كمرشد وراع وحكيم. في الانجيل تأتي الوصية "اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض"، وهي ليست مجرد نصيحة عابرة بل عهد الهي ولمسة وفاء لمن منحنا الحياة وبذل من عمره لأجلنا. والاب في المفهوم المسيحي هو صورة الاب السماوي في رعايته وعدله وحنانه، وهو ما رأيناه في ابراهيم ويعقوب ويوسف النجار حيث اجتمعت الحكمة والتضحية والوفاء الصامت.

وعبر التاريخ اختلفت الحضارات في نظرتها للاب لكنها التقت على معنى الابوة. في روما كان الاب باترفاميلياس سيد العائلة وحاميها. في الصين رسخت الفلسفة الكونفوشيوسية مكانته كمرجع اخلاقي وروحي. وفي المجتمعات العربية القديمة كان الاب قائدا وملجأ وحارسا للبيت والحياة. ورغم ما يقال عن المجتمعات الابوية من نقد فان جوهر صورة الاب ظل ثابتا، رجل يصمت ليعمل ويحلم ليبني حياة افضل لأبنائه، ويشيخ وهو يرى في وجوههم امتدادا له.

وفي البيوت لا تخلو الذاكرة من مشاهد يومية تحكي عن اباء سهروا لأجل ابنائهم، عملوا بصمت، حملوا الهم ولم يشكوا، احبوا دون انتظار مقابل.

في عيد الاب لا نحتفي بإنسان عابر بل نكرم رمزا للعطاء النقي، ذاك الذي لا يعلن مشاعره بالكلمات بل يخطها بالعرق والصبر ودفء القلب. نحتفي بمن علمونا معنى الكرامة ومن جعلوا بيوتنا حصونا وقلوبا مطمئنة.

الى كل اب بيننا شكرا لك ودمت سندا وضياء. والى من غابوا رحمكم الله وجعل ذكراكم بركة في ارواحنا.

كل عام وانتم بخير، يا من نحبهم كثيرا .

كلمات موال الاب لحاتم العراقي

كنا صغار نقعد وقت الغروب بباب الدار ننطر جيت أبونه

يرجع مبتسم بس وجه متعوب ومن يشوفنا يضحكن عيونه

يجي محمل ابونا اشكال والوان وتظل تلوم بيه امنا الحنونه

تعبك هذا تعبك لا يبو فلان تتعب والصغار يضيعونه

لكن يبتسم ودموعه بالعين ويقل لمي التعب يستاهلونه

-------------------------------------

هذولا حزام ظهري بساعة الضيق ولك بالشدة يم فلان عونه

أبونا على جتافه صغار وكبار لعبنا سنين ما تعبن متونه

يلبسنا حرير وهو محروم وقميصه من التعب مقلوب لونه

واذكر لو لعبنا الوالده تصيح أبوكم نايم ولا تفززونه

لحد هاليوم تصدق منك انخاف ونجل اسمك يوالدنا ونصونه

يهنيالله اليسعدك واليرضيك برضاك الجنة ندخله يبونه

Father’s Day,

Dr. Amer Maloka

Fatherhood is a role beyond measure: the father is the shelter from life’s hardships, the pillar of the home, and the one who dreams of seeing his children surpass him. He sacrifices quietly, rejoices in their success more than his own, and loves without expecting anything in return.

From sacred texts to world civilizations, the father has always been honored as a guide, protector, and source of wisdom. Despite cultural differences, the essence of fatherhood remains the same—sacrifice, strength, and unconditional love.

On Father’s Day, we honor not just individuals, but symbols of selfless giving, the foundations of our homes, and the refuge of our hearts.

• < السابق
• التالي >