مقالات وآراء
المرأة والحب: بين نبض العاطفة وعمق الوعي// ربا رباعي
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 19 تشرين1/أكتوير 2025 10:47
- كتب بواسطة: ربا رباعي
- الزيارات: 61
ربا رباعي
المرأة والحب: بين نبض العاطفة وعمق الوعي
ربا رباعي
الاردن
المرأة والحب... حكاية قديمة بقدر الكون، متجددة كالفجر كل صباح. في قلبها يسكن هذا السر الأزلي الذي يجعل للحياة معنى، وللنبض سببًا للاستمرار. الحب عند المرأة ليس عاطفة طارئة، بل كينونة كاملة، تولد معها وتنمو فيها، فتُصبح جزءًا من طريقتها في الفهم، والنظر، والعطاء.
في التحليل النفسي، يُقال إن الحب عند المرأة يرتبط بحاجة فطرية إلى الأمان والاحتواء، لكن هذا التفسير، رغم واقعيته، لا يُنصف عمقها. فالحب بالنسبة لها ليس فقط ملاذًا من الوحدة، بل هو مساحة للتكامل الروحي، حيث تلتقي الذات بالآخر لتكتمل، لا لتذوب. المرأة لا تبحث عن حب يملأ الفراغ، بل عن حب يُنضج المعنى.
حين تُحب، تُحب بكلها. بعقلها الذي يزن الأمور، وبقلبها الذي يفيض دفئًا، وبحدسها الذي يرى ما لا يُقال. هي الكائن الذي يجعل من التفاصيل الصغيرة قصائد: نظرة، كلمة، غياب، أو حتى صمتٌ مشترك. الحب عندها لغة لا تُكتب بالحروف، بل تُحسّ بالنَفَس.
لكن رغم هذا العطاء اللامحدود، تبقى المرأة في حبها سيدة كرامتها.
قد تُغفر الهفوات، وقد تُنسى الجروح، لكن الكرامة إن انكسرت، انسحب الحب بصمتٍ عميق لا رجعة فيه.
لأن الحب عندها لا ينفصل عن الاحترام، ولا يعيش في ظل التهاون أو اللامبالاة.
ومع النضج، يتبدّل شكل الحب عند المرأة، لكنه لا يفقد دفئه.
تدرك أن الحب ليس امتلاكًا، بل مشاركة. ليس ضعفًا، بل وعيًا بالآخر.
تعلم أن القلب الذي يحب حقًا لا يُطفئ روحها، بل يُنيرها.
فتُصبح أكثر تصالحًا مع ذاتها، وأكثر فهمًا لمعنى أن تُحب دون أن تفقد نفسها.
المرأة في حبها تتأرجح بين العاطفة والوعي، بين الشاعرية والعقلانية، بين الحلم والواقع.
وما يجعلها فريدة هو قدرتها على أن تجمع بين كل ذلك دون أن تفقد توازنها.
هي كالنهر: رقراق المظهر، عميق الجوهر، يحمل الحياة في صمته، ويُخفي القوة في انسيابه.
فالمرأة حين تُحب، تُعيد ترتيب الكون حولها.
تجعل من الكلمات نبضًا، ومن الأيام معنى، ومن الوجود ذاته قصيدة.
بقلمي ربا رباعي
الاردن