اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

التـوأمان -//- كلمات تكتبها: د. لينا أحمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كلمات تكتبها: د. لينا أحمد

التـوأمان

شيققان من بطن واحدة خرجا .. ومن لبن صدر واحد رضعا وشربا .. وفي صحن واحد أكلا... وعلى فراش دافئ .. تعانقا وناما .. ويدا بيد كانا يسيران .. توأمان بريئان .. جميلان .. من أجمل ما أبدع الخالق في هذا الزمان ...على الأرض المقدسة يلعبان .......ارض الشهداء .. ارض الرباط ..ارض الشهداء المكرمين .. وبالرغم من جميع الصعاب والمحن كانا مقربان...وعندما كبرا يداً بيد... حملا السلاح ... وكانا رفيقا درب وكفاح...وضد الأعداء قاتلا جنبا إلى جنب عن ارض الوطن بشراسة .. دافاعا .. بشموخ وكبرياء وضد الظلم والعدوان وقهر الإنسان بتحدي .. ثارا...وفي الأساس شقيقان توأمان .. حبهما لبعضهما غريزة وضعها فيهم الرحمن...لم تكن الحرب أو الموت هو من فرقهما بل كــل في طريقه قد أكمل المشوار...وكل منهما الى حزب ما .. يناسب هواه أنتم يا...وأصبح الأخوان عدوان لدودان تملائهما الأحقاد وكل يكيل لحزب الآخر الاتهامات...أيعقل أن يكونا هذان هما الأخوان التوأمان المسلمان .

اصبح بينهما ثأر دم وعنه شيئ لم يكونا يعرفان...ألم تنظرا .. ألم تستماعا .. الم تكونا موجدان يوم الأحد الأسود ..تتقاتلان...الم يهزكما منظر الدماء ألم تريا محمد وهو بكر ابيه ... وفرحة أمه .

ومحمد في مقتبل عمره العشرين ... عندما أطلق النار على رأسه وتناثر دماغه على جدار ورصيف بنك ما .. وسقط صريع.. ألم تريا شبابه يضيع .. وفزع أبوه المسكين .. وفرحة أمه تقتلوها طعناً بسكين .

ودماء صغيرها صبغ الأرصفة والجدران لتكون ذكرى لا تنسى للمارين.. وتلتقط جموع الناس والإسعاف ما تبقى من بواقي جمجمته علهم يستطيعون جمعها لتصبرة قلب أمه الحزين .. لم يكن ذنبه إلا انه عابر طريق .. والى البنك ذاهب ليؤخذ راتب لايبل فيه الريق وما كان جزاؤه طلقة في مؤخرة الرأس ... وفدية قتيل .. وسائق من بلد بعيد ذنبه انه كان يقود سيارته في شارع يؤدي إلى آخر فيه حرب أضرمت بدون ان يعرف عنها الكثير ... فأتته المنية على يد من يسمو سلطة الأمر الواقع وسلطة الإصلاح والتغير...أم نخبركما عن أبو غريب عندما استصرخ مستنجدا ولم يسمع صدى لصوته فعرف أنه غريب في بيته مقيم...استغاث امام العالم كله ولم يجد لنداءه من مجيب سوى شذب واستنكار وترهات لا تؤدي لحل المجزرة التي أوشكت نهايتها أن تبدأ قريب .. وعندما اسُتنجد وأعطي آمان هنيه الجبان ، كان الامان طلقة في الرأس ورشاش في القدمين .. وطلقة في قدم زوجته وابن أخته أمسى كسيح...

أم أخبرك عن القائد العظيم...عن من أعطى للاحتلال دروسا قاسية وجعلهم عبرة للتاريخ .. عن اسد مقدام لم تنجب له مثل أم من قريب أو بعيد...عن من زلزل الأرض تحت أقدام كل صهيوني كافر وعنيد .. عن من كان يذكر اسمه فيغشى على الحُبلى منهم ويصرخ بملئ حنجرته الرضيع .. اظنكم عرفتم اسمه .... ولا داعي لطول الشرح والتفسير.. فوجهكم قد اصفرت والعيون قد احمرت .. مع أن جسده قد وارى الثرى منذ زمن بعيد .. وروحه في الُعلا تنتظر فرج الله على عباد غزة المظلومين .. يوم قُتل رأينا الإنسان يجرد من إنسانيته والأنياب تظهر في وجه قاتله واللحاه تنقط بدماء عزته.. فقد نهشتم ومثلتم بجثته أهكذا نكرم الميت .. أهكذا يكرم الشهيد .. أهكذا يكرم الأسلام الإنسان .. واما من كان في خضم الفرحة يرقص ويصور سعيد ....فقد عاقبه الزمن على شماتته وتمثيله بجثة الشهيد...وأصبحنا نلملل من اسقف الجدران وأرصفة الشوارع ... ومن على كل عتبة باب بيت جزء من جسده....فلم نستطع له تجميع فقد جاءه صاروخ من طائرة العم سام الحبيب .. وهناك المزيد شاب رمي من أعلى برج .. لا لشيء .. فقط لتصبح والدته ثكلى وتصبح أخته أخت الشهيد...وتسألان بعد كل هذا عن والشتات واللاجئين وما حل بأرض 67 والمستوطنات.. وعن من أقام جدار فصل عنصري بين القرى والمدن على طول الطريق .. وعن من ينبش التراب تحت الأقصى ليبحث عن هيكل سليمان وعن قليل من التماثيل .. وما حل بالأقصى وببيت المقدس الشريف .. فيسعدني أن أخبركما بأن لم يعد هناك من شتات .. وأن اللاجئين أصبحوا في مكانهم مواطنين ... ولجنسية بلد ما حاملين وأما ما كان يسمى بالتعويض .. فيكفيهم أنهم أصبحوا بدرجة مواطن مع وقف التنفيذ، وحق العودة شعار استبدل بأن لا عودة إلا للفلاشة أصحاب ارض إسرائيل .. أما أرض 67 فقد أصبحت 77و87و97و2007و2017 .. والمستوطنات أصبحت مدن سياحية، وحق دخولها للجميع .. إلا لمن كان يسمى بأصحاب الأرض ومن كان يقطن الضفة المحتلة وغزة هاشم ومن تبقى لديه قليل من الضمير .. وما يسمى بالجدار العنصري المرير .. فمن دماء الشهداء اتُم بناؤه وأصبح يمر من جانب كل بيت .. وكل نافذة ومن كان لمنزله إطلالة فهذا يزيد من سعره فالجدار أصبح كسور الصين العظيم .. ومن جميع بلاد العالم يأتيه السياح .. ويدفع لرؤيته الملايين نعم فهذه السياحة في الضفة وفي تل أبيب .. وأما الهيكل العظيم .. لنبي الله سليمان عليه السلام فقد وجدوا جرة يقولون انه كان يخفي فيها خاتمه السحري .. وهذا يسمى الدليل .. ومزمار كان يعزف ويرتل عليه النبي داوود والد سليمان خادم عرش الرحمن الكريم .. ووضعوا مكان الجرة عواميد ... ومكان الهيكل مزامير وأمام الأقصى .. مرقص لتلاوة التراتيل .. ليعدو الزمان إلى الوراء ونرجع لعبادة الأصنام والكفر بالكتب السماوية والنبيين لنصبح تقريبا مثل شعب الله المختارين .

وتسألان ما حل بالقدس .. القدس شابت بعد أن فض غشاء بكارتها أمام وعلى مرأى من عيون جميع أخوتها .. اهنالك من اعتراض .. لا ولا .. والكل ينتظر دوره أن يأتي بعد أن ينتهي من قبله ويضع على وجهه قناع به شيء من خجل .. ويستتر وراء الأعذار الوهمية منتظرا بفارغ الصبر أن يأخذ نصيبه وورثته ، فجحا أولى بلحم ثوره من غيره .. هذا ما جرت عليه العادات والتقاليد .. القدس استبيحت فلا تلوموا غير أنفسكم .. فقد استبحتموها لأنفسكم وتسابقتم لنيلها .. ولكنه كان أسبققكم وعلى شماعته وضعتم كل ما لديكم من عهر وجشع .. فافرحوا ففرحكم دقت ساعته .. واعلموا أننا لا ننتظر منكم أن تغيثونا فالغيث من عند الله إن شاء الله قريب .. وهو من سينصرنا في نهاية الزمان .. وعنده سبحانه الموعد .. أكيد .. وفي النهاية لا سلام ولا تحية .. مستبيحو الدم والعرض .. قتلة الأطفال .. وبعلوشة خير دليل .. ودماء أسامة واحمد وسلام تشهد عليكم ليوم الدين .. فصبرا فغدا لناظره قريب وما كان بالأمس صعب المنال بعيد بإذن من الله إن غدا لهو يوم جديد ، وفجر للامل .. ومستقبل مشرق للجيل القادم السائر على درب التحرير .

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.