مقالات وآراء

شفافيّة المواقع الإلكترونيّة للجامعات وتصنيفها عالميّاً -//- أ د. عبد الرزاق العيسى

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 17 تشرين1/أكتوير 2013 17:34

الزيارات: 3546

شفافيّة المواقع الإلكترونيّة للجامعات وتصنيفها عالميّاً

أ د. عبد الرزاق عبد الجليل العيسى

ـ المستشار الثقافي

المملكة الأردنية الهاشمية-عمان

ـــــــــــ

تعدّدت طرق وآليات تصنيفات الجامعات وترتيبها وفق جودتها، فمنها ما يعتمد على معايير عامة وشاملة ليكون مقياس جودتها بنتاجها ومخرجاتها من الكوادر المسلّحة بالمعلومات النّظريّة والعلميّة بما يلائم حاجة السّوق، وممّن يضمن لهم الوظائف والمراكز المرموقة، ومن البحوث العلميّة والنّشر في المجلات العلميّة، ونشاطها في حلّ مشاكل المجتمع المحيط بها وتنميته. أو بالاعتماد على معايير التعلّم والتّعليم، او وفقاً لحقول المعرفة ممثّلة بالحقول التالية: العلوم الطّبيعيّة، والرّياضيات، أو الهندسة، والتكنولوجيا، وعلوم الحاسوب، أو علوم الحياة، والزّراعة، أو الطّب البشري والصّيدلة، أو العلوم الاجتماعيّة.

وكذلك يمكن تصنيف الجامعات على أساس التّخصصات التّالية: الرّياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو علوم الحاسوب أو الاقتصاد وإدارة الأعمال وأخرى غيرها.

ولكن بودّي أن أركّز في مقالتي هذه على واقع المواقع الإلكترونيّة للجامعات، ودورها في خدمة المجتمع من خلال نقل المعرفة العلميّة والعمليّة، ودورها في النّهوض بالثقافة العامة والتّنميّة البشريّة الشّاملة، ومدى إبرازها للنتاج الفكري ليكون تصنيف تلك الجامعات من خلال شفافيّة ومؤشرات ومعلومات تُرصد في مواقعها الإلكترونيّة.

إنّ عملية تقييم الجامعات اعتماداً على بعض الطّرق في تحليل محتويات مواقعها الإلكترونيّة قد أُعتمد ونُظّم من قبل مختبر المقاييس الإلكترونيّة التّابع للمجلس القومي للبحوث الإسبانيّة منذ نهاية التّسعينات من القرن الماضي، وعًرف بقياس الويب متركس (Webometrics ) أو (cybermetrics) الذي تُعلن نتائجه مرّتين في السّنة الأولى في كانون ثاني.

والثانية في تموز ليشير إلى تصنيف الجامعات عالميّاً اعتماداً على المعلومات التي تًنشرها الجامعة في موقعها الإلكتروني اعتمادا على اربعة معايير تتركزعلى محتوى الموقع والروابط الخارجية التي تعتمد عليه وعدد صفحاته واعتماد الموسسات واستخداماتها بالاستفادة من محتويات واضابير الموقع وعلى البحوث المنشورة في المجلات العلمية الواسعة الانتشار.

لقد وُضعت أسس هذا التقييم الرّقمي على ظهور الجامعة وانفتاحها على المجتمع عبر شبكة الإنترنت، ومن خلال نشرها للمعرفة العلميّة والثّقافيّة ونتاجها الفكريّ متمثّلاً بعدد البحوث العلميّة المُنجزة من قبل تدريسيها وباحثيها، وهو يُعدّ عاملاً أساسيّاً لتحديد مرتبة كلّ جامعة في العالم بالإضافة إلى عدد المؤتمرات والنّدوات العلميّة أو الثّقافيّة وعدد الإصدارات من المجلات والصّحف والكتب المؤلّفة أو المترجمة والتّحديث المستمرّ في المناهج الدّراسيّة، والاستحداثات السّنويّة في الكليّات والأقسام العلميّة والدّراسات العليا، وفي التّخصصات النّادرة والمتناغمة مع حاجة المجتمع أو السّوق، ومدى شمول منتسبي الجامعة وكوادرها بالدّورات التّأهليّة والتدريبيّة بالإضافة لاستقطاب منتسبي الدّوائر وكوادرها من خارج الجامعة وبعض شرائح المجتمع لدمجهم في دورات تطويريّة، وكذلك يعتمد على عدد الاتفاقيات مع جامعات أو مراكز بحوث أو جمعيات أو منظّمات أو كفاءات من خارج الجامعة.

وكلّ هذه العوامل والإجراءات يجب أن تُنشر في المواقع الإلكترونيّة للجامعات، أي أنّ استمراريّة تغذية الموقع الإلكتروني وتحديثه سيُشكّل دليلاً ومؤشّراً على النّشاط العلمي والثّقافي للجامعة، وبه يؤشّر لجودتها اعتماداً على نشاطها.

علماً بأنّ هذا التقييم يختلف عن التقييم المعتمد على تصميم المواقع (Design) أو استخدامها (Usability) أو شعبيتها (Popularoty) وفقاً لعدد الزّوار.

إنّ هذه التقييمات على اختلاف أنواعها ونتائجها تتميّز بالموضوعيّة (Objective)، ولا تدخل الآراء الشّخصيّة (Subjective) فيها.

إنّ عدد سكّان أيّ دولة لا علاقة له بتقدّم مواقعها الإلكترونيّة بشكل عام ومواقع جامعاتها بشكل خاص، ولا علاقة له كذلك بإقبال مواطنيها على شبكة الإنترنت؛ إذ تتصدّر مصر العالم العربي بعدد سكانها، وتليها الجزائر، وبعدها العراق، إلى آخره. ولكن لوحظ أنّ أكثر الشّعوب العربيّة إقبالاً على شبكة الإنترنت هي دولة قطر كما هو مؤشّر في جدول (1).

جدول (1)

عدد الزّيارات للمواقع الإلكترونيّة قياساً لعدد سكان الدّول العربيّة إلى تاريخ شهر كانون ثاني 2013

واعتماداً على معايير الويب متركس في الانفتاح على المجتمع والنتاج العلمي والبحثي والثّقافي والشّفافيّة ظهر أنّ الـ 12 جامعة عربية الأولى ضمن التسلسلات العالميّة مُدرجة وفقاً لما جاء بتاريخ 1/1/2013 في صفحة:

HTTP:WWW.WEBOMETRICS.INFO /EN/ARAB_WORLD

وكما جاء في جدول (2) .

لقد جاءت ثلاثة جامعات سوريّة في المرتبة الأولى للجامعات العربيّة، ولكنّها كانت السّادسة عربيّاً على المستوى السّكانيّ (جدول1)، وظهرت الجامعة الأمريكيّة في بيروت في المرحلة الرّابعة مع العلم أنّ ترتيب لبنان هو الخامس عشر عربيّاً على المستوى السّكانيّ. وتأتي جامعة القاهرة في المرتبة الخامسة، والجامعة الأمريكيّة في القاهرة في المرتبة السّابعة، والمنصورة في المرتبة الثّامنة قياساً لمرتبة مصر الرّابعة عشرة عربيّاً على المستوى السّكاني .

وقد أحرزت جامعة الإمارات في الإمارات العربيّة المتحدة المرتبة السّادسة بالمقارنة لمرتبة الدّولة الرّابعة على المستوى السّكانيّ، وتليها جامعتي النّجاح الوطنيّة وبيرزيت من خلال إحرازهما المرتبتين التّاسعة والعاشرة. علماً بأنّ دولة فلسطين قد أحرزت المرتبة السّادسة عربيّاً على المستوى السّكاني. وحصلت جامعة قابوس على المرتبة الحادية عشرة مع العلم بأنّ مرتبة سلطنة عُمان هي الخامسة عربيّاً على المستوى السّكاني. وأخيراً حصلت جامعة الكويت على المرتبة الثالثة عشرة بالمقارنة مع مرتبة دولة الكويت الثالثة عربيّاً على المستوى السّكاني.

وما يُؤسف له هو عدم ظهور أيّ جامعة عراقيّة  ليس ضمن الـ 12 جامعة عربيّة، وإنّما ضمن أول 100 جامعة عربيّاً ضمن تقييمات عام 2013 ،علماً بأنّ ثلاثة جامعات عراقيّة  قد دخلت ضمن أوّل 100 جامعة عربية خلال عام 2010 ،وهي جامعة الكوفة بتسلسل 77 و الجامعة التكنولوجية 84 و جامعة دهوك 92 ،وكذلك كانت جامعة الكوفة الأولى عراقياّ، وبتسلسل 5052 عالمياً. وكان من المأمول أن يستمرّ التّحسن في مرتبة الجامعة بتصنيفها العالمي والعربي بعد أن وضعنا الاستراتيجيات والخطوات لنجاحها،ولكن مؤشر ترتيبها لتموز 2013 كان مخيباً لأملنا مع غيرها من الجامعات العراقية وكما هو مؤشر في جدول (3)، ولقد أملنا بداية دخول تلك الجامعات في التقييمات عام 2010 سيشكّل حافزاً لجامعات أخرى لدخول التّصنيف بفضل الدّعم المتواصل ماديّاً ومعنويّاً من قِبل وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي.

جدول(2)

تسلسل أوّل 12 جامعة عربيّة ضمن معايير الويب متركس في تموز 2013م

جدول (3)

تسلسل الجامعات العراقية ضمن معايير الويب متركس في تموز 2013م

• < السابق
• التالي >