اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

معالجة محنة المواطنين المسيحيين في الموصل مهمة وطنية ودولية وإنسانية عاجلة// حامد الحمداني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

معالجة محنة المواطنين المسيحيين في الموصل

مهمة وطنية ودولية وإنسانية عاجلة

حامد الحمداني

 

   27/7/2014   

 

مما لاشك فيه أن المسيحيون في الموصل أبناء هذه المدينة الأصليين الذين لا يمكن أن يزايد أحداً على أصلهم وموطنهم الذي عاشوا فيه آلاف السنين، حيث يؤكد تاريخ هذه المدينة أنهم سكانها الأصليين، وقد تعرضوا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق لحملة شعواء من القتل والتهجير والاضطهاد يندى لها جبين الإنسانية، حيث تجاوزت أرقام الشهداء منهم 400 مواطن أريقت دمائهم الزكية ظلماً وعدواناً، وجرى تهجير آلاف العوائل من مساكنهم وخاصة في الموصل وبغداد والبصرة هرباً من عصابات الموت والجريمة المنظمة، من دون أن تلقى هذه الجرائم الاهتمام اللازم من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الحكم منذ عام 2003 وحتى اليوم،ولا نجد الإجراءات الجدية من قبل الحكومة بما يتناسب وخطورة هذه الجرائم البشعة بحق مواطنين أبرياء مسالمين لم يصدر منهم أي آذى تجاه الآخرين، وكان من بين هذه الجرائم الوحشية مهاجمة عصابة مجرمة تتألف من أربعة مسلحين منزل رجل الدين القس مازن إيشوع واختطفته مع شقيقته ووالدته بعد أن قتل المجرمون شقيقيه باسم وفاضل ووالدهم إيشوع مروكي، ولم يكتف المجرمون بكل هذا العمل الشنيع بل جرى اغتصاب الأخت والأم بكل وحشية.

 

إن أية حكومة تحترم نفسها ما كان لها أن تسكت عن هذه الجرائم وتمر عليها مرور الكرام، وكأن شيئاً لم يحدث، وهي التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن حماية أمن المواطنين، وعلى وجه الخصوص المسيحيين منهم والصابئة والأيزيدية الذين تعرضوا جميعاً لمثل هذه الجرائم، والاعتداء على كنائسهم ودور عبادتهم التي جرى استهدافها بالمتفجرات والقنابل، فإذا كانت الحكومة عاجزة عن التصدي للقتلة المجرمين فما عليها إلا أن تستقيل وتعلن عجزها، فهي والحالة هذه تتحمل مسؤولية هذه الجرائم ضد المواطنين كافة.  

 

كما أن الولايات المتحدة تتحمل نفس المسؤولية عما يلحق بالأخوة المسيحيين وسائر الأطياف الأخرى من أذى بحكم كونها الدولة التي احتلت العراق، ولا يمكن إقناعنا بأن المحتلين قد سلموا مقاليد الحكم لحكومة عراقية، فهم في واقع الحال من يحكم العراق حتى اليوم.

 

لقد باتت المحنة التي يعيشها المسيحيون في الموصل اليوم خطيرة جداً وتعدت كونها تهم العراق وحده بل هي اليوم تمثل عملية تطهير ديني وعرقي، وتتطلب من المجتمع الدولي، وفي المقدمة هيئة الأمم المتحدة، التدخل السريع بعد أن هاجمت قطعان داعش المتوحشة والمدججة بأحدث الأسلحة والآليات مدينة الموصل، قادمة من تركيا وسوريا، وعلى حين غرة اندحرت قوات الجيش العراقي المكون من فرقتين عسكريتين بكامل اسلحتها الثقيلة وطائراتها المروحية  وهروب قادتها العسكريين في عملية تبدو انها مؤآمرة مدبرة وتواطؤ مكشوف من اولئك القادة الذين لم ينالوا العقاب حتى الآن، وباتت الموصل تحت سيطرة هؤلاء المجرمين القتلة والمتوحشين الذين صبوا جام غضبهم على اخوة اعزاء لنا هم ابناء الطوائف المسيحية والأيزيدية والصابئة مهددين بوجوب اعلان اسلامهم أو دفع الجزية أو القتل!!، مما اضطرهم  إلى الهروب واللجوء إلى منطقة سهل الموصل ذات الأغلبية المسيحية والواقع تحت سيطرة البيشمركة الكردية، بعد أن جردتهم عصابات داعش من مساكنهم وممتلكاتهم واموالهم وذهبهم وكل شيئ بكل وحشية يندى لها جبين الانسانية. 

ورغم مرور اكثر من شهر على هذه المأساة فما زالت حكومة المالكي متشبثة بالسلطة، وما زال الصراع بين اطراف ما يسمى بالعملية السياسة البريمرية التي جلبت للعراقيين الحرب الأهلية واشنع الكوارث التي لم يشهد مثلها العراقيون من قبل، تاركين عصابات الدواعش تعيث خرابا ودمارا في المدينة، فلم تكتفِ بتهجير الأخوة المسيحيين من وطنهم ومدينتهم الاصلية ، بل تمادت هذه العصابات في جرائمها حتى وصلت إلى تدمير وحرق الكنائس والجوامع الاسلامية ومراقد الانبياء ، فقد قامت هذه العصابات بتفجير جامع النبي شيت، وجامع ومرقد النبي يونس وجامع ومرقد النبي جرجيس، ومحاولة تفجير الجامع الكبير المشهور بمنارته التاريخية، وغيرها من الجوامع والكنائس الأخرى.

إن الوضع المأساوي في محافظة الموصل بات يتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي دون ابطاء، وبالوسائل العسكرية لاستئصال شأفة هذه العصابة المجرمة  ومن يقف وراءهم، فهذه الجرائم المنظمة لا بد أن يقف وراءها ويمولها ويدفعها لتنفيذ أجندتها الإرهابية لأسباب سياسية معروفة لم تعد خافية على أحد.

 

إن سائر الكتاب والمثقفين العراقيين والعرب مطالبون بالوقوف إلى جانب الأخوة المسيحيين في محنتهم في حملة عالمية واسعة، والعمل على فضح من يقف وراء جرائم عصابات داعش، ومطالبة الهيئات الدولية للقيام بدور فاعل في انقاذ الموصل ومواطنيها من هذه المحنة التي ألمت بهم، واعادة الامور الى نصابها والعمل باسرع وقت على عودة سائر المهجرين بكل اطيافهم، وفي المقدمة منهم المسيحيين، وتعويضهم عن كل ما فقدوه، واصلاح كل ما خربته عصابة داعش الاجرامية في مدينة الموصل والمناطق الأخرى وخاصة المراكز ذات الطابع التاريخي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.