اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوم دشن الأنصار إحتفال الحزب بسماعهم صوت إذاعتهم// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 5
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

يوم دشن الأنصار إحتفال الحزب بسماعهم صوت إذاعتهم

أمير أمين

 

يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاءهم هذه الأيام داخل الوطن وخارجه بالذكرى الحادية والثمانين لتأسيس حزبهم العريق في 31 آذار 1934 من قبل نخبة من خيرة رجال العراق وفي المقدمة منهم الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) .

 

وللعيد طعمه ونكهته حسب المكان الذي يحتفل فيه رفاق الحزب الشيوعي وحسب الظرف الزماني المعين منذ تأسيسه ولحد الآن ، ولأنصار الحزب عيدهم المميز سواء كانوا في المفارز القتالية أو في المقرات الثابتة..

 

وفي عام 1981 أحيا رفاقنا في قاعدة بهدينان ذكرى مولد حزبهم السابعة والأربعين ..  كنا قبل أيام قد عدنا من مفرزة كانت تؤدي مهامها داخل الوطن وأمضت أكثر من أربعة شهور هناك وكانت القاعدة قد أنهت للتو إحتفالاتها بعيد نوروز في الحادي والعشرين من آذار حيث أوقد رفاقنا شعلة فوق إحدى القمم مع وهج النيران الأخرى لحلفائنا من الحزب الديمقراطي الكردستاني رمزاً لنوروز بينما كانت الدوشكة تطلق عدة إطلاقات نارية قوية للإبتهاج بهذا اليوم المجيد ، وبدأ الرفاق يستعدون لإحياء حفل عيد الحزب...

 

وفي صباح يوم 31 آذار نهض الرفاق الأنصار مبكرين وبعد تناولهم لوجبة الفطور وإحتساءهم لكاسات الشاي هب كل منهم لإداء العمل المكلف به وقاموا بحملة تنظيف واسعة للساحة المحيطة بالمقر وإستخدموا الأغصان لذلك والتي تسمى ( الچلو ) ورتبوا عدداً منها للزينة أيضاً وإنهمك آخرون بالصعود قليلاً للسفوح المجاورة من أجل قطع الورود الحمراء ذات الأغصان الخضراء اليانعة التي تنتشر كل سنة في موسم الربيع وتسمى بالكردي ( گل بهار ) أي ورد الربيع فكانوا يضعوها في فوهة أسلحتهم أو وراء آذانهم أو في فتحة الصدر أو الجيب وكانوا أيضاً يهدون عدداً منها الى الرفيقات ..

 

حدد مكان الحفل وهي قاعة سرية المقر التي جرت العناية بترتيبها وتنظيفها من قبل مجموعة من الرفاق بينما إنهمك آخرون بترتيب وضع الحطب في المدفئة التي كانت تتوسط قاعة الحفل ونظمت الحراسات... ووضعت فرقة الخشابة آخر اللمسات على البرنامج الذي ستقوم بتقديمه فيما بعد والذي كان يحتوي على عدد من الأغاني الفلكلورية العاطفية والسياسية وكانت الفرقة تضم الأنصار وصفي وأبو حسنة وأم هيفاء والشهيدة فاتن وغيرهم ..

 

وعند الغروب بدأ تدفق الرفاق الى قاعة الحفل وكان هناك رفاق ضيوف من رفاقنا في قاعدتي هيركي وگوستا بالإضافة الى ضيوف من أحد الأحزاب الكردية في تركيا..

 

أخذ الرفاق أماكنهم في قاعة الحفل وتوسط القاعة الرفيق الفقيد أبو يوسف المستشار السياسي للقاعدة والرفيق الفقيد أبو جوزيف المسؤول العسكري لها وإنتشر الرفاق في جميع الأماكن حتى غصت القاعة بهم وأخذت الفرقة مكانها المناسب لكي تمتع الجميع بأحلى ما لديها !!..

 

في هذه الأثناء وفي غمرة إحتفالاتنا بعيد الحزب كنا نترقب وعلى أحر من الجمر البث الإذاعي الأول لإذاعة حزبنا والتي سمعنا من القيادة أنها ستعلن عن بثها في هذا اليوم الخالد !! ... فتح بعض الرفاق مذياعهم الصغير وصاروا يحركون موجاته حسب ما أعلن عن رقمها على الموجة القصيرة ..     لحظات لا تنسى جعلت الجميع ينصتون وبخشوع وفرح الى الصوت الهادر من رفاقنا المذيعين في سوران ..

 

هنا إذاعة صوت الشعب العراقي.. صوت العمال والفلاحين والشغيلة وسائر الكادحين ..!! .

 

لم نستطع أن نسمع بقية كلام النصير المذيع لتعالي الهرج والهلاهل وكلمات التهاني من قبل الرفاق لبعضهم البعض حتى أن بعض العاطفيين ذرفوا دموع الفرح إبتهاجاً بإفتتاح إذاعة الحزب الشيوعي العراقي والتي كانت تبث من قاعدة في سوران باللغتين العربية والكردية ، كانت لحظة شبيهة الى حد ما بليلة رأس السنة حينما يقوم المحتفلين بتهنئة بعضهم الآخر ! ....

 

إبتدأ الحفل بشكل رسمي حوالي الساعة السادسة مساءً بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء حزبنا وشعبنا ثم أنشد الرفاق والرفيقات ( سالم حزبنة وماهمتة الصدمات ) وأطربت فرقة الخشابة البصرية الأنصار من مختاراتها الغنائية الشيقة..   وخاصة أغنية ( بعدج زغيرة عالسهر ..    ليش سهرانة ) والتي أصبحت سمفونية الأنصار التي تعزف في كل حفلة ! كذلك أغنية ( خبطة قدمكم على الأرض هدارة ... إنتو الأحبة وإلكم الصدارة ) والتي تقوم الفرقة والرفاق بتغيير بعض كلماتها وإضافة كلمات ثورية اليها مثل ( من كردستان لهور الناصرية ...عرب وأكراد إنقاتل سوية ...إحموا شعبنا وإحرسوا ثوارة .. وإنتو الأحبة وإلكم الصدارة ) وهذه الأغنية كان من أشد المعجبين بها الشهيد الشهم أبو سحر الذي كان حينما يصل الرفاق الى ترديد المقطع الأخير ( وإنتوا الأحبة وإلكم الصدارة ) يلتفت الى جميع الرفاق ويشير لهم بقوله : والله العظيم صدقاً إنتو الأحبة يا رفاق والصدارة إلكم !! وكان يمتع الجميع بنكات شيقة جداً ثم يقول عن نفسه (رفاق لا أخبركم بإسمي الصريح ولكني أنا عكس الشاعر عواد ناصر والذكي منكم يفهم !!) وكان الشاعر عواد ناصر من أنصارنا أيضاً..

 

ثم تنشد الفرقة أغنية سياسية هي ..... (ننثر عمرنة شموع ونضوي الدرب ...   هيچي علمنة الحزب) ، وينزل الى وسط القاعة عدد من ( البزّاخة ) الذين يتفوق بعضهم على النساء في هز الصدر !!! يصفق الرفاق ويبتسم الآخرون..  ثم يقومون بالغناء مجدداً أغنية (أنا ..أنا ..أنا ما شفتك سنة...باچر نلتقي .. يا حبي النقي ويا كل الطيور غني وحلقي...وعالمنا السعيد بالحب إنبنا )

 

وحينما تبدأ فترة الإستراحة فأننا كنا نقوم بتذكر رفاقنا الأخرين وخصوصاً الذين هم في هذا الوقت يحتفلون بالعيد في سجون الديكتاتورية أو في البيوت الحزبية السرية. ورغم الفرح إلاّ أن بعض الرفاق كانت تبدو عليهم مسحة الحزن لتذكر الأهل أو الحبيبة داخل الوطن الذي كانت تحيط به أسوار الديكتاتورية من كل جانب !!.

 

ثم نطلب من الفقيد عمر الياس (أبو علي) أن يغني ، ويصدح صوته بالمقام العراقي ولأن الفقيد أبو يوسف يبدو انه لا يجيد   الغناء لذلك طلب رفاقنا منه أن يتحدث عن الحزب ونفذ الطلب من قبله برحابة صدر وحكى لنا عن ذكرياته التي تخص عمله في مطبعة الحزب أبان فترة النضال السري     (وهي طبعاً كلها فترات نضال سري !!) ومن بعيد كان الرفيق ابو يعقوب يصيح ( أنا ما أعرف أغني يا رفاق ! ) فيطلب منه أن يرقص ! فيوافق ولكن بشرط أن يشاركه الآخرين ، وهذا ما حصل فعلاً !! وكانت ذكريات اليمة وشيقة بنفس الوقت.. وقام الرفاق المسيحيون بالغناء بلهجتهم الخاصة أغنية ( باگية .. خوش باگية ...روشة لاوندية !) وكان بعض الخبثاء يهمسون بكلمتي خوش باگلة ! ونضحك جميعاً ثم تبدأ فترة ممتعة للغناء الكردي التي يشترك بها الرفاق العرب بالإضافة للأكراد والمسيحيين ( نارنكة ..   هي نارن ..هي نارن ..نارنكة دلاّلي..قصر بابا بليندا ..هي نارن ) والأغنية يبدو أنها كانت تتحدث عن بنت إسمها نارين وتقول الأغنية أنها محبوبتي وقصر أبوها عالي ..الخ وهناك أيضاً أغاني من مناطق سوران كان عدد من رفاقنا يقومون بحفظها ويؤدونها في الحفل ومنها ( هي چيمن ..چيمن كركوچية ) وأيضاً هي أغنية عاطفية تتحدث كلماتها عن بنت من كركوك إسمها چيمن..

 

ثم يشترك عدد من الرفاق العرب في دبكة كردية على أغنية ( ليلى ..بوتو مردم ..ليلى .. زور جوانا ..ليلى ) وهي عن بنت جميلة جداً إسمها ليلى ويقوم كل الراقصين بضرب الأرض بأقدامهم بقوة مع رفع أكتافهم وبحركات متناسقة الى الأعلى !..

 

ثم تقوم الرفيقة أم هيفاء وبصوتها الشجي بأداء أغنية ( على بالي أبد ما كان فرگاك ) وحينما تنتهي يبدأ بعض الأنصار بالغناء وبنفس اللحن للرد عليها ومن أجل ترطيب الجو أكثر (على بالي أبد ما چان درباس.. گضيت العمر وية التورداس !) ودرباس رجل تركي كنا نشتري منه المواد الغذائية للقاعدة والتورداس هو الآلة التي نقوم بقطع الأخشاب بها .

 

 

كان عيداً بهيجاً حقاً وذكراه ستبقى عطرة ولا تنسى ..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.