اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

شجرة لكل شهيد// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

شجرة لكل شهيد

علي فهد ياسين

 

الفعالية النوعية لمجموعة من الناشطين المدنيين في مدينة العمارة، المتضمنة زراعة أشجاراً بأسماء الشهداء في حدائق المدينة، تمثل واحدة من الصور الباهرة لمنظمات المجتمع المدني المحترمة لعناوينها المهنية وأدوارها الحقيقية في الواقع العراقي الضاج بالضبابية وتداخل الادواروخلط الاوراق للتغطية على الفساد .

فقد قامت مجموعة من الناشطين بزراعة أكثر من (2000) الفي شجرة، بأسماء شهداء من مدينة العمارة، ممن استشهدوا وهم يتصدون لعصابات الارهاب في مواقع العمليات، تخليداً لارواحهم التي قدموها دفاعاً عن الشعب والوطن، وهو نشاط يستحق الأحترام والتقدير، كما يستحق أن يكون مثالاً يُحتذى في جميع مدن العراق، كي يتحول الى منهج مميز يحسب لمنظمات المجتمع المدني، لأن شهداء الوطن أكبر من عناويين سكنهم ومحلاتهم ومدنهم، وأكبر من عناوين انتماءاتهم الفرعية .

الشجرة رمز متفرد في حياة البشرية، وليس أدل على ذلك من انتساب عنوانها الأول الى (آدم)، وأشجار الشهداء المغروسة في ميسان تعبر عن معنى استشهاد المدافعين عن الشعب والوطن ضد الأرهاب، لأن جذورها تستقر في (حضن الأم) الأرض العراقية، وأمتدادها الأخضر يندفع الى الأعلى باتجاه السماء التي تسامت أرواح الشهداء اليها، وهم أنبل الناس وفقاً للمفاهيم الحقيقية للأديان، التي تتقاطع مع فلسفة الأرهاب الظلامية الملطخة بالدماء!.

الفكرة التي اعتمدتها مجموعة الناشطين المدنيين في ميسان يمكن تطويرها لتكون برنامجاً وطنياً عراقياً نوعياً، وممكن أن يطبق في كل انحاء العالم، اذا استطعنا حمايته من تدخل السلطة، لأن تجاربنا معها في العراق تفرض علينا الحذر العالي من فساد طواقمها، وهي لاتختلف عن مثيلاتها في البلدان الاخرى، عليه يكون من الواجب أن تتبنى منظمات المجتمع المدني هذه التجربة، وتعمل على أن يكون لكل شهيد شجرة تغرس أمام بيت عائلته تحديداً، بدلاً من الحدائق العامة والجزرات الوسطية (كما جرى في العمارة)، لأدامة رعايتها التي لايمكن ضمانها حين تغرس في الحدائق العامة والحزرات الوسطية، واشارةً الى الاحترام والتقدير لهذه العوائل التي قدمت شهدائها دفاعاً عن العراق وشعبه.

ولأن هذا المشروع (شجرة لكل شهيد)، يحتاج الى تمويل وادارة وبرنامج عمل، فاننا نقترح أن تبادر منظمات المجتمع المدني في المحافظات الى تشكيل فرق تنفيذ ومتابعة وصندوق تبرعات من المواطنين، لتنفيذه بعيداً عن الدوائر الرسمية، كي لايكون منفذاً للفساد المستشري في مؤسسات الدولة ودوائرها الفرعية، لأن قيم الشهادة ومعانيها يجب ان تكون نظيفة من كل الملوثات  !.

تحية وأحترام للمساهمين في مبادرة منظمات المجتمع المدني لتكريم الشهداء في مدينة العمارة، ودعوة لمثيلاتها في باقي المدن العراقية لتبني المبادرة والعمل على تطويرها، والذكر الطيب لشهداء العراق على مدى تأريخه .

علي فهد ياسين 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.