مقالات وآراء

سنة البغل واجتماع الكلاب البوليسية// حسن الخفاجي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 28 نيسان/أبريل 2016 19:51

كتب بواسطة: حسن الخفاجي

الزيارات: 1734

الموقع الفرعي للكاتب

سنة البغل واجتماع الكلاب البوليسية

حسن الخفاجي

28/4/2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

يعيشون في قرية نائية ومعزولة لذلك كانت تسميتهم للأعوام ترتبط بأحداث جرت بقريتهم او بمحيطها. سمعنا عن سنوات ابو زوعة والغرگة وأم مصران وشارة طارش، وتلك كانت سنوات مرض الكوليرا والفيضان وسنة الجوع وسنة اصابت يد جلاد الشيخ بالشلل بعد ضربه الفلاح طارش.

أغرب تلك التسميات كانت سنة البغل، في ذلك العام انجبت مهرة الشيخ بغلا وسميت سنة البغل.

  بعد عروض السيرك السياسي والتقلبات وتغير الجبهات والاصطفافات والمواقف وكثرة الأحداث وسرعتها اضاعت على اغلب العراقيين معرفة تواريخ الأحداث  والمواقف. لو عادنا الى رزنامة تلك القرية هل يحق لنا ان نسمي اجتماع مجلس النواب الذي جرى يوم أمس اجتماع الكلاب البوليسية؟.

 كان لافتاً دخول القوات الأمنية بكثافة واصطحاب بعضهم للكلاب البوليسية وتلك كانت بدعة ابتدعها من أمر بدخول قوات الأمن والكلاب البوليسية الى بيت الشعب البرلمان العراقي. وتعكس اجواء الترهيب التي رافقت الاجتماع .

الاخطر ان اكثر من نائب معتصم سمعوا السيد العبادي يأخذ رأي سليم الجبوري بإصدار أمر باعتقالهم.

 المعتصمون نجحوا كما قالو بتغيير خارطة التحالفات. سمعنا من بعض الطائفيين من نواب السنة أسامة النجيفي مثلاً  مدحه لسفير ايران لاصطفافه معهم ومساعدته في إنجاح مسعاهم بالإبقاء على سليم الجبوري، ومن بعض أشد النواب طائفية من الشيعة وجدنا اصطفافاً غير مسبوق مع سليم الجبوري الذي كانوا يذمونه بالأمس القريب لكتابته مقالاً في صحيفة الواشنطن بوست يذم الحشد الشعبي ويسميهم مليشيات طائفية. ووجدنا من بعض اكثر السنة انتقاداً للعبادي في الامس القريب من هبّوا يدافعون عنه ويمتدحون "حكمته وكياسته وقوة تحمله".

النجاح الأهم الذي حققه النواب المعتصمون هو ثبات موقفهم وصمودهم على الرغم من الترغيب والترهيب وعلى الرغم من السقوط الحتمي للانتهازيين من ركب معهم الموجة وتخلى عنهم لأسباب يعرفها أغلبنا. اهم منجزاتهم انهم وضعوا اللبنة الاولى في أساس البناء السليم لوجود معارضة برلمانية قوية في مجلس النواب تتمكن من محاسبة الفاسدين وتقويم عمل الحكومة، والأهم من كل ذلك هو خروجهم من عباءة المحاصصة ومن هيمنة رؤساء الأحزاب والكتل وتشكيلهم لكتلة قوية تجمع اطياف الشعب العراقي وهم بذلك وضعوا لبنة التغيير الاولى وفتحوا أبوابا لتجرف رياح التغيير المتردية والنطيحة.

المستقبل لهم لأنهم مثلوا ويمثلون نبض اغلب العراقيين، وان استمر الحال على ما هو عليه ولم يحصل تغيير لحين نهاية الدورة البرلمانية، ان استمر المعتصمون بالهمة ذاتها في تصديهم للفساد ومطالبتهم بالتغيير فانهم سيحظون بأصوات أغلب العراقيين .

حينها سنسمي عام انتصارهم بعام الفيل، لأنهم سيصبحون بمثابة الطير الأبابيل التي رمت ابرهة المحاصصة وفيلته بحجارة الشعب السجيل. العراقيون يلعنون ديمقراطية الكلاب البوليسية، ديمقراطية الترهيب، ديمقراطية اتريد أرنب أخذ أرنب اتريد غزال أخذ أرنب .

"للأفكار قوة وللموقف خلود واتحاد الاثنين يصنع التاريخ"

• < السابق
• التالي >