محطات طبية
لماذا يتأخر الحمل .. وما العلاج؟// د. مزاحم مبارك مال الله
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 31 آب/أغسطس 2016 18:13
- كتب بواسطة: د. مزاحم مبارك مال الله
- الزيارات: 18116
لماذا يتأخر الحمل .. وما العلاج؟
د. مزاحم مبارك مال الله
تأخر الحمل، واحدة من الحالات التي ترتبط بها بعض المشاكل الاجتماعية. وسنناقش الموضوع من الناحية العلمية والطبية.
يحصل الحمل جراء التقاء(إخصاب) الحيمن بالبويضة، أو ما يُعرف بتعبير أخر، الخلية الذكرية مع الخلية الأنثوية، ولكن هذا الإخصاب أو التخصيب لا يمكن له أن يتم ألاّ بتوفر شروطه المطلوبة والمتمثلة بما يلي:ـ
1. الصحة العامة الجيدة للزوجين.
2. التمتع بقدر من الثقافة في هذا المجال.
3. عدم وجود التهابات مهما كان نوعها لدى الزوجين.
4. انتظام هورموني انثوي.
5. عدم وجود تشوهات خلقية في المنظومة التناسلية الأنثوية.
6. عدم وجود حالات مَرَضية باطنية أو جراحية في المنظومة التناسلية الذكرية.
7. استقرار الوضع النفسي.
أن عملية التخصيب تحصل في قناة فالوب (وهي القناة التي تربط بين المبيض والرحم)، حيث يلتقي الحيمن بالبويضة ،فتصبح خلية مخصبة والتي تبدأ بالانقسام وبنفس الوقت تسير باتجاه جدار الرحم الداخلي فتلتصق هناك حيث تبدأ سلسلة من الانقسامات مع تكوّن أغلفة متعددة حولها، كل ذلك يجري على وفق تغير هورموني دقيق جداً. ولغرض ان يلتقي الحيمن مع البويضة وان ينتجا بويضة مخصبة طبيعية فيجب أن تكون:
1. البويضة بالحجم المناسب (لا يقل عن 18 ملم).
2. الحيمن طبيعي.
3. قناة فالوب مفتوحة وسليمة.
4. الرحم مهيأ بشكل طبيعي.
5. توقيت المعاشرة الزوجية بالوقت المناسب والذي يجب ان يكون ضمن ستة ايام من بداية حدوث التبيض والتبيض عادة ما يكون في الفترة المنتصفة ما بين طمثين. اي بمعنى انه لو كانت الدورة الشهرية للسيدة منتظمة كل 28 يوم فأن ايام الخصوبة لديها ستكون من اليوم الثاني عشر ولغاية اليوم الثامن عشر من بداية ظهور الطمث.
وكثير جداً من النساء لا يعرفن وقت حصول التبيض (وهذا أمر متعلق بالتعلم والثقافة العامة)، أن تغيرات حقيقية تحصل لدى كل امرأة في حالة التبيض وهي:ـ
1. ارتفاع درجة حرارة الجسم.
2. ظهور إفرازات مهبلية كثيفة ولزجة خصوصاً في يوم الاباضة.
لدى الغالب من النساء فأن التبيض يحصل في اليوم (14) قبل نزول الدورة الشهرية، علماً أن المبيضين يتناوبان بالتبيض.
في حال توفر كل الشروط أعلاه، فبالتأكيد سيتم الآخصاب وبالتالي الحمل. ولكن واحدة من أهم الحالات التي تصادفنا، هي حالة تأخر الحمل، وهي حالة تختلف عن حالة العقم.
في مجتمعنا يبدأ القلق يراود الزوجين وذويهما مجرد ان يتأخر الحمل بضعة شهور بعد الزواج (علماً ان النسبة الدولية من حالات تأخر الحمل للمتزوجين الجدد وفي الأحوال الاعتيادية تصل الى 17%)، أو ان الزوجين قد أنجبا ولكن توقف حصول الحمل مرة أخرى، وتبدأ معه سلسلة المراجعات بين الأطباء والمستشفيات. وفي بعض الأحيان يكون البحث عن سبب تأخر الحمل باباً لمعرفة مشاكل يعاني منها احد الزوجين او كلاهما تكون هي السبب او الأسباب في منع حصول الحمل.
أسباب تأخر الحمل:
أ) خاصة بالزوجة: وتشكل نسبة 60% من الأسباب:
1. عدم انتظام الدورة الشهرية ولأي سبب كان.
2. ارتفاع نسبة هورمون الحليب.
3. مشاكل الغدة الدرقية.
4. تناول حبوب او ابر موانع الحمل(وقد أثبتت المتابعات البحثية، أن الحمل يتأخر الى ما بعد 3 أشهر بعد ترك حبوب منع الحمل والى ستة أشهر ما بعد انتهاء مفعول الإبر)
5. الوزن العالي.
6. انسداد قناة او قناتي فالوب (انسداد الأنابيب)، والانسداد أسبابه متعددة، منها الالتهابات المزمنة الشديدة، الالتصاقات في البطن والحوض والتي تحصل كأحد مضاعفات إجراء عمليات جراحية سابقة او كأحد مضاعفات التهابات مزمنة مهملة.
7. التهابات حوضية.
8. التدخين.
9. العامل النفسي.
10. تعاطي بعض العلاجات، كعلاجات الشيزوفرينيا والصرع.
ب) خاصة بالزوج : وتشكل نسبة 40% من أسباب تأخر الحمل:
1. مشاكل في الحيامن، من حيث (العدد والشكل والحركة). أن (قلة عدد) و(ضعف حركة) و(عدم انتظام شكل) الحيامن تكون احد أهم أسباب تأخر أو عدم حصول الحمل، وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية المواصفات المطلوب توفرها من أجل تأمين حصول الحمل لدى زوجة ليس لديها أي عائق، وهذه المواصفات هي:
• الملليتر الواحد من السائل المنوي يجب ان يحتوي على عشرين مليون حيمن.
• نسبة الحيامن التي تتحرك لا تقل عن 50%.
• نسبة التشوهات في شكل الحيامن يجب أن لا تزيد عن 70%.
أن المشاكل المتعلقة بالحيامن أسببها عديدة، منها، تأخر نزول الخصية الى كيس الصفن عند الولادة، التهابات بكتيرية وفايروسية، التواء الحبل المنوي، دوالي الخصيتين، السمنة المفرطة.
2. قلة السائل المنوي.
3. التهابات جرثومية, وأهمها(التدرن، البلهارزيا، السيلان).
4. التعرض الى الإشعاع ( وخصوصاً العاملين في المهن التي تستخدم فيها الإشعاع).
5. اضطرابات هورمونية.
6. انسداد مجرى السائل المنوي.
7. حالات مرضية ترتفع فيها حرارة الجسم ولفترات قد تطول(مثال ذلك، حمى البحر المتوسط الوراثية).
8. حالات تتعرض فيها منطقة الخصيتين لشدة خارجية تؤدي الى نزف وتليف.
9. التدخين.
10. حالات من تعرض الرجل الى ظروف عمل ترتفع فيها درجات الحرارة.
لقد أثبتت الدراسات والمتابعات العلمية ان المدخنين والمدخنات من الأزواج يعانون من هبوط في احتمالية حصول الحمل بنسبة تصل الى 20% عن الأزواج غير المدخنين.
ما العمل؟
تتفاوت مدد تـأخر الحمل بين الحالات، ولكن وبشكل إجمالي فالأطباء ينصحون بالمراجعة بعد مرور ستة اشهر- تسعة اشهر من عدم حصول الحمل، المراجعة من اجل معرفة السبب ومعالجته، خصوصاً اذا عرفنا ان الغالبية من تلك الحالات قابلة للعلاج والإتيان بنتائج ايجابية(أي حصول) الحمل.
فالكشوفات والتحاليل تشمل:
أ) للزوجة:
• الفحص السريري العام.
• سونار البطن.
• السونار المهبلي.
• الأشعة الملونة للرحم وقناتي فالوب.
• مسحات بطانة الرحم.
• تحاليل هورمونات.
ب) للزوج:
• الفحص السريري العام.
• سونار الخصيتين.
• تحليل السائل المنوي.
• تحاليل الهورمونات.
وبعد تشخيص الحالة، يمكن البدأ بخطوات العلاج والتي تشمل:
1. التنظيم الهورموني.
2. زيادة حجم البويضة.
3. القضاء على الالتهابات.
4. فتح قناة فالوب.
5. استخدام العلاجات التي تزيد من عدد وحركة الحيامن.
6. إرشادات صحية وهي:
أ) تثقيف الزوجين بأيام الخصوبة ووجوب حصول المعاشرة الزوجية.
ب) ان عمر البويضة هو24 – 36 ساعة في قناة فالوب، وأن عمر الحيمن (بعد الجماع في داخل الرحم ووصوله الى قناة فالوب) 48 ساعة ، لذا ومن أجل تحقيق تخصيب البويضة يجب أن يلتقيان في قناة فالوب خلال الساعات هذه.
ت) تخفيف الوزن.
ث) ترك التدخين.
ج) وفي حالة عدم حصول الحمل بالطرائق الطبيعية فمن الممكن استخدام الحقن الداخلي لحيامن الزوج في داخل رحم الزوجة.
ان الإحصائيات تشير الى ان نسبة عالية جداً من حالات الحمل قد حصلت لدى الأزواج الذين عرضوا حالاتهم أمام الأطباء ومراكز الخصوبة وكونوا أسراً ينعمون بحياة اجتماعية جميلة.
المتواجون الان
403 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
التعليقات
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة