حوار مع المهندس علي البياتي من فنلندا// حاوره يوسف ابو الفوز
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 22 تشرين1/أكتوير 2025 10:41
- تاريخ آخر تحديث: السبت, 01 كانون2/يناير 2000 00:00
- كتب بواسطة: يوسف ابو الفوز
- الزيارات: 149

حوار مع المهندس علي البياتي من فنلندا
حاوره يوسف ابو الفوز
تلويحة من فنلندا
المهندس علي البياتي: مطلوب نهج حكومي جاد يفسح المجال أمام الكفاءات العراقية
المهندس علي حسين البياتي (مواليد 1988) درس في الجامعة المستنصرية، كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية، وتخرج عام 2012، وصل فنلندا عام 2015، طبيعة العمل الحالي في فنلندا مهندس الكترونيك في شركة ABB:
• كيف اجتزت مشكلة اللغة، وقضية معادلة الشهادة؟
ــ الأمر استغرقت مني وقتًا وجهدًا كبيرًا حتى اجتزت امتحان اللغة. أما معادلة الشهادة فكانت سهلة من الناحية الإجرائية، لكن سرعان ما اكتشفت أن المعادلة وحدها لا تكفي. فقدمت على مئات الوظائف في الشركات والمؤسسات، ولم أتلقَّ أي رد. هنا أدركت أن عليَّ أن أبدأ من جديد، فقررت دخول الجامعة في فنلندا. نجحت بتفوق في امتحان اللغة والدخول، والتحقت بجامعة متروبوليا في قسم الهندسة الكهربائية والأتمتة – تخصص إلكترونيات. شهادتي العراقية ساعدتني كثيرًا، إذ تمكنت من معادلة عدد من المواد، ما جعلني أجتاز أول سنتين بسرعة أكبر. خلال دراستي كان لدينا برنامج تدريب عملي، فتقدمت للحصول على تدريب صيفي في شركة ABB، وهناك وجدت الفرصة التي كنت أبحث عنها. بدأت رحلة جديدة بالجمع بين العمل في الشركة ومواصلة دراستي الجامعية، وهذا شكل نقطة تحول في مساري المهني. تجربتي علّمتني أن التحديات في المهجر ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية جديدة. بالصبر والجهد يمكن تجاوز صعوبات اللغة والمعادلة وسوق العمل، وتحويلها إلى فرص لبناء مستقبل مختلف.
• كيف تعاملت شركات التوظيف معك، هل وجدت العمل المناسب لاختصاصك؟
ــ الحقيقة، معظم الشركات لم تكن تعطي فرصة جدية للمتقدم ما لم يكن قد أنهى دراسته داخل فنلندا أو يمتلك خبرة عملية محلية. صحيح أنه من الممكن العثور على عمل، لكن غالبًا يكون في وظائف بعيدة تمامًا عن مجال التخصص الهندسي، أما العمل في مجال الاختصاص، فقد بقي أمرًا صعبًا حتى التحقت بالجامعة الفنلندية وبدأت الدراسة فيها، حيث فتحت أمامي أبواب التدريب العملي، ومنه حصلت على فرصة حقيقية للعمل في مجالي.
• لماذا غير بعض المهندسين اختصاصهم وعملوا في أعمال أخرى؟ ولماذا يعاني البعض من البطالة؟
السبب الرئيسي هو صعوبة إيجاد وظيفة في الاختصاص دون وجود (وسيط) أو دعم قوي. في كثير من الأحيان لا يعتمد الأمر على الكفاءة فقط، بل على العلاقات والمعارف. إضافة إلى ذلك، هناك تمييز واضح في سوق العمل ضد المهاجرين، وهذا ليس مجرد انطباع شخصي، بل أمر تعترف به حتى الحكومة الفنلندية نفسها. ورغم امتلاك الكثير من المهاجرين مهارات عالية وخبرات جيدة، إلا أنهم يواجهون تحديات في الحصول على فرص متكافئة. هذا ما يدفع بعض المهندسين إلى تغيير مسارهم المهني والاتجاه إلى أعمال بعيدة عن اختصاصهم الأصلي، فقط من أجل البقاء والاستمرار. في حين يبقى آخرون يعانون من البطالة، رغم رغبتهم الكبيرة بالعمل وقدرتهم على الإبداع والإضافة.
• مدى دعم جمعيات للمهندسين لكم؟
من خلال تجربتي الشخصية، أرى ان دورها في دعم المهندسين المهاجرين محدود جدًا. فهي لا تقدم المساندة الكافية في مسألة إيجاد فرص عمل، أو في ربط المهندسين الجدد بسوق العمل المحلي.
• هل يمكن التعاون مع جهات، نقابات، لتقدم الدراسات والمقترحات لتحسين البنية التحتية في العراق، والعمل على تأهيل الكادر المحلي (الوطني)؟
ــ نعم، يمكن التعاون مع الجهات الرسمية والنقابات والمؤسسات ذات العلاقة لتقديم الدراسات والمقترحات التي تُسهم في تحسين وتطوير البنية التحتية في العراق. ومن خلال خبرتي العملية في فنلندا، وكذلك من خلال عملي افي شركة ABB، أؤكد أنني قادر على المساهمة في هذا المجال، سواء عبر:
نقل التجارب والخبرات الناجحة رغم اأنه مازلت اعتقد ان استفادة الوطن من خبراتنا مازال محدودا، بسبب غياب سياسات واضحة لاستيعاب الكفاءات، مع ذلك، يمكن ملاحظة أن الحكومة في الفترة الأخيرة بدأت بمحاولات لتسهيل الاستثمار، وتقديم بعض التسهيلات للمشاريع والأفكار.
نشر في طريق الشعب عدد يوم الثلاثاء 2025.10.21. صفحة "جاليات عراقية" تحاور عددا من المهندسين العراقيين.


