اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نفوذهم وتعسيل الكلام// صبحى ساله يى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

نفوذهم وتعسيل الكلام

صبحى ساله يى

 

  الصراحة التي ينادي بها معظم الساسة في العراق، هم يفتقدونها، لذلك ليس بإمكانهم مطالبة الآخرين بها، وتعكس الحالة المزرية لدولة يمكن أن نصفها ببقايا دولة، وتكشف واقعاً صعباً وتعيساً يعيشه العراقيون الذين ورثوا المشكلات وكمياتٍ متراكمة من الازمات، ويعانون من الإهمال والفشل وتفشي الفساد وثقافة العنف، وحالة اللاسلم واللاتصالح واللاتسامح السائدة، والتي تحيلهم إلى البحث عن أسباب تداعي بلادهم وحالهم بهذا الشكل المخيف والإنحدار السريع والمرعب نحو الهاوية، لكه يضع المخلصين منهم في الوقت ذاته أمام مسؤوليات جسيمة للبحث عن سبل الخلاص والإنقاذ.

لا نبتعد عن الحقيقة عندما نقول إن الثمن الذي يدفعه العراقيون كبير جداً، وإيفاؤه ليس سهلاً، ويمكن ربطه بسنوات حكم البعث الفاشي وحروبه وأنفالاته ضد الكورد والحرب العراقية الايرانية (1980-1988)، واحتلال الكويت وتحريرها، والحصار الاقتصادي الذي إستمر من سنة 1991 حتى إسقاطه  في 2003، والسنوات العشر العجاف من حكم المالكي، والتي شكلت تحولاً سلبياً ما زلنا نسمع صداه في كل لحظة، صدى يقول لنا إنكم هزمتم ولاتريدون الاعتراف بذلك، تكابرون وتتعاملون بشكل مغاير مع واقعكم ولاتعرفون أن لبلدكم أهمية إستراتيجية بالنسبة لأطراف كثيرة، ولاسيما لامريكا وإيران والسعودية وتركيا، لذلك يحاول كل طرف أن يحافظ على مصالحه ويرمي بثقله ليلعب دوراً مؤثراً فيه وليكون قوة فاعلة رئيسة في ساحاته، ويجعله منطلقا لتدخلاته في الدول الاخرى.

أدوار تلك الأطراف ذات أبعاد سياسية وأمنية وإقتصادية، وبعضها عقائدية ومذهبية، أما الأزمات العراقية المتتالية، فإنها تتيح الفرص أمام تلك الأطراف لتمارس أدوارها بشكل حاسم من خلال وجود ضباطها وخبرائها ومدربيها العسكريين عندنا، أو عن طريق فرض شروط قاسية أثناء التوقيع على عقود بيع وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية، أو خلال تقديم المعلومات الاستخبارية، وكذلك في علاقاتها مع الحكومة العراقية والأحزاب والكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية ومراكز صنع القرار، وكذلك التي لم تشارك فيها لأسباب مختلفة، وهذه الأمور تسهل التأثير على الأحداث والتطورات الداخلية والسياسات المتبعة، وتسعى لايجاد نخب تدين بالولاء والطاعة لتلك الأطراف وتسهم في خلخلة الأوضاع السياسية وفي إضعاف الحكومة وزيادة حاجتها للآخرين، وتلك الحاجة تمهد الطريق لتلك الاطراف للتغلغل في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية، وتسهل تحصيل تسهيلات كبيرة لتجارها ومستثمريها وإغراق الأسواق العراقية بمنتجات وسلع متنوعة ومختلفة المستويات، وتتحكم كذلك في توجهات المرشحين لخوض الانتخابات المختلفة من خلال دعم البعض منهم، وتقديم الدعم المالي المباشر والمشورة لهم، وإرغامهم على تشكيل قوائم موحدة منعاً لتقسيم أصوات ناخبيهم، كما تسخر وسائل إعلامية محلية وقنوات فضائية للتأثير على الرأي العام والأفكار والتوجهات لصالح الحزب أو الشخص المقبول لديها، ليس لأجله أوحباً بسواد عينيه، وإنما من أجل ضمان مصالحها وتأمين رهاناتها، ولتستغلهم متى ما تشاء كورقة للضغط والتفاوض وتضعهم في ملفاتها المهمة وحساباتها الدولية والإقليمية.

هذه الادوار وتلك الممارسات والسياسات تحقق بعض المصالح لأطراف عراقية معينة ولكنها تضر بالعراق والعراقيين، وتكون أسباباً لمزيد من المشكلات والازمات الداخلية.

 أما الصراحة والمصالحة والتصالح والتي أصبحت مفردات لغوية منمقة لتجميل الخطاب، وتعسيل الكلام، فإنها ستبقى على ألسنة السياسيين دون أن تكون نابعة من القلب أو الوجدان والضمير الانساني والوطني، وسيبقى نفوذ الآخرين أقوى في العراق من نفوذ العراقيين الذين سيبقون في حيرة من أمرهم،  وستبقى الدولة العراقية بقايا دولة أو دولة مختطفة.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.